الحلقة ٢١ قبل الاخيرة

5.8K 134 4
                                    

"عشقت أرملة"
ممنوع النقل نهائيا 🚫
تأليف جولين
الحلقة الواحدة و العشرين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
*شقت السيارة الطريق الطويل وسط بكاء طفلة و انهيار أم و خوف أب... كم هي الحياة قاسية على هذه الطفلة التي تحاول ان تستنجد بأحد لكن و للأسف... لا حياة لمن تنادي... فهمت انها اخطأت بالذهاب مع غريب... ردعها دروف لكنها لم تستمع له... هذا هو جزائها...اغمضت عيونها بقوة و هي تضم رجليها لجسدها الصغير تحتمي من العملاق الأمامها... ابتسم فرانك بخبث ثم خرج و اقفل الغرفة عليها... فانفجرت باكية و هي تستنجد أمها و أباها و الخوف بدأ يعتري جسدها الصغير و أفكار مرعبة تأتي و تذهب لمخيلتها.... هي في هذه اللحظة تريد رؤية عائلتها و تقسم انها لن تعيد فعل هذا و الذهاب مع غريب... بعقلها الصغير و الطفولي تعتقد بطلبها لوالديها فسيأتون و العملاق سيأتي بهم لا تعلم انها في ثغر عميق مخيف و ليس على سطح سهل يمكن الاخذ و العطاء معه.... غامت افكارها البريئة و غرقت عيونها بالدموع و هي تتخيل بقائها بعيدة عن عائلتها....
*بعد ان خرج من الجامعة اتجه عند ارجيت و اخبره بالحديث الذي حصل و انه احكى كل شيء لهم... هم الان يعرفون حقيقته المرة الوضيعة.... هز أرجيت رأسه بقلة حيلة (ماذا ستفعل الان؟؟ اخبرتهم بما حدث حسنا! لكن كيف ستحل ما فعلته أرجون) فرك أرجون وجهه و هو يزفر انفاسه المحتارة(لا أعلم أرجيت لا أعلم.. الافضل ان ابدأ بالعمل) ضرب أرجيت جبهته و هو يقول بانفعال(ارجون هو لا يريد فقط المال.. ألا تفهم... هناك انتقال لغليل ابنه... ابنتك ارجون استمع مني و اعمل على حمايتها...) ثم مسكه من اكتافه و هو يضغظ عليهم يشجعه( هو سيعلم بموضوع ابنتك... عليك حمايتها)... فجأة قاطعه اقتحام المكتب... فنظر ارجيت و ارجون للباب.. فكان بارون يقف هناك مكور قبضته حتى ابيضت مفاضله و حاجبيه مقوسة بشدة بوجه غاضب صارخ... اقترب بارون منهم.... ضرب يده بالطاولة و هو يقول من غير مقدمات(اريد رقم فرانك) ارتعد و ارتد للخلف كل من ارجون و ارجيت...انا بارون رفع اصبعه في وجههم المنصعق(و الان) بلع ارجون لعابه بقوة و هو يشعر بان طلب رقم فرانك ليس جيدا... نظر ارجون الى ارجيت فرآه يقلب في دفتر صغير... مد ارجيت الدفتر لبارون بوجه بارد( ها هو) اخذ بارون الدفتر بنرفزة و طبع الرقم على هاتفه ثم خرج... نظر ارجيت لارجون ببرودة ثم رفع اكتافه عندما لاحظ نظرات ارجون المتجهمة(ماذا! فعلت ما كان يجب ان افعله... لعل اخاك ينهي هذا الامر) قلب ارجون وجهه و هو يزفر بغضب....
*ركض بارون لسيارته لينطلق بسرعة لمركز الشرطة و في مخيلته فقط صورة سنايا المنهارة تبكي ولا تتوقف و من جهة اخرى ضحكة سنتيا الشقية البريئة.... ابتسامة ألم لاحت على شفتيه الجميلتين... سرعان ما اختفت عندما تذكر انها الان في خطر.... صغيرته جميلته بين يدين مجرمين... فازدادت سرعة السيارة لمجرد التفكير بالامر... لم يرى نفسه الى ان اقتحم مركز الشرطة و هو يبحث عن من يساعده... فوجد هدفه... سألوه عن ما يريده و اخبرهم بما حصل معهم... فكان ردهم عملياً اثار غضب بارون( يجب ان ننتظر 24 ساعة) ضرب بارون على الطاولة بغضب( 24 ساعة!! انا اقول لك ان ابنتي خطفت... اريد ان اعلم من الخاطف) ابتسم الشرطي بصعوبة و هو يحاول ان يفهمه( سيدي القانون يقول انه يجب ان نتتظر 24 ساعة) ضرب بارون الكرسي برجله بعصبية(لا فائدة منكم... انا سأبحث عنها...لا تعذب نفسك) ثم خرج من مركز الشرطة و جسده يغلي بغضب و خوف...
*كانت جالسة على السرير و امها بجانبها... تبكي منهارة و لم تجف دمعتها و هي فقط تردد بقلب مكبوت(اريد ابنتي.. فقط اعيدوها... لا اريد لا مال ولا بيت ولا شيء خذوا كل شيء.. لكن ابنتي اريدها) ضمتها سومي و هي تبكي و تحاول ان تقف بجانب ابنتها التي تضرب على رأسها و حسرة على ابنتها الصغيرة(اهدئي حبيبتي... لا تخافي سنجدها.. بارون سيفعل كل ما يلزم) ارمت سنايا رأسها على صدر أمها و هي تجهش في بكاء مرير طويل...دخلت سميرة بسرعة عليها و هي تبكي... و عندما رأتها سنايا ارتمت في احضانها... فربتت سميرة على رأسها و عيونها تدمع بألم( كوني قوية... ستعود..هي ستعود) شهقت سنايا أنفاسها لتعود و تبكي بقوة... سمعت صوت باب البيت ينطرق بقوة فاتجهت مع سميرة و سومي نحو الباب... فكان بارون قد دخل بغضب و اغلق الباب بقوة.. مرر اصابعه بين خصلات شعره و هو يتنفس بصعوبة يشعر بشيء يخنقه و كأنه مقيد بالاغلال و القيود تضغط على مجرى التنفس.. التقت عيونه بعيون سنايا... فلاحظ شحوبها.. عيونها حمراء... وجهها اصفر... و الدموع على طول وجنتيها... ارتجف قلب بارون عندما رآها بهذه الحالة... فركض و مسكها يمسح دموعها (لا تخافي... ان لم تساعدني الشرطة فسأجدها وحدي اعدك.. و سندفع ما يريده) ضمته سنايا بقوة فقبل رأسها و هو يملس على شعرها و يربت على ظهرها... فقالت سميرة و هي تمسح دموعها( انا سأعد لها شيء لتأكله...) التفتت لها سومي(و انا سأساعدك) أومئ لهم بارون و اخذ سنايا لغرفتها و مددها على السرير لترتاح... فأخرج هاتفه و هو يقول (اتيت برقم فرانك يمكننا ان نكلمه) جلست سنايا بسرعة و هي تمسح دموعها(هيا اتصل و ضع على مكبر الصوت) أومئ لها بارون بسرعة و اتصل على فرانك... فبدأ الهاتف يظهر اصوات على ان الرقم متاح... لكنه لم يجيب... رن اكثر من مرة لكنه لا يجيب.... اغلق بارون الهاتف بعصبية... فنظر لسنايا التي ارتمت بيأس و هي تحدق بالفراغ بوجه شاحب ثابت مصدوم... عدل جلسته بجانبها و تمدد... ليضمها لصدره... فلم تعطي اي ردة فعل... تنهد بارون بألم و هو يراها هكذا... فقال محاولاً ان يجعلها تتحرك( هل ستبقين هكذا؟؟ ألا تعلمين ان سنتيا فتاة قوية) ابتسمت سنايا لا ارادياً... فابتسم بارون بالمقابل....رفعت سنايا رأسها و هي تقول بشفتين مبرومتين ( هل هي بخير الان؟؟ لقد حل المساء.. ماذا تفعل هي الان!؟) مشى بارون بأنامله على وجهها( انها بخير... فرانك لن يفعل شيء... سأبعث له رسالة ليكلمني.. انتي هيا نامي) تنهدت سنايا (هذا اذا كنت استطيع ان انام) مددها بارون و غطاها جيداً و هو يرتكز على ذراعه بجانبها( انا بجانبك لا تخافي) ثم قبلها بهدوء و هي استجابت له بتعب.... لكن قبلاته و لمساته تشعرها بالآمان... ابتعد عنها بعد فترة و قبل جبهتها فهمس امام شفتيها( اريدك قوية... لا تضعفي.. سنجدها... هذا وعد) ابتسمت سنايا له بخفة و اغمضت عيونها...و هو يحاول ان ينسى ما يحدث حوله و هو يتأمل وجهها الملائكي الشاحب... فبقى يلعب بشعرها ممررا يديه على نعومة بشرتها حتى دخلت سميرة و خلفها سومي تحمل الطعام.... نظر بارون لهم و هز رأسه نافياً... ففهموا انه يريدها ان تنام... فغطاها جيداً و قام ليخرج فمسكته من يده... ثم اقترب منها و قبل جبهتها هامساً( لا تخافي سأعود حالا) أومئت له بعيون مغمضة و تركته يخرج خلف سومي و سميرة... وقف بارون أمامهم بابتسامة خفيفة(أمي عمتي.. اذهبوا لترتاحوا انا هنا معها... عندما نكلم فرانك سنخبركم بكل شيء) أومئوا الاثنتين له... و قبل ان يخرجوا اخبرهم بارون بأن يأتوا غدا في حال اراد ان يخرج من البيت... فهو لا يريد بقاء سنايا وحدها و بعدها ذهبوا... فدخل الى الغرفة و تمدد بجانبها... يحاول ان ينام لكنه لم يستطع.... من جهة من يهواها قلبه تتألم و تتمزق بكل نفس تستنشق و من جهة أميرته الصغيرة في عالم لا يعرف عنه شيء...كيف هي؟ هل اكلت؟ هل تبكي؟... بالتأكيد فرانك يقسو عليها... افكاره جعلته يبقى مستيقظا طوال الليل... و بعد مرور منتصف الليل و هو يحاول ان ينام.... سمع سنايا تهمس له و هي تهزه باكية(بارون بارون) التفت بارون لها كالملسوع و هو يمسكها من اكتافها( هل انتي بخير؟؟ ماذا هناك؟؟ ماذا حدث؟؟) فانهدرت دموعها بقوة (رأيت كابوساً بشعاً... انا خائفة) تنهد بارون و ضمها الى صدره بقوة يعتصرها هامسا لها (لا تخافي... انا بجانبك) اغمضت عيونها بثقل و هي متكلة على صدره لتغط بنوم عميق اثر كلماته و همساته التي اراحت عقلها و لكن قلبها ما زال منفوخ و مهموم... لن يرتاح قلبها ان لم ترى ابنتها الصغيرة....
*جلس فرانك و فتح هاتفه فكانت هناك رسالة واردة "اريد ان اتحدث معك.. انا اخ ارجون" قهقه بسخرية و هو يلوي شفتيه( جيد) ابتسمت سالي و هي تحدق به باستغراب(ماذا؟) التفت فرانك لسالي و هو يضحك (اخ ارجون يبعت رسالة... ليراني!!) ضحكت سالي (هل تقصد بارون) قوس فرانك حاجبيه(كيف عرفتي و من اين؟؟) جلست سالي بجانبه و مازلت تبتسم و هي تشرح له و كأنه طفل (بارون هو زوج مديرتي) حدق فرانك بها بعمق(كيف؟ ارجون كان زوجها و بارون اخاه..كيف بارون و مديرتك... اليست مديرتك هي زوجة ارجون؟) ضحكت سالي (نعم... سنايا مديرتي و طليقة ارجون و زوجة بارون... يعني هي تزوجت اثنين اخوة الاول هو ارجون و الثاني هو بارون) رفع فرانك حاجبيه بتعجب(واو... حسنا اذن انا سأرى زوج أمها لسنتيا و في نفس الوقت عمها) أومئت سالي له (نعم...) وقف فرانك و بيده الهاتف ( حسنا غدا سأكلمه و ارى ماذا يريد) ابتسمت سالي(حسنا هيا لتنام.. انا سابعت الطعام لسنتيا ثم اذهب عند ارجون لا اريد ان يشك بشيء) و قبل ان تذهب مسكها من معصمها و قربها منه و هو ينظر لعيونها كالنسر المتجهم( انتبهي من ان يقترب منك) قهقهت سالي (لا تخاف... لن يجرأ) قبلها بخفة (انتبهي على نفسك) أومئت سالي بطاعة و ذهبت.....
*كانت جالسة متكومة على نفسها و رأسها على ركبتيها... كانت نائمة بارهاق... و دموعها مازالت تنزل و هي تردد اسماء من تهواهم لعل احدهم يستمع لها... الدموع ارهقت بشرتها الناعمة البيضاء الصافية.... اصبحت حالتها يرثى لها... قلبها مقبوض بألم و خوف.... و عندما فتح الباب فزعت من مكانها و صرخت... ابتسمت سالي بخفة و تقدمت منها... فانكمش قلب سنتيا برعب و هي ترتجف هازة رأسها نافية (لا تقتربي... ابتعدي عني... انا لم افعل شيء... فقط اطلب ماما و بابا) تألم قلب سالي لرؤيتها بهذه الحالة فوضعت يدها على رأسها تحاول ان تتلاطف معها(اهدي لا تخافي) اغمضت سنتيا عيونها بقوة و اشمئزاز ليس بيدها اي طريقة... او يوجد لكن عقلها الصغير لا يساعدها... وضعت سالي الطعام امامها فادارت رأسها رافضة الطعام.... زمت سالي شفتيها ( حسنا... سابقي الطعام حتى تجوعي) ادارت وجهها لتذهب فقالت قبل ان تخرج(لا تخافي لن نؤذيكي... انها مسألة وقت) ثم خرجت..
*وقف ارجون امام بيت سالي و قرع الجرس فلم تجيب.. فرك ارجون رأسه باستغراب(اين هي) فسمع صوتها خلفه(انا هنا) اصطنعت الابتسامة عندما التفت لها ابتسم لها بالمقابل متساءلاً (اين كنتي؟؟) فقالت و هي تقترب منه(اتمشى... لم اتوقع مجيئك... ألم تقول ستبقى عند صديقك؟) أومئ لها ارجون و هو يراقبها تفتح الباب(نعم... لكن قلت لأراكي اولا) فتحت الباب و اعطته المجال ليدخل(حسنا هيا لندخل)... جلسوا على الكنبة فقالت سالي مصطنعة برائتها (لماذا تبدو مهموما.. هل من مشاكل؟؟) زم ارجون شفتيه ( و كيف للمشاكل ان تبتعد عني! اصبحت رفيقة دربي) قهقه بسخرية (لا تهتمي... لا هموما كثيرة و ثقلها يؤلم الظهر... اتركيها لي) رفعت سالي حاحبيها بسخرية و لكنها عدلت ملامح وجهها بحزن( كل شيء سينحل مع الوقت) ثم وقفت و هي تربت على كتفه بنية سيئة ( فقط اصبر) تنهد ارجون و باعتقاده انها تسانده...
*قهقه فرانك و هو يقرأ رسائل بارون التي تطالبه بان يتكلموا و يتفاهموا.... ابتسم فرانك ابتسامة جانبية و هو يرد عليه و يقول"غدا سأتصل بك"... اغلق هاتفه و رماه جانباً ثم القى نظرة على ساعته ليرى ان الفجر قد حل... فتمدد على سريره و نام....
*في الصباح المليء بالقلق و ارتجاف الفؤاد.... مسك بارون هاتفه بلهفة ليرى ان كان هناك اي رسائل... فرأى رسالة فرانك... نظر لسنايا فكانت نائمة... تسلل و خرج من غير ازعاجها فهي لم تنم جيدا و بقت مستيقظة...
رفع الهاتف و اتصل بفرانك.... رأى فرانك رقمه فابتسم و اجاب...
اخذ بارون نفس عميق ليتكلم بصوت خشن ثابت حاول ان يكون متزن (فرانك ماذا تريد؟؟) ابتسم فرانك ابتسامة عريضة (لم يخبرك اخاك؟؟ اريد الانتقام لروح ابني) سعل بارون بقوة و حاول استجماع افكاره و تفسير ما يقوله( و ما علاقة ابنك بأرجون؟) قهقه فرانك باستنكار ثم تحولت هذه القهقهة الي اصوات مخنوقة تخرج من حنجرته (قتله... اخاك المحترم قتل ابني) تصنم بارون بارضه و هو يدرك ما فعله اخاه... رغم كرهه لاخاه لكنه لم يتوقع هذا... هل يجب ان يخاف على اخاه ام على سنتيا؟!!.... ان اراد انقاذ سنتيا سيضحي باخاه و اذا حاول حماية اخاه فسيضحي بسنتيا.... قاطعه فرانك و هو يقول بجمود( الطفلة عندي لاستعيد مالي و لكن كن على علم ان حدث اي حركة خطأ فستفقدها) حمحم بارون بعد ان جف حلقه( هل استطيع ان اكلمها.... ساطمئنها حتى لا تخاف... ساعطيك مالك كما اتفقنا لكن من غير علم ارجون) ابتسم فرانك بتهكم(حسنا سيد بارون) نظر لسنتيا ثم تقدم نحوها و هو يقول لها بوجه مشمئز (تكلمي مع والدك) ركضت سنتيا للهاتف و هي تبكي متمسكة به كطرف الحبل (بابا) ابتسم بارون براحة و هو يسمع صوتها... جلس على حفة الكنبة يستند عليها و هو يقول باحكام (اسمعيني سنتيا جيدا... هذا الرجل هو صديقي... لا تخافي لن يؤذيكي حسنا؟ سآخذك قريبا جدا لا تخافي) اجهت سنتيا ببكاء مرير( بابا المكان هنا مرعب... هذا الرجل قاسي جدا... لماذا لا تأخذني الان؟) زم بارون شفتيه(صغيرتي سآخذك اعدك بهذا سآخذك... مسألة وقت صغيرتي... اعلمي ان قلبي و قلب امك و جميعنا معك لا تخافي عصفورتي حسنا؟) أومئت سنتيا و هي تمسح دموعها بدلع طفولي( لا تتأخر لا اريد ان ابقى هنا) ابتسم بارون بحنان(اعدك بهذا... الان اعطي الهاتف لعمو) مدت سنتيا الهاتف لفرانك و هي ترتجف... فاتاه صوت بارون(فرانك.... عاملها جيدا اخبرتها انك صديقي... و اعدك اموالك ستعود... و بالنسبة لقضية ابنك فاعتقد هذه مشكلتك مع ارجون) ضحك فرانك بسخرية (حسنا حسنا... لنرى) اغلق فرانك الهاتف و هو ينظر بخبث لسنتيا التي انكمشت على نفسها بتقزز..
*ارتشف ارجون من فنجان القهوة و هو يفكر... لماذا بارون طلب هاتف فرانك... غريبة!! تنهد باختناق و هو يشعر بان شيء قد حدث... فقرر مواجهة بارون.... وقف و وضع الفنجان على الطاولة و ترجل راحلاً تحت انظار سالي المبتسمة....
*دخل بارون عند سنايا و هو يفرك وجهه بتعب و اختناق... فكانت جالسة تتأمل ما خارج النافذة بوجه شاحب انسحب لونه الوردي الجميل اثر الدموع التي ذرفتها على ابنتها... ضمها بارون بقوة ليشعرها ببعض الدفء الذي وصل الى اطرافها.... فقال لها و هو يشاركها الانظار الى الخارج( يجب ان اذهب الى لندن) شهقت سنايا و هي تستدير لتواجه بارون (ماذا تقصد؟؟ هل ستتركني؟ و سنتيا ليست موجودة!! هل انت جاد بارون!!) مسك بارون وجهها و هو يهمس برقة( لن اذهب للعمل او سياحة سنايا... انا ذاهب لابيع بيتي هناك و يوجد لي حساب وافر جيد في البنك جمعته اثناء عملي 4 سنوات... تعلمين الدخل هناك عالي فجمعته) تنهد و هو يبتسم(سآتي بكل اموالي لانقذ سنتيا... و يوجد هنا بيت اهلك سنبيعه و ستعيش امك معنا هنا... و اهلي سيساعدنا) فقالت سنايا و عيونها تدمع( والدي ترك ايضا مبلغا وافر لنا... سيساعدنا) قهقه بارون بسعادة و هو يضمها لصدره بقوة(رأيتي سنتيا ستعود... تكلمت مع فرانك و اتفقت معه و تكلمت مع سنتيا هي بخير و اخبرتها ان فرانك صديقي حتى لا تخاف) رفعت سنايا رأسها بسرعة و دموعها كالشلال( هل تبكي؟؟ هل تأكل؟؟ هل نامت جيداً؟؟) قبل بارون جبهتها بعمق ليبث لها بعض الامان و الامل( لا تخافي انها جيدة... الان يجب ان اشتري التذكرة و اجمع اغراضي باسرع وقت) ابتعدت سنايا عنه و هي تمسح دموعها قائلة( ساعد لك حقيبتك و انت اشتري التذكرة) أومئ بارون لها و هو يبتسم ليذهب بعد ان بدل ملابسه... اخذت سنايا نفساً محمل بالامل.. اخرجت حقيبة لبارون و حضرتها...
*ضرب ارجون بيده على الكرسي بعصبية و هو يهتف بسائق التاكسي(الا تستطيع ان تتجاوز عنهم؟؟) هز الرجل رأسه نافيا( اسف سيدي لكن انت ترى الطرقات... هناك ازمة ) تنهد ارجون و هو يرفع هاتفه ليتصل ببارون... نظر بارون لاسم ارجون بغضب ففتحه هادراً( ارجون انا مشغول نتكلم لاحقاً) ثم اغلق الهاتف و هو يلقي به على الكرسي الذي بجانبه و اكمل طريقه ليشتري التذكرة...
*طرق باب بيت بارون ففتحت سنايا فكانت سميرة... ركضت سنايا للغرفتها و هي تحضر الحقيبة و تشرح لسميرة عن مخطط بارون... ففرحت سميرة جدا(و اخيرا اخبار جميلة... خير ما فعله ابني بارون... لا تخافي ربما هو لن يكون معك لكننا هنا) التفتت سنايا لها (لا تخافي عمتي سأكون بخير)...
* بعد اسبوع من سفر بارون....
اتصلت سنايا كالمجانين على بارون... فتح بارون الهاتف فاتاه صوتها و هي تصرخ بهستيرية(و اخيرا بارون... لم تكلمني البارحة لقد خفت.... ماذا حدث!!!) فقال بارون بصوت حزين مخنوق ميؤوس(سنايا لا يوجد من يشتري البيت) ارتمت سنايا على السرير و هي تتنفس بصعوبة( و الحل بارون!! ماذا سنفعل) اخذ بارون نفساً طويلة و هو يقول( لن افقد الامل ساحاول ايضا اليوم) اغمضت سنايا عيونها بقوة و هي تغلق الهاتف لتدفن وجهها بين يديها و هي تحاول التفكير كيف ستحل هكذا مشكلة.... اتتها لين بوعاء من الحساء( ارجوكي سنايا يجب ان تأكلي) رفعت سنايا رأسها بعيون حمراء كانعكاس الدم( بدأت ايأس يا لين... لا يوجد من يشتري البيت) جلست لين بجانبها (تحلي بالصبر و القوة... عندما نصبر نحصل على اشياء جميلة) فركت سنايا بين عيونها و هي تقف(لا اريد ان آكل) وقفت لتخرج و لين تصرخ عليها( سنايا لم تأكلي شيء من البارحة ارجوكي! لا تفعلي هذا) رفعت سنايا يدها و هي تؤشر للين بعدم اهتمامها بهذا... فهي يأست من الحياة و بما فيها و قساوتها عليها... فتحت الباب لتخرج... فشعرت برأسها يدور... اغمضت عيونها و فتحتهم و هي تضع يدها على رأسها... ركضت نحوها لين و هي تسندها عليها( تعالي يجب ان تأكلي) سحبتها و اجلستها لتأكل...فبدأت في اطعامها... لم تتحمل سنايا شعرت بالاكل يتقلب في معدتها ليصل حلقها فركضت نحو الحمام لتفرغ ما اكلته... ركضت لين نحوها بقلب يرجف بهلع... طرقت الباب بجنون(سنايا سنايا) خرجت سنايا و هي تمسح وجهها بالمنديل و عيونها صغرت و وجهها اصبح لونه اصفراً (انا...) لم يكن الا ثواني حتى تهاوت على الارض.... و لحسن الحظ كان زين يدخل للبيت... صرخت لين عليه(زيييين) اجفل على صوتها و هرول يساعدها بحمل سنايا... دخل بها للغرفة و مددها على السرير و اتصل بالطبيب فور سماعه لما قالته لين بانها لم تأكل و ما حدث معها من اعياء... اتى الطبيب فوقفوا في الخارج بقلق مقبوض خائف... رن بارون على سنايا... فتح زين الهاتف فاتاه صوت بارون الذي يضحك بسعادة(سنايا وجدت من يشتريه سنبيع البيت) حمحم زين بتردد(بارون... هذا انا... زين) اصفرت ملامح بارون و انقبضت (زين!! اين سنايا!؟) سعل زين لجفاف حلقه (سنايا اممم... في الحمام) تجهم وجه بارون فهدر به بعصبية (زين... اين سنايا؟) شدد على سؤاله بقوة ارجفت اعماق زين فقال بتردد(بارون سنايا تعبت قليلا و هي الان نائما) قبض بارون على هاتفه بخوف و قلق(هل هي بخير زين؟؟ لا تكذب علي... اخبرني هي بخير!!) فقال زين مطمئناً (لا تخاف هي نائمة الان ستكلمك عندما تستيقظ) بلع بارون خوفه و هو يحاول ان يتبع كلام زين فاغلق الهاتف و تابع اجرائات بيع البيت...
اغلق زين الهاتف و التفت فكانت لين تتكلم مع الطبيب و يدها على فمها.... تقدم زين و حاحبيه مقطوبان ( ماذا حدث؟؟) التفتت لين لزين بتفاجئ و يديها تزحفان عن شفتيها(سنايا حامل) رفرف زين برموشه(حامل!!) شهق زين و هو يواجه الطبيب(دكتور كل شيء بخير! اقصد الجنين.. صحته...و ما شابه) اومئ الطبيب له(نعم بخير الاثنين... لكن يجب ان تأكل و تهتم بصحتها اكثر) ذهب الطبيب فمرر زين اصابعه بين خصلات شعره بتوتر(يا الهي... هل نخبر بارون؟؟) شهقت لين مجيبة بهمجية(لا... اياك ثم اياك... سنايا من تخبره ربما لا تريده ان يعرف قبل ان تنحل المشاكل) أومئ زين باستغراب( حسنا حسنا... اهدئي) فركت لين وجهها بتوتر و هي تحمل صحن الحسناء لتدخل به عند سنايا.... التفتت لها سنايا و هي تعدل جلستها ... فقالت سنايا بسرعة و لهفة(هل اتصل بارون؟؟) هزت لين رأسها نافية(لا... هيا ستأكلين هناك ما يجب ان تعرفيه) قوست سنايا حاجبيها و هي تأكل(ماذا؟؟) زمت لين شفتيها (الطبيب قال....انكي...اممم...انتي...سنايا) اخذت نفس و هي تفجر قنبلتها(انتي حامل) خرج الحساء من فم سنايا اثر سعلتها القوية و هي تحدق بلين بانصعاق(تمزحين!!) هزت لين رأسها نافية.... نظرت سنايا لبطنها باندهاش ثم وضعت يديها على رأسها(هذا ما كان ينقصني) دخل زين و هو يقول بابتسامة(سنايا... بارون اتصل) قفزت ستايا من عن السرير(نعم...اكمل!!) فقال زين ( وجد من يشتري البيت) ضحكت سنايا بقوة و هي تضم لين بسعادة غامرة... ابتسمت لين و هي تربت على ظهرها(هيا كلي لتكلميه) جلست سنايا بفرح طفولي و انهت ما تبقى من الحساء... و اخذت الهاتف لتكلم بارون... اجابها بارون فورا و كانه ينتظر اتصالها(سنايا... انتي بخير؟؟ اخبرني زين انكي تعبتي) التفتت سنايا لزين و هي تقوس حاجبيها بتجهم... فهز زين رأسه نافياً هامساً(لم اخبره) اخذت سنايا نفساً طويلاً و عادت لتكلم بارون(لا تخاف انا بخير... قال لي زين انك وجدت من يشتري البيت) ابتسم بارون بسعادة (نعم...) ثم صمت قليلاً ليقول بحزن(لكن هناك مشكلة) رجف قلب سنايا و هبط برعب......
يتبع....😀😀

عشقت أرملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن