الحلقة ٢٠

6.2K 138 15
                                    

"عشقت أرملة"
ممنوع النقل نهائيا 🚫
تأليف جولين
الحلقة العشرون
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
*بين الجبل و الوادي ... بين الحب و الكره ... بين الغني و الفقير ... بين شيء و شيء متناقضين كخطين متوازيين ... هكذا حياتهم... يلعبون على خطوط متوازية ... ستنتهي بهم المشاكل عند حد ... اما حياة او موت... هكذا عد فرانك نفسه.. حياة... موت... لا تستطيع ان تعيش و تفضل الموت... او تحتضر و انت تصارع لتعيش... مبدأه هو موت او حياة... لن يتركه الا بحياته او حياة عدوه الذي كان يوما شريكاً له... هو وثق به حق الثقة و للأسف لم يكن عند وعده بأن يعيد المال.. و الثقة اذا انكسرت كالزجاج لا تعود لتتركب ... و هو يعلم ان ارجون وعده بحسن نية و ليس خبث... لكنه بدل ان يواجه عائلته و يطلب المساعدة عمل على العناد و اصر بأن يبني نفسه بدون مساعدة احد و هو الان يلقي نفسه بالهاوية... و عند فرانك... الهواية تعني الهاوية لن يخرج منها .. اسند رأسه للخلف على مقعده الكبير الجلدي في مكان مظلم منفي عن الجميع... يسترجع حادثة قبل أربع سنين بشاشة سوداء بيضاء... و هو يقنص فتاة كانت بريئة عذبت ضميره و هو يرى الرصاصة تخترق صدر تلك الفتاة... فاغمض عيونه بقوة و هو يحاول ان ينسى ما حدث... ثم اتى لرأسه صراخ ارجون و توجيهه للمسدس عليه ليطلق رصاصة عفوية غليلية على روح اخته التي سقطت جثة بسببه فأتت الرصاصة فابنه الصغير اثر ارتجاف يده... تلك الشرارات الحمراء التي كانت تشع من عيون ارجون كانت تواجه شرارات فرانك و هو يمسك ابنه الذي سقط اثر الرصاصة ... هرب ارجون عندما استيقظ على ما فعله فلحقوا به رجال فرانك و امسكوه... فرك بين عيونه بتعب و هو يتذكر بأن مصالحه و معارفه مع الشرطة جعلت أرجون يدخل السجن 25 سنوات بتهمة محاولة قتل و قام بدفن جثة اخته دون ان يدري أحد... وقف عن كرسيه بتنهد ليخرج للخارج و صوته و هو يتكلم على الهاتف منذ 4 سنوات يرن في اذنه (لقد مات ابنك و ابنتك بحادث طائرة سقطت) قشعر جسده و هو يتذكر صراخ أم مغلولة و مكبوتة على ابنها الذي فقدته و ابنتها الوحيدة ابنتها صغيرتها.... فكر فرانك بانه ربما ما فعله خطأ لكن هو قتل ابنه... ان كان هناك ذرة امل بأن يعفي عنه فلم يعد هناك شيء... لم يبقى الانتقام للديون بل لغليل ابنه الوحيد ... عقد حاجبيه بحقد و كره و هو يقول بتوعد( ستندم ارجون اندرسون)
*في وقت متأخر من الليل ... دخل بارون على البيت مرهق...كان يوما طويلا قضاه في المشفى بجانب أمه ... القى نظرة على الصالة فكانت سنتيا تجلس هناك و هي تعاند في أمها (لا لن أنام قبل ان يأتي بابا) قهقه بارون بتعب و هو يتجه نحوهم( و ها قد اتيت... هيا الى التخت يا صغيرتي.. غدا عندك مدرسة) ابتسمت سنتيا ابتسامة عريضة و هي تمد ذراعيها ليحملها بارون و هو يقهقه .... اما سنايا هزت رأسها بقلة حيلة من دلع ابنتها و مسايرة بارون لها... فتوجهت لحمام غرفتها كي تنعم بالقليل من الراحة تحت شلال المياه الساخنة التي ترخي الاعصاب و تهدئ النفوس... كان يوماً طويلة و متعباً و خاصة بوجود دروف هنا فلم تتزحزح من مكانه و بقت بجانبهم ... ادخل بارون سنتيا في سريرها و قبلها بحنان( تصبحين على خير) قبلته سنتيا (وانت بخير) اتجه نحو الباب و قال لها قبل ان يطفأ الضوء (ان احتجتي شيء غرفتنا بجانبك) فأومئت له برضى.. أما هو اتجه نحو غرفتهم بتعب و ارهاق مما حصل و مما سيحصل غدا و بعده و بعده ... فبمجرد رؤيتها بجانبه يذهب كل المه للجحيم ... دخل و تمدد على السرير ينتظرها حتى تخرج دون اصدار اي صوت فك اول ازرار قميصه ليرتاح نفسه .... خرجت من الحمام فعمل نفسه نائما .... الشيطان يوسوس له بأذنه كي يتدلل قليلا .... ابتسم ابتسامة جانبية و هو مغمض العينين... رغم المشاكل.. خبثه لم يقل بل العكس يزداد لينسيها العالم القاسي .... تحضنه من الخلف قائلة بأذنه ( هل انت نائم ايها الشقي ؟).... ابتعد عنها قليلا و ابعد يديها عن عضلات بطنه ليقول بصوت مثل انه ناعس ( سنايا انا مرهق و احتاج للنوم !!) .... نظرت له بنظرات مبهمة لا معنى لها ... هل هو يرفضها الان !!! تجمعت الدموع بمقلتيها و هي تحامل على نفسها ان تبتعد عنه لآخر السرير .... تكورت على نفسها و هي تفكر انه ربما لم يعد يريدها بعدما عرف ان زوجها القديم عاد ... نظر بارون لها .. فشعر بتأنيب ضمير ..... و في نفس الوقت يريد الانفجار من الضحك ... تقدم ناحيتها ببطئ شديد كي لا تشعر و حضنها بسرعة و هو يضحك لتشهق فزعة من مكانها و هو يهمس من بين ضحكاته ( احبك لا تحزني لقد كنت امزح معكي !!) اغمضت عينيها تتنفس الهواء و تضحك و هي تمسك يديه اللتان على بطنها ( اللعنة بارون لقد ارعبتني !!) ..... طبع بعض القبلات على رقبتها و هو يبتسم ليقول
( اعشقك ....!
ارويني من بحر عشقكي !!
من كيان روحكي ,,,
تزوجتي سمج و عليكي تحملي ,,,
اريد طفلا طفلان ثلاثة و اكثر
فهل تحبينني كما افعل ؟
اعشقك يا روحي !!)
و اكمل طبع شفتيه و امتلاكه عليها ..... من رقبتها حتى فكها وصولا الى طرف شفتيها ..... قالت له و هي تنظر لشفتيه و تبتسم
( نعم .... اكثر مما تفعل انت !!!
سيء بالطبخ و فهمنا و سيء بالشعر ايضا ؟
اين دراستك ايها الاستاذ بارون !!
ادب انجليزي و غبي بالشعر ما هذا !! يجب منحك علامة راسب على هكذا شعر !! ) توقفت قليلا و هي تنظر لعينيه بعيون لامعة عاشقة ( لكنني احببته !!) ... لفها اكثر ليصبح فوقها مباشرة قائلا بخبث ( يمكنني ان اكون جيد بشيء اخر ايتها المديرة .!!!) و ضاعت كلماتها التي كانت تريد قولهم بين شفتيه ..... يتمتع برحيقهما و هي ذائبة بين شغفه ،عشقه ،و حنانه ..... يكتشف تضاريس جسدها بيديه العبثتان ... و هي تأن ... سعيدة بإمتلاكه لها ..... هي تحبه لا بل تعشقه و تريده بجانبها الان و الى الابد ... نظر اليها بحب كبير ليقول من بين شهقاته ( انسي كل شيء الان و انتي معي ... لا تفكري بأي شيء .... اريد الحصول على علامة امتياز في هذا !! تبا للشعر سآخذ به صفرا و رسوب ....) ابتسم بحنية و هي تمسك وجهه و تتحسس شعيرات ذقنه البارزة ... ( احبك !!) ...... ليصرخ هو بقلب عاشق كبير اكل شفتي معشوقته ( و انا ايضا اعشقك !!) ... ليعلن قمر البدر اندماجهما بليلة مشحونة بالكثير من العواطف و الحب ... الشغف و الكلمات الجميلة بين العاشقين اللذين مهما حصل بينهما لن ينفصلا ابدا .... اتحدت ارواحهما قبل اجسادهما بأنين رقيق ... فهذا العشق غير قابل للنسيان ابدا ... هذا عشق فريد من نوعه ... خالص جميل .... و لن يفرق هذا الحب اي شيء سوى *الموت* ..
*جلست لين تتأفأف و هي تنظر لساعتها ( اين ذلك الأخرق) تهز رجلها بعصبية و هي تنتظر زين في غرفة استضافة الفندق... نزل زين و هو يبحث عنها بعيونه فقفزت أمامه بغضب (هل تحتاج كل هذا الوقت لتحضر المفاتيح) رفع زين حاجبيه باستغراب من ردة فعلها( اسف... كنت..) و قبل ان يكمل سحبته من يده(هيا أنا جائعة) فرك زين عيونه و هو يتثاءب( حسنا يا مجنونة... في الأصل لن نجد احد الان ... الساعة لم تتعدى السابعة) رمته لين بنظرات حادة( اصمت... لن آكل في هذا الفندق... لم يعجبني طعامه) هز زين رأسه بقلة حيلة(حسنا اهدئي... سنايا تعلم اننا لن نأتي للجامعة صحيح؟؟) أومئت لين و هي تقلب شفتيها(نعم.. لا اعلم كيف ستدبر أمورها وحدها) قهقه زين ( لا تخافي عليها) تنهدت لين بأسى على حال صديقتها و هي تزجر زين(اخرس لا تضحك... حالتها صعبة بعد ما حدث في زفافها) مسك زين يدها( لا تخافي ... كل شيء سيكون بخير و ايضا بارون معها) اسندت لين رأسها على نافذة السيارة و هي تلعب بيد زين و تفكر بحال صديقتها حالية و كيف اصبحت بعدما حدث هي متشوقة للعودة و التكلم معها بالتأكيد تريد احد لتفيض له بما في داخلها ... و بعد مسافة قطعوها يبحثون عن مطعم ... رأت لين مطعم صغير موجود في الزقائق الوضيعة فصرخت بصوت جعل زين يوقف السيارة كرد فعل( مطعم انظر هناك) و اشارت بيدها للمطعم... فنظر زين بفضول فرفع حاجبيه و هو يمرر عيونه نحوها(هذا؟؟ هل سنأكل في هذا؟؟) أومئت لين بسعادة و هي تترجل من السيارة .. فنزل زين خلفها (لين لا اعتقد انه سيكون افضل من الفندق) تجهم وجهها (اصمت هيا) مسكته من يده و سحبته للداخل و الفرح و السعادة يعلو وجهها....
*كانت نائمة على بطنها تحضن وسادتها ...استيقظ بارون و نظر للساعة ... فتح عيونه بقوة و عدل جلسته بفزع( يا الهي سنتيا و المدرسة) نظر بارون لسنايا فكانت تغط بنوم عميق.. تأملها قليلاً و هو يبتسم( اسف يا ملاكي لكن يجب ان تستيقظي) قرب بارون يده ليوقظها فحركت يدها و هي تدفع وجهه بعيداً (اتركني أنام يا مزعج) ضحك بارون على شكلها فضمها و هو يقبل اكتافها همس بصوت خافت من بين قبلاته ( سنتيا ستتأخر على مدرستها) فاقتحم صوت طفولي غاضب ( مامي ) صرخت سنتيا و هي تضع يديها على خصرها.. و سنايا لا تأبى ... نظر بارون لسنتيا فاقتربت منهم و دفعت بارون و هي تقول(ابتعد ابتعد ) رفع بارون حاجبيه و هو يراقب سنتيا تحمل كأس الماء.. فتح فمه بصدمة و أخذ كأس الماء( لا يا مجنونة ماذا تفعلين ... تعالي تعالي هيا) حملها و اخذها خارج الغرفة و هو يأنبها(هل جننتي... هيا سأنقلك للمدرسة انا هيا يا مشاغبة) قوست سنتيا حاجبيها( لا تدللها هكذا يجب ان تستيقظ) نظر بارون لها بنظرات صارخة مؤنبة( ليس بالماء الباردة يا مجنونة... انا سأجعلها تستيقظ... هيا احضري ملابسك ) انزلها بارون فاتجهت لدولاب و احضرت ملابسها(ها هي) البسها بارون و حضر لها الفطور (هيا انتظريني هنا حتى ابدل ملابسي و انا سأوصلك) قلبت سنتيا عيونها و هي تهمس و تكز على اسنانها بغضب( لا اعلم لماذا يدللها) ضحك بارون و هو يذهب(سمعتك) لفت سنتيا رأسها( لا يهمني) ....
دخل بارون الغرفة فكانت سنايا تعدل جلستها و هي تفرك وجهها بتعب... نظرت لبارون بوجه متجهم و شفتين مبرومتين(مزعج انت و ابنتك... لا تدعون احد ينام) قهقه بارون و هو يخرج ملابسه ( ألم تقولي اننا سنذهب للجامعة اليوم) أومئت سنايا بكسل(نعم) رفع بارون أكتافه (اذن!! هيا قفي لتجهزي نفسك) تأفأفت سنايا و طمرت وجهها بوسادتها... ضحك بارون و دخل الحمام ليبدل ملابسه.... عندما خرج كانت سنايا تترجل من السرير... اتجه نحوها و هو يبتسم (أنا سأوصل سنتيا لمدرستها و أعود حسناً؟) أومئت سنايا له بعيون ناعسة... قبلها قبلة هادئة رقيقة و ذهب..
*أما عند أرجون فهو عاد عند أرجيت بعد ان ذهب قليلاً عند سالي و اخبرها انه سيبقى عند صديقه و سيمكث هناك ايام ... فبدأت تسأله اي صديق و لماذا سيبقى عنده و بدأت تستفسر و هذا أربكه لكنه انهى بأجوبة مختصرة اغاظتها... و عندما عاد كان أرجيت و زوجته في انتظاره... جلس معهم قليلا ثم ذهب و نام كان متعب بشدة فلم يكن يوماً سهلا بل كان يوماً طويلاً صعباً.. و هو الان يفكر بأن يزور أمه.. سيتشجع و يخطو هذه الخطوة ... لا يعرف نتائجها... يخاف بأن تتأذى أمه أكثر ثم سيذهب عند سنايا.. عندما شرح لأرجيت ما سوف يفعل .... قاطعه أرجيت متساءلاً( و هل ستذهب لبيتها أم للجامعة؟؟) قوس أرجون حاجبيه باستغراب( أي جامعة؟) فاجابه و هو يرشف القهوة ( أنا لم اخبرك ان سنايا ورثت الجامعة و المدرسة من أباها و اصبحت مديرتهم؟؟!!) فتح أرجون عيونه بقوة(هل تمزح؟؟ ) هز أرجيت رأسه نافياً ( لا لا أمزح... و لسلامة ابنتك يمكنك ان تطلب منها المال لتبعد فرانك عنك) تنهد أرجون و هو يقول بعناد( لا ارجيت.. لن ألجئ لها لطلب المال) تجهم وجه أرجيت ليقول بعصبية( ان علم فرانك بوجود ابنتك فتوقع ان يهددك بها) اسند ارجون رأسها للخلف و هو يحاول ان يجد حل لتسديد هذا المبلغ الهائل و في الوقت نفسه لا يريد ان يطلب المال و يوقع غيره في مشاكل ديونه... ان اخذ من سنايا فسيكون مديون لها و هذا لن يرضيه .. ظهرت فكرة برأسه سرعان ما خرجت من فمه( سأعمل) قهقه ارجيت بسخرية(تعمل؟؟ لتسديد ميليونين؟؟ هل تمزح ارجون!! و ما هذا العمل الذي سيجعلك تسد ديونك؟) فاجابه ارجون ببرودة( لا اعلم)هز ارجيت رأسه بقلة حيلة (هيا هيا ... اذهب لترى والدتك و انا يجب ان اذهب لمكتبي) أومئ أرجون و وقف ليخرج مع أرجيت...
*مسك روهان الوسادة و وضعها خلف ظهرها و هو يبتسم( هكذا جيد؟) أومئت سميرة له بتعب فقالت بملل( روهان متى سأخرج.. مللت هنا) ضحك روهان و هو يعطيها كأس الماء مع الدواء( عندما يأتي بارون سيكلم الطبيب) أومئت سميرة و هي تأخذ الدواء... سمعوا طرقات الباب.. ففتح روهان الباب ليتفاجئ بوجود ارجون امامه... ادار وجهه و هو يتجه نحو سميرة ليقول ببرودة(ماذا تريد؟) تقدم ارجون و دخل و ما ان رأته سميرة نزات دموعها من عيونها...... اخفض ارجون رأسه بيأس و هو يقول ( يجب ان اخبركم بشيء) حدق روهان به بحاجبين مقوسين ( تفضل.. تكلم... ماذا هناك ايضا ارجون!!) تنهد ارجون و هو يقول و يعترف و رأسه مازال مقابل الارض (نعم ... انا قتلت...لكن) ثم نظر لعيونهم المصدومين و المنصعقين ( لكن ابي اقسم انني فعلت هذا للدفاع عن نفسي ) لم يعرف كيف و متى نزل كف روهان على وجهه بقوة رمت رأسها للجهة الاخرى... اغمض ارجون عيونه بقوة يتقبل ما حدث و يتحمل الألم لانه يعرف انه اخطأ كثيراً ... لم يستطع ان يرفع رأسه و هو يسمع اباه يتكلم بعصبية و صراخ ( لم اتوقع منك هذا ابدا... لطالما اعتبرتك اغلى ابن من بين اخوتك... دلالي لك جعلك عنيد و ترمي نفسك في الهاوية) اخذ ارجون نفس لم يعيد اخراجه يشعر بأن هناك شيء يخنقه بشدة ... بلع غصة و هو يرفع رأسه بعيون حمراء ( ابي.. انا .. انا لم ارد ان افعل هذا.... هو هو... قتل اختي) شهق سميرة واضعة يدها على قلبها و دموعها تنزل لا ارادياً... لا تعرف بماذا تنطق فقط محدقا به تحاول تحليل ما يقوله... و بدأت تحلل الامور و تدرك ان ابنتها ماتت ~قتل~ رفعت نظرها لروهان و نطقت من بين دموعها و هي مصدومة ( دعه يخرج) زم ارجون شفتيه و هو يرجع للخلف و بدأت دموعه بالنزول على طول وجنتيه و هو يرى امه كالأصنام فقد تذرف الدموع و كأنه شيء يجب عليها فعله كاستنشاق الاكسجين... خرج من الغرفة ركضاً ليتصل بارجيت... عندما فتح ارجيت الهاتف .. قال ارجون بسرعة قبل ان ينطق بشيء اخر( جد لي وظيفة)
*دخلت سنايا الجامعة ممسكة بيد بارون... و ملامح وجهها صارمة و حادة.... ابتسم الجميع عندما دخلوا.... وقفت سنايا مع بارون امام باب مكتبها... فابتسم بخفة (انا يجب ان اذهب... و انتي انتبهي على نفسك..حسنا؟) أومئت سنايا له بطاعة فاقترب و قبل جبينها ثم زحف لشفتيها ليلتقطهما بقبلة قصيرة شغوفة جعلتها تبتسم.... ثم ادار ظهره و ذهب... جلست سنايا في مكتبها تعمل و ترتب الامور لانها غابت عن الجامعة فكانت مشغولة ترتب الملفات هنا و هناك و تتحرك بعفوية حتى انها سمحت للطارق بالدخول دون ان تسأل من هو... و ما ان سمعته يقول (اريد التحدث معك) ميزت صوته الرجولي جيدا صوته الذي بقى يرن باذنها منذ سنين... صوت ارجون المرتجف.... التفتت نحوه ببطء... فاقترب و وقف امامها مباشراً طالبا بأدب (لو سمحتي... لن اخذ الكثير من....) قاطعته بحزم(نعم لن تأخذ... تكلم و قل ما لديك لدي عمل) جلست سنايا و تكتفت تناظره ببرود تنتظر منه ان يتكلم... فجلس على الكنبة المقابلها... ثم ضم يديه و شابك اصابعيه برأس منحني(سنايا... لم ارد ان تتدمر حياتنا هكذا... كل ما اردته ان ابني حياتي و...) قاطعته بانفعال حاولت ان يكون هادئ( هل اتيت لتبرر فعلتك؟) هز رأسه نافيا ليكمل(اتيت لكي اعترف بما فعلته) هزت رأسها ببطء و هي تحدق به باذن صاغية تماما فقال بأسف( انا قتلت ابن فرانك لادافع عن نفسي) فتحت سنايا عيونها بقوة ليكمل(نعم و سجنت... ارجيت عمل على القضية 4 سنوات حتى اخرجني) فصرخت بانفعال(ولماذا خرجت؟؟ لماذا اتيت؟؟ لماذا لم تبقى بالسجن؟؟ انت قاتل ارجون انت قاتل) وقفت بسرعة فوقف معها و هو متوتر من انفعالها و يحاول تهدئتها(ارجوكي سنايا اهدئي) دخل بارون عندما سمع صوت صراخها فصدم بارجون... تطاير الغضب من عيناه و هو بحدق به... فمسكه من تلابيب قميصه و هو ينفذ النار من فمه كديناصور بري ثائر(ماذا تفعل هنا؟ ماذا تريد منها... اتركها لا تعود ارجون لما لم تبقى حيثما كنت) بدأ بارون بعصر حنجرة ارجون فمسكته سنايا و ابعدته(ابتعد عنه... اتركه لا يستحق) ثم نظرت لارجون الذي يسعل بقوة و هي تقول باشمئزاز( مهما كان سبب قتلك لذلك الطفل البريء فهذا ليس مبررا لتحمل سلاح و تطلق رصاصة) تنهد ارجون بحزن و هو يشعر بحديدة حامية تحفر جلده (اتيت لاحميكم) قوس بارون حاحبيه و هو يضم سنايا محدقا بارجون بتربص و هو يردف( فرانك ان علم بوجود سنتيا و انها ابنتي... سيستخدمها كنقطة ضعفي) شهقت سنايا بخوف ليكمل ارجون(لذلك طلبت من ارجيت ان يجعلكي توقعي على اوراق الطلاق.. حتى اذا حاول فرانك على البحث عن عائلتي لن يجدها... هو يعلم بك ولكنه لا يعلم بوجود سنتيا) وضعت سنايا يدها على فمها و هي ترجف و تتساءل... هل سيحدث شيء لسنتيا!!! ربت بارون على ظهرها و هو يهمس لها بكلمات ليطمئنها و يشعرها بالامان... ثم نظر لارجون ليقول بحزم (لن يحدث شيء.... انا معهم و لن يصيبهم مكروه... فقط ابقى بعيداً) خرج ارجون دون ان يتكلم.... حتى انه لم يرى الفتاة التي تقف عند مكتب السكرتيرة تقلب الاوراق تعمدت عدم رؤية ارجون لها... فابتسمت ابتسامة واسعة لتظهر سالي بوجهها المشرق بابتسامتها التي هي كالجحيم (اذن سيد ارجون لديك ابنة و اسمها سنتيا و انت تكون زوج مديرتي السابق...اممم رائع) ثم رفعت السماعة لتقول بدلع شيطاني(زوجي الحبيب... سنتيا اندرسون ابنة ارجون... تعرف عملك اليس كذلك؟) فظهر فرانك من خلف السماعة بابتسامة عريضة(هذه هي زوجتي و حبيبتي... سننتقم سالي سنحقق انتقامنا لابننا من ذلك الوغد)
ربت بارون على رأسها و هو يغرقها بدفء احضانه( لا تخافي انا بجانبك.... فرانك لا يعلم ان سنتيا ابنة ارجون فلا تخافي...) ثم رفع رأسها محدقاً بعيونها(حسنا؟) اومئت سنايا بابتسامة مترددة... فقبلها بحب ( هيا بعد قليل سينتهي الدوام... و ايضا ستخبريني بما قاله ارجون لكي لانني لم افهم) نظرت سنايا الى الساعة فكانت تشير الى الثانية عشر ظهرا فشهقت (يا الهي كيف مر الوقت بسرعة!!) ثم نظرت لبارون بوجه متعب(سأخبرك كل شيء لكن الان يجب ان انهي عملي) قهقه بارون و ابتعد عنها(هيا انهي ما تبقى لنذهب و نحضر سنتيا) هزت برأسها ايجاباً....
*مر الوقت و خرجت سنتيا ركضاً بسعادة لتقابل اباها و امها... لكنهم لم يأتوا بعد فجلست على الرصيف بيدين متشابكتين تنتظرهم... أتى دروف و جلسة بجانبها فنظرت له ببراءة(ألم يأتي والدك!) هز دروف رأسه نافياً (لا ليس بعد) أومئت له سنتيا... فظلوا ينظرون و يراقبون الطرق حتى يأتوا والديهم.... وقفت سيارة بجانب المدرسة و نزل منه رجل ضخم يرتدي بنطال جينز و قميص ابيض و وجهه "فرانك".. وقف امامهم و هو يبتسم(سنتيا!) نظرت سنتيا له بحاجبين مقوسين باستغراب(نعم انا... من حضرتك؟) ابتسم فرانك ابتسامة عريضة (ألم تعرفيني؟؟ انا صديق والدك بارون) ابتسمت سنتيا و هي تمد يدها بلطف(اهلا عمو) مسك فرانك يدها بلطف و في داخله يريد قتلتها عند اقرب فرصة تسمح له... فسحب يده و هو يقول( بعتني والدك لأوصلك للبيت.. فهو مازال في الجامعة مع والدتك و عندهم الكثير من العمل) وقفت سنتيا بسرعة من غير معارضة فمسك يدها دروف و وجهه متجهم فهمس لها بحدة(لا تذهبي سنتيا.. انا سأوصلك مع ابي) قهقهت سنتيا و همست له بحب(لا تخاف دروف.. هذا صديق ابي) نظر دروف له و لم يعجبه منظره و كأنه يعرف انه يكذب.. عاد دروف لتنبيه سنتيا لكنها اصرت بالذهاب معه و طمئنت دروف... فاخذها فرانك معه... اما دروف جلس يفكر كيف يتصل بوالديها... و عندما اتى والد دروف جورج... اخبره ابنه بما حدث فشك جورج ايضا... و ليس هي الا بدقائق و اتى بارون و معه سنايا ينتظرون سنتيا باب المدرسة... عندما رآهم دروف شهق بخوف و هو يردد(سنتيا خطفت) نظر جورج لابنه باستنكار(لماذا تقول هذا) اشار دروف لسنايا و بارون... فنظر جورج و عندما رآهم فهم كل شيء.. فاتجه نحوهم فكانت سنايا تقول بعصبية(اخبرتها بان لا تلعب بعد انتهاء الدوام لكنها لا تفهم اين سنبحث عنها الان) حمحم جورج و هو يقتحم حديثها( اممم لدى دروف حديث اخر) نظروا الى دروف بتوجس فقال لهم بحزن (اتى رجل ضخم يرتدي جينز و قميص ابيض و ادعى انه صديق عمو بارون فذهبت سنتيا معه و انا اخبرتها و منعتها من الذهاب لكنها لم تستمع لي) حدقت سنتيا بدروف بعيون مفتوحة تحاول فهم ما يقول... ارتجف جسد بارون و هو يمسك دروف من اكتافه(اخبرني ماذا قال لها) فقال دروف و دموعه بدأت بالنزول(قال انه صديقك و انت بعته ليقل سنتيا للبيت لانك ستتأخر في عملك) فرك بارون وجهه بيديه و هو يفكر من ممكن ان يكون... هو ليس لديه اي اصدقاء... و بدأت سنايا بحصر افكارها برأسها لتجد طريقة لاعادة ابنتها... و بدأت تتذكر عندما قال ارجون انه اذا علم فرانك بوجود سنتيا سيستخدمها كنقطة ضعفه...شهقت و يدها على فمها(فرانك) حدق بارون بها بصدمة فانهارت على الارض باكية (انا متأكدة انه هو) قال جورج و هو ينزل لمستوى سنايا(هل من شيء استطيع مساعدتكم به) هزت رأسها نافية(ما باليد حيلة يجب ان نحصل على رقم فرانك) وقف جورج و حمل دروف معه( انا سأنقل دروف للبيت ثم سأعود لمساعدتكم) ربت بارون على كتفه (لا مشكلة صديقي.. انتبه على دروف و نحن سنذهب لمركز الشرطة) أومئ جورج له و هو يزم شفتيه(ان سمعت او رأيت شيء سأخبركم) فقال دروف و هو يقلب شفتيه( ان وجدتموها اخبرونا حسنا عمو؟) ابتسم بارون بخفة و هو يقبل جبينه(حسنا يا بطل انتبه على نفسك) أومئ دروف له و ذهب مع والده... اما باروت مسك سنايا و ساعدها على الوقوف(ارجوكي حبيبتي اهدئي سنجدها لا تخافي... هيا لنذهب للشرطة و يجب ان نكلم ارجيت بالتأكيد يعلم برقم فرانك) أومئت سنايا له و هي تبكي و بشدة... مسح بارون دموعها( لا تبكي كل شيء سيكون بخير) دفنت رأسها بصدر بارون و هي تشهق(لماذا يحصل كل هذا؟؟ كنا نعيش بسلام... منذ ان اتى فرانك لبيتي علمت ان هناك شيء سيحدث من مجيئه... انظر اين اصبحنا) قبل بارون رأسها و هو يربت على ظهرها(اعدك باعادتها سليمة لو كلفني الامر أملاكي كلها) ضمته سنايا بقوة و كأنها تحاول ان تقتنع بان ابنتها بخير الان...
*(عمو طريق بيتي ليس من هنا) كشف فرانك عن اسنانه البيضاء بابتسامة مخيفة (ومن قال اننا سنذهب لبيتك يا جميلة) ارتجف قلب سنتيا(انت من قلت هذا! اين سنذهب اذن؟) ضحك فرانك بهستيرية(لمكان لا يجدك به احد)
يتبع......
رأيكم؟؟ بلييييز بدي رأيكم

عشقت أرملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن