الحلقة 11

7.2K 183 5
                                    

"عشقت أرملة"
ممنوع النقل نهائيا 🚫
تأليف جولين
الحلقة الحادي عشر
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
*ارجون...ماذا فعلت قبل ان تذهب؟؟ من هؤلاء الرجال.... لماذا يطلبونك؟؟ يشبهون المافية ما ذنبك بهم؟؟... سيتفجر رأسها من كثر التفكير هذا الرجل بهذا الطول يقف امامها ينظر لها بغضب كالثور.... تذكرت كلام ارجيت عندما قال لها... لديه أعداء و سيلاحقونك... خفق قلبها بخوف...هل هؤلاء ينوون اذيتها هي و ابنتها و يستغلون وفاة زوجها... غرست أظافرها بيد بارون التي تحيطها بقلق....شعر بارون بأن هناك شيء يدور برأسها... و عندما زادت قوة ضغط اظافرها تأكد ان هناك اشياء في ذهنها و رأسها المبطن... حدقت سنايا بوجه هذا الشرس الذي امامها... رأت الشرار يتطاير من عيونه... ما جعلها تلتصق ببارون الذي هو قلق عليها اكثر مما هو فضولي ليعرف ماذا يريد هذا الشخص.. قبض هذا الرجل يده ليضربها بكفه بعصبية(كيف ماات؟؟ ها كيف؟؟ يوجد دين عليه كبير و لم يسده... انتي زوجته او لنقول ارملته.... يجب ان تدفعي المبلغ... لم استطيع الوصول لعائلته لانني لا اعرفها... اريد المبلغ) صدمت سنايا ارتجفت و اهتزت اوصالها فعادت للخلف و هي تحاول ان تحتمي منه... تريد احد يدافع عنها تشعر بأنها ستسقط ارضا.. اوقفها بارون جيدا و هو يراقب باستغراب و خوف و سومي تراقب باندهاش...حاول بارون تهدئت سنايا التي ضاعوا كلماتها و هي تواجه هذا السخي (اهدئي سنايا لنتفاهم) قلبها يخفق بخوف فاردفت سنايا و صوتها بدأ يختنق و كلماتها تتبعثر (لكن ارجون ليس عليه ديون هو لم يخبرني) نعم فربما هذا الرجل هنا لينصب عليها و يستغل عدم وجود زوجها المتوفي بجانبها.. قهقه الرجل بسخرية كأنه فهم تفكيرها و قال بثقة و حزم(سأحضر اوراق توقيعه على الدين قبل 4 سنوات غدا...) ثم اغلق الباب بقوة و خرج... وضعت سنايا يدها على قلبها الذي اصبح كمجنون فقد عقله... انفاسها تخرح بصعوبة...صدرها يرتفع و ينخفض بقوة... ارادت ان تذهب و لكنها شعرت باحكام يدي بارون عليها... رفعت نظرها نحوه و هي ترتجف...ابتعد عنها قليلا... فغر شفتيه ليكلمها و لكنها سرعان ما هربت من امامه و صعدت لغرفتها... اغلقت الباب على نفسها حتى انها لم تلتفت لنداء سومي عليها....ارتمت على سريرها و هي تدفن رأسها بوسادتها و تبكي.... تبكي لسبب تجهله.... ريما لان زوجها خبأ عنها قصة الديون ان كان الامر صحيح.... ام لانها تشعر بالاشمئزاز من حياتها الكئيبة.... ام لانها لم تبكي منذ مدة و تريد تفريغ طاقتها بالبكاء... ربما تشعر بالراحة.... اما بارون فكان جالس مع سنتيا يكمل تعليمها و لكن عقله مع سنايا... سومي جلست تشاهذ التلفاز و هي تنظر للدرج بين الحين و الاخر لعل سنايا تنزل و تخرج من غرفتها التي مر عليها ساعات..لم يحاولوا حتى الاقتراب من غرفتها.... حل المساء و لم تخرج سنايا من الغرفة بدأ القلق و الخوف ينهش قلب بارون ربما فعلت شيء بنفسها تلك المجنونة...خفق قلبه برعب فوقف قائلة و هو ينظر للدرج( سأراها و اذهب) لم تمانع سومي بل أومئب بايجاب... صعد بارون الدرج بسرعة و دق على باب غرفتها و لكنها لم ترد... دق مرة و مرتين و ثلاث مرات و لكن لا تجيب.... نفذ صبره ففتح الباب ببطء و مد رأسه...ليراها نائمة فوق السرير و هي حاضنة لوسادتها و متكشفة.... تقدم منها ببطء و هو يتأملها بذلك الشورت القصير مع التيشيرت البيضاء... ابتسم بخفة و هو يجلس بجانبها يحاول الا يوقظها...مد يده ليلامس وجنتيها الورديتان بأطراف انامله و مازالت الابتسامة تشرق على شفتيه.... اقترب منها قليلا و قبل وجنتيها و همس قريبا من اذنها (تصبحين على خير يا جميلتي) ثم قبل اذنها بعمق و ببطء يتلذذها.... وقف و مسك الشرشف ليغطيها به جيدا حتى لا تبرد.... خرج بارون و ذهب اما سنايا ففتحت عيونها ببطء ثم وضعت يدها على وجنتيها ثم اذنها تتحسسهما و هي تبتسم بحب(تصبح على خير يا مستفز) طمرت وجهها بوسادتها و هي تضحك بفرح....
*اما في اليوم التالي... اوصلت سنايا سنتيا لمدرستها و قبل ان تنزل التفتت سنتيا لامها لتقول بدلع(مامي) فهمت سنايا من دلعها انها تريد شيء... فنظزت لها نظرة تنتظر ان تكمل... فقالت سنتيا بخجل( اليوم هل يستطيع دروف ان يأتي عندنا بعد المدرسة) ضحكت سنايا على خجل ابنتها... ضرب سنايا اصبعها بأنف سنتيا بفرح(لا.. لان اليوم يجب ان تفكي رجلك و ايضا هناك خطبة خالتك لين...) قلبت سنتيا شفتيها(حسنا امي) قبلت سنايا سنتيا و هي تبتسم بخبث( سترينه الان سبع ساعات الن تملي منه؟؟ ام ستشتاقين له؟؟) خحلت سنتيا و ذهبت و هي تبتسم دون ان تحيب امها.... ضحكت سنايا و اتجهت نحو الجامعة....
*بعد مرور حوالي نصف الدوام لم ترى سنايا بارون ما أثار استغرابها و بدأت تشعر بأن شيء ينقصها و كأنها تفتقد استفزازه لها.... قلبت شفتيها و هي تسير بممر الجامعة.... لتلمح بارون جالس مع احد المعلمات التي تدعى سالي... و هم يضحكون...كات بارون ينظر لها و ما ان رأته حتى ابعد عيونه عنها و كأنه لم يراها.... غضبت سنايا و هي تراه يجلس معها و مندمجون... اتجهت نحوهم و وقفت امامهم و هي تضع يديها على خصرها(ماذا تفعلون) فتح بارون فمه بابتسامة بلهاء و هو ينظر ليديها التي هدت على خصرها الرشيق... فقالت سالي و هي تبتسم(لا شيء سيدتي...نحن فقط نتبادل الحديث) وضع بارون يده على كتف سالي و هو يضمها له(نعم سيدتي... هل هناك مشكلة؟؟ نحن في الاستراحة اليس كذلك) بدأت النار تشتعل بداخلها و بدأت تغلي فقالت و هي تحاول ان تخفي غضبها ( حسنا.. و لكن احذركم...لا اريد اي حركات غير مقبولة) ابتسم بارون ابتسامة واسعة سعيدة و هو يراقبها و شعر بانها ستنفجر كقنبلة موقوتة....فأجلت انفجارها لوقت اخر... حتى لا تغلط بالكلام امام سالي...ادارت سنايا وجهها بعصبية و ذهبت و هي تزفر الاكسجين الساخن من انفها...عندما عادت سنايا لمكتبها رأت لين... نظرت سنايا لها باستغراب ممزوح بآثار غضب(ماذا تفعلين هنا؟) وقفت لين بسرعة(أعمل و ماذا غير؟؟) تنهدت سنايا (لا لين اليوم خطوبتك... انتي في اجازة اليوم) حاولت لين المعارضة بحجة انه هناك لل احد ليهتم بعملها... فخطرت لسنايا فكرة بها ستأخذ لين اجازتها و ايضا سيبتعد بارون عن تلك سالي... فقالت سنايا بابتسامة خبيثة( في خروجك ارسلي لي بارون) ثم تركت لين في استغرابها و دخلت لمكتبها.... بعد قليل اتى بارون و هو يبتسم تلك الابتسامة التي ابتسمها امامها بوجود سالي... اتجهت سنايا نحوه و هي ترفع اصبعها في وجهها و قالت بغضب( بارون اياك و العبث معها... انت في جامعة احترم هذا) ابتسم بارون بمكر(لا سيدتي لن اعبث هنا) قوست سنايا حاجبيها و هي تحاول فهم قصده... هل يقصد؟؟ انه سيعملها خارج الجامعة؟؟ لا لا لن يفعلها... نظرت لرقبته و هي تتوعد بداخلها بانه اذا فعلها ستخنق هذا الرقبة الطويلة الجميلة...التي تبرز منها تفاحة ادم... عضت على شفتيها و هي تناظرها...ضحك بارون و هو يلاحظ تقلبات ملامح وجهه... فاقترب منها و استيقظت و هي تراقب ظله يطمرها... اقترب اكثر ليهمس في اذنها( تغارين؟) فتحت عيونها على وسعهم و فكها كاد ان يلامس الارض.... دفعته بعيدا عنها و هي ترتب ملابسها و تبعد نظرها عنه و بدأت تتوتر و قلبها يتراقص داخل اضلاعها و لكنها حاولت ان تكون ثابتة فاستجمعت قوتها لتصده و تنظر لعيونه و ما ان نظرت لهم حتى انعقد لسانها و الجم عن الكلام.... و هي تفسر المشاعر التي تنهال من تلك اللؤلؤتين البنيتين اللامعتين... قلبها يريده و عقلها يرفضه... انها مضطربة بطريقة او ما.... تلك العيون جعلت قوتها تنهار....جعلت قدميه تدوس على مقاومتها....اقترب اكثر منها و هي متسمرة مكانها تحاول التقاط انفاسها تشعر بان حرارتها ضربت الرقم القياسي او ربما الجو حار... مسك وجهها بين كفين يديه...كاد ان.... طرق الباب.... نظرت سنايا الى الباب و هي تبتعد عنه....نظرت الى الخارج من النافذة و هي تعادل تنفسها و جنون قلبها... فقالت بصوت حازم متقطع(تفضل) دخلت و كانت سالي... سمعت سنايا صوتها(سيدتي) ميزته جيدا... فاحمرت عيونها بغضب و هي تشعر الادرينالين ينبعث بخلاياها... فقالت بعصبية(خير؟؟) لم تفهم سالي غضبها و لكنها قالت بلطف(اين تضع لين الملفات؟) حدقت سنايا بها(في الخزانة التي بجانب مكتبها) أومئت سالي لسنايا و ابتسمت في وجه بارون الذي كان يراقب النقاش الحاد من طرف جميلته و من طرف زميلته... بادلها الابتسامة فنظرت سنايا له بغضب و وجهها بدأ يحمر كالجمر....خرجت سالي و نظر لسنايا تفاجئ من غضبها اللامحدود و الواضح على ملامحها... ابتسم بداخله بفرح و سأل ببراءة (لما انتي غاضبة لهذا الحد) ضربت سنايا يدها بالطاولة بغضب و هي تصرخ( ان اقتربت من هذه المعتوهة ستندم بارون ويلسون) ثم رفعت اصبعها في وجهها و كان قريب منه(و انت ستعمل مكان لين اليوم) مسك بارون اصبعها و هو يقترب منها...قبل اصبعها بحب و همس(حقا؟؟ قلتي مكان لين؟؟ اذن لماذا لم تدعيني اعطي الملفات لسالي) توترت سنايا و انقلب الاحمرار هذا لخجل....سحبت يدها من بين اصابعه بتوتر (لا شيء....اذهب) بدأت تشعر انها ستضعف باي وقت فطلبت خروجه...تفهم قوتها التي تخفي ضعفها فخرج من غير ان يناقشها... و لكنه لا ينكر انه سعيد... و كثيرا...لانها تغار...انها تغار عليه... تغار ان نظر احد لعيونه....تخاف عليه من انثى اخرى كمن تخاف القطة على صغارها....تتحول لوحش شرس ان اقتربت منه بنت حواء...
*انتهى الدوام على خير.... فذهبت سنايا و اخذت سنتيا من مدرستها.... و قبل ذهابهم الى البيت... اخذت سنايا سنتيا الى المشفى لتفك رجلها....و بالفعل فكتها ثم عادوا الى البيت....دخلت سنايا بسرعة و هي تنظر لساعتها.... لا يجب ان تتأخر على لين.... اكلت طعامها بسرعة و اخذت فستانها مع الحذاء و خرجت متجهة عند لين.... عندما وصلت كانت لين تنتظرها بالخارج بغضب(اين انتي) فقالت سنايا معتذرة(اسفة اسفة لين... هيا هيا حتى لا نتأخر على الكوافير...) صعدت لين السيارة معها و انطلقوا الى الصالون.... بعد حوالي ساعتان كانت لين و سنايا قد جهزوا انفسهم و لبسوا فستانهم.... كانوا يبدون فاتنات جميلات....سنايا بفستانها الوردي القصير عليه كرستال و لين التي ترتدي فستانها الاحمر الطويل.... خرجوا متجهين الى القاعة قبل وجود اي احد....دخلت لين الى غرفة الملابس و جلست هناك بسعادة و هي تنتظر الوقت التي ستنخطب به لزين رسميا....اما سنايا فكانت بالخارج تساعد الموظفين في انهاء التزيين....سمعت صوت خطوات خلفها تقترب منها....فالتفتت الى الخلف فكان بارون امامها.... شهقت و هي تبتعد الى الخلف و يدها على قلبها(انت؟؟) ابتسم بارون (نعم...) تأملته سنايا من رأسه لاخمص قدميه....كان وسيما و اللعنة... كان يرتدي بدلته السوداء مع قميص ازرق بلون السماء فاتحا اول ازراره....اختنق تنفسها و هي ترقب تحرك شفتيه التي ارتسمت على شكل ابتسامة وسيمة جعلتها تذوب....اما هو فابتعد قليلا ليتأملها بفستانها الوردي و مع شعرها المنثور على كتفها....تصلب جسده و هو يحدق بها بعيون مظلمة.... نظر لوجهها الذي يحمر خجلا من نظراته لها....بلع ريقه و هو يتقدم نحوها....ازاحت عيونها عنه و هي تقضم شفتها السفلى بتوتر....تسمرت مكانها لا تعلم من اين تذهب... فذلك الوسيم قد سيطر عليها و ها هو مستمتع بضعفها امامه.... لف حولها ليصبح خلفها... اقترب من اذنها و يديه تحيط خصرها برقة...همس بصوت مثير جعل جسدها يرتجف( ماذا تأكلين؟؟ انتي تصبحين اجمل يوم عن يوم) اغمضت عيونها بقوة تسيطر على دقات قلبها الغبية و تنفسها القوي...زاد قضم اسنانها لشفتيها.... فدارها نحوه... رفع ابهامه نحو شفتها السفلى....كان يحدق بهم بعيون راغبة... سحب شفتها من بين اسنانها و حررها فهمس امامهم( لا تعاقبيهم...) حاول التقرب منها لكنها ادارت رأسها... و تكورت قبضتها بشدة جعلت اظافرها ينحفرون داخل خلايا جلدها(ابتعد) همست بصوت ضعيف لكنها حاولت ان تكون ثابتة صارمة امامه... تريد ان تخبره انه تخطى حدوده معها... فهي لن تسمح بهذا.... ابتسم بارون باستفزاز و هو يبتعد عنها ببطء(اتعلمين... فكرت بان اصطحب سالي الى هنا معي... لكنها للأسف مشغولة) نطق الكلمة الاخيرة و هو يهز رأسه بحزن مصطنع و قلة حيلة.... اهتز قلبها بغضب و هو يذكر تلك البقرة على لسانه....نظرت له بعيون تشع بغضب و حقد ثم ذهبت.... و كأنها رمت كلماتها عليه من عيونها.... فهو فهم انها غضبت و لا تريد ان تسمع اسم تلك الفتاة....فهي اصبحت تكرهها بسبب بارون الذي يستفزها بها.... كانت عيونها ترمي بانها تغار عليه....حذرته عن طريق عيونها العسلية الساحرة بقربه من تلك سالي... فهي لن تسمح بهذا.... و ايضا.... اقنعت نفسها بانها لا تريده قريب منها لان هذه هي قوانين الجامعة.... اما بارون فهو لم يعارض تهديدها و غضبها... بالعكس... كان يطير فرحا و سعادة و هو يرى الكره و الحقد و الغضب و الغيرة في عيونها... و هذا يزيده حبا لها... لكنه اخرق لم يتأكد بعد من حبه لها... قاطع تفكيره صوت الموسيقى الهادئة التي انتشرت بالاجواء... و المعازيم يدخلون واحد تلو الاخر... من بين العالم كله و الناس و الاصوات لمح سنايا تقف مع احد صديقاتها تبتسم بنعومة و هي تجامل من حولها...سرح بها و بجاملها و مفاتنها... و اخذ يحدق بها... خجل من نفسه لانه لا يستطيع ابعاد نظره عنها.... فجأة شعر بيد تسحب يده الى الاسفل... فنظر تحت ليرى سنتيا... ابتسم و نزل لمستواها (اهلا بالسنفورة) قهقهت سنتيا بصوتها الطفولي...فغمزت بارون و هي تقول بشقاوة( رأيتك تحدق بها لا تنكر) رفع بارون حاجبيه باستغراب لتكمل(نعم نعم رأيتك) توتر بارون و خجل من تصرفاته امام الطفلة... ضحكت سنتيا بقوة و هي تضع يدها على بطنها(انظر انظر لنفسك... اصبحت تتلون احمر اصفر ازرق... هل حقا كنت تحدق باحدهن) اخذ بارون نفس عميق ثم نظر لسنتيا بتأنيب على مزاحها الثقيل... سمع بارون صوت سنايا تنادي على ابنتها... تقدمت سنايا نحوهم و سنتيا تتجه نحو امها... فقالت سنايا و هي تربت على شعرها(هل اتيتي مع جدتك؟) أومئت سنتيا بنعم ثم اشارت نحو جدتها هاتفة(انها هناك) قبلت سنايا رأسها(حسنا حبيبتي) وقفت سنايا لترى زين واقف امامها متسمر منصدم و عيونه مفتوحة مع فمه.... استغربت سنايا في البداية... لكنها انتبهت لابنتها ففهمت الموضوع....توترت و تلبكت و هي تدور حول نفسها و تضع خصلة من شعرها خلف اذنها... فقال زين بانبهار(انتي ام؟؟) ربتت سنايا على رأس سنتيا(حبيبتي اذهبي عند بارون) أومئت سنتيا و هي تبتسم ثم ركضت نحو بارون.... تنهدت سنايا و هي تنظر لزين(نعم زين...انا ام... و ارملة ايضا) شهق زين من هول المفاجأة(ارملة؟؟ انتي؟؟ و ام؟؟ لكن....) صمت و لم يعرف ماذا يقول و ماذا يسأل و هل يعزيها؟؟... اشاحت بنظرها عنه و هي تتكتف(اسأل ما تريده...لكن بشرط....لا اريد ان يعلم احد بالجامعة عن سنتيا... فقط لين و بارون يعلمون) نظر زين لبارون ثم عاد ببصره لسنايا ليقول باستنكار(بارون؟؟) أومئت سنايا له(نعم بارون...معلم سنتيا الخصوصي) رفع حاجبيه بتفاحئ(لماذا تريدين اخفاء الموضوع.... انها ابنتك لماذا لا تعترفين بها) تنهدت سنايا و هي تمرر لسانها على شفتيها( لا اريد بان اثير المناقشات... سيصبح الجميع يسأل متى و كيف.... و انا لست مستعدة لاجيب ذاك و تلك... فاكتسيت الصمت) زم زين شفتيه(رحمه الله) خرجت تنهيدة عميقة مع انين خفيف و هي تومئ لزين... ربت على كتفيها ثم اتجه نحو بارون الذي يلاعب سنتيا.... اما سنايا اتجهت عند لين لتخبرها بان الخطبة يجب ان تتم فالكاهن حضر.... فاتت لين و مسك يدها زين... ليأتي الكاهن و يخطبهما لبعض... صفق الجميع لهم و هم سعداء... و كانت سنتيا تقفز و هي تصفق... نظر لها بارون بحنان مع ابتسامة جميلة.... ثم وجه نظره لسنايا التي كانت تنظر لسنتيا ايضا بنفس النظرات... شعرت بنظراته فرفعت عيونها نحوه... و بالفعل كان يحدق بها و يتأملها و هي لا تريد قطع هذا الانجذاب بالنظرات.... مسكتها سنتيا من فستانها و هي تقول بدلع(مامي ارقصي معي) ابعدت سنايا نظرها عن بارون بتوتر ثم نظرت لسنتيا بابتسامة مصطنعة(حسنا هيا) مسكت سنتيا يد امها بسعادة ليدخلوا حلبة الرقص و كان كل ثنائي يرقصون مع بعضهم.. رفعت سنتيا يدها على خصر امها لتضحك سنايا على براءتها و عي تضع يدها على كتف ابنتها... و مسكت يدها باليد الاخرى... و بدأت ترقص معها و سنتيا تضحك و سنايا تقهقه على منظرها الطفولي و براءتها.... بدأت سنتيا تتمايل و هي تقفز بين يداي امها.... و سنايا ترفع رأسها للخلف و هي تضحك بشدة.... جلس بارون على حفة الطاولة اي اركن نفسه.... و تكتف ليراقبها و يتأملها و هي تضحك.... فهي ملاك و هي تضحك... لا تشعر و كأنها هي التي قابلها أول مرة.... عندما انقذها من حادث السيارة شكرته بوقاحة.... قهقه بخفة و تلك الذكرى تمر في مخيلته....او اول مرة ضحكت بهااا.... ياااه لم يرى بجمالها من قبل.... يقولون ان بنات بريطانيا من اجمل فتيات العالم... لكن عذرا للقائل فهنا من هي اجمل و افتن و ارقى منهن... اخذ خطواته الى الامام متجها نحو سنايا و سنتيا... حمحم بارون بجانبهم ليلتفتوا الاثنتين نحوه.... ظلت سنتيا تبتسم اما ملامح سنايا فتلاشت و خفق قلبها بقوة و هو يقول موجه كلامه لسنتيا(هل يمكنني الرقص مع ماما؟) أومئت سنتيا بسرعة و سعادة و هي تعطي يد امها لبارون.... ثم ركضت تلعب مع من هو بعمرها.... ضغط بارون على يد سنايا و هو يقربها منها.... مسك يدها ليسندها حول رقبته.... و هو زحف بيده على خصرها....ليشدها ببطء نحوه... حتى اصبحت قريبة منه كثيرا لدرجة ان انفاسهم تقاربت للاختلاط... ادارت سنايا وجهها بعيدا عن بارون... فكانت تنظر للجانب الاخر الى الناس الذين يرقصون و هي تتجاهله بهدوء و مشاعر فارغة هكذا كانت من الخارج لكن الداخل هناك عواصف مشاعرية تصفعها و تهزها لكنها ثابتة و تحاول قدر المستطاع الحفاظ على توازنها... اما هو عندما ادارت هي وجهها اصبح مقابل بشرة وجنتيها و رقبتها الطويلة.... لقترب منها اكثر و اكثر حتى دفن انفه بجانب اذنها.... اخذ نفس عميق طويل محمل برائحتها المخدرة ليخرج زفيره مع انين بسيط... جعلها تتمسك بكبة قميصه بشدة و هي تقبض عليها.... اغمضت عيونها و هي تشعر بأنفاسه تعيد احياء خلايا وجهها الذي كان بارد كالقطب الجنوبي و هو اعاد الدفء لها و لخلاياها.... قبل بجانب أذنها و هي لم تعد تشعر بجسدها....انه مخدر بسببه... لم تعد تستطيع مقاومته....كان يجب منها دفعه بعيدا.... لكنها لا تقوى على هذا.... فقد داست على مقاومته.... مالت برأسها على رأسه و عيونها مغمضة... احست بابتسامة تشق شفتيه... ففتحت عيونها و كأنها فاقت من حلمها... نظرت امامها لتجد لين تحدق بها باستغراب من اندماجهم الذي كان واضح للناظر مدى انجذابهم لبعضهم... وضعت يدها على كتف بارون لتبعده... ابتعد بارون و هو ينظر لها بابتسامة و انفاسه اللاهثة.... و نظراته التي توحي انه وقع بعشق تلك الصارمة التي تقف امامه .... و كأن سنايا فهمت نظراته فاخفضت رأسها و هي تشعر بان جسدها يغلي و وجهها يحمر و عرقها ينصب.... فركضت خارج المكان لتتنفس بعد تلك الموجة القوية التي حصلت منذ قليل. .. وقفت في الحديقة و اخذت نفس طويل فتح لها صماماتها و كل خلية و جزء داخلها.... شعرت بالراحة... اما بارون جلس و وضع يده على جبينه... و هو يشتم نفسه على قربه منها و ضعفه امامها و عيونه التي فضحته امامها... فرك عيونه و هو يتذكر استرخائها بين يديه و استسلامها له.... بلع ريقه و هو يتذكر ملمس بشرتها الناعمة بين شفتيه و اسنادها عليه.... انه يقسم انهم كانوا باقصى لحظات الضعف... فهو يعلم لو لم تكن ما سمحت له حتى بالاقتراب منها...و لكن.... لما ضعفت؟؟ هل هي تحمل مشاعر اتجاهه؟؟ اخذ كأس من المشروب الذي امامه و شربه.....
خرجت لين عند سنايا... وقفت أمامها و هي تناظرها باهتمام...فتحت سنايا عيونها لترى لين امامها... رفعت حاجبيها باستغراب(لماذا تحدقين بي هكذا؟؟) حمحمت لين لتردف(انتي و بارون....) و قبل ان تكمل قاطعتها سنايا بصوت حاد عالي نسبيا(لا لين) تفاجئت لين من رد فعلها هذا فقالت محاولة تهدئتها(اهدئي سنايا... انا فقط اردت ان اقول انكم كنتم مندمجين لدرجة جعلت الجميع يحدق بكم) استدارت سنايا و اعطتها ظهرها(لا لين... لا يوجد شيء من هذا) تنهدت لين و هي تقول بعصبية(الى متى ستبقين تكابرين سنايا؟؟ لديك قلب و هذا طبيعي.... لماذا لا تنظرين للجانب الايجابي سنايا) ثم مسكتها و ادارتها نحوها و هي تحدق بعيونها التي تنظر للاسفل (سنايا انتي مازلتي شابة.... ربما هو يحبك و يريدك زوجة له... لماذا دائما تلتفتين لثباتك و صرامتك.... انتي انسانة سنايا... انسانة) قالت الكلمة الاخيرة و هي تضغط عليها لتأكيدها...مسكت سنايا من ذقنها و رفعت رأسها لتقابل عيونها و تسألها(تحبينه اليس كذلك) هزت كتفيها بعدم معرفة...تنهدت لين و هي تبتعد عنها (اذن لن تعترفي... سنايا انتي حقا ظالمة...ظالمة له و لقلبك... ما تفعليه خطأ سنايا) و مع ذلك لم ترد سنايا بل بقت تحدق في الفزاغ... هزت لين رأسها بقلة حيلة( لم تفهمي و لن تفهمي ابدا سنايا.... ستبقين هكذا.... حسنا لا تفكري بقلبك لا تفكري به... هل فكرتي بسنتيا؟؟ سنايا... ابنتك لا يمكنها ان تعيش من غير اب يحميها و يحبها... و....) و قبل ان تكمل انفجرت القنبلة الموقوتة فجأة صارخة(لين اصمتي... يكفي يكفي.... نعم انا ربما ربما احبه... نعم انا ضعيفة امامه... نعم انا انظر للجانب السلبي و احاول ان لا اركض خلف قلبي.... نعم انا خائفة لين خائفة.... لقد فقدت شخص كنت احترمه و اصابني الانهيار عندما فقدته...) ثم مسكتها من اكتافها و هي تهزها و دموعها تسيل على خدها(اصابني انهيار من شخص احترمه... كيف سيكون وضعي ان كنت احبه... اخبريني لين... هل فكرتي للحظة ماذا سيحدث لي ان حدث شيء له.... لا لين انا لن اتحمل) ثم وضعت يدها على رأسها تضغط عليه لتجلس على الارض و هي تتمتم(لن اتحمل... لا لن اتحمل) نزلت لين لمستواها و ضمتها لها و هي تربت على كتفيها(لا تقولي هذا سنايا... ارجون كان قدره... لكن بارون لا.. لماذا كل هذا التشاؤم.... ان لم تكوني قوية سنايا و تقفي بجانب حبك فستفقديه حتما لا محال.... ان كان جسديا ام روحيا فستفقديه... حسنا لنفكر من ناحية ابنتك سنتيا.... الم تسألك يوما عن اباها؟؟ الم تفتقد لحضن اب دافئ كباقي اصدقاءها... اعلم انها صغيرة و لكنها تشعر يا سنايا... هذا ظلم لكي و لها) رفعت سنايا عيونها الدامعة نحوها( و ماذا ان كان هو لا يريدني؟؟) قهقهت لين و هي تقول(هذا مستحيل سنايا.... انا من رآه و ليس انتي.... انه متيم بكي) خفق قلب سنايا بفرح و سعادة و أمل و هي ترجو الرب بداخلها بان يفتحها عليها و تعود حياتها جميلة و مرحة كما كانت.... مسحت لين دموع سنايا و هي تساعدها بالوقوف(هيا... لا يجب ان تراكي سنتيا هكذا... فانت مثلها الاعلى و قدوتها.. هيا اذهبي و اغسلي وجهكي و تعالي الحفل قارب على الانتهاء) ابتسمت سنايا لها و اتجهت نحو الحمام و هي تشعر بالراحة... فهي قالت بكل ما بداخلها... فاضت بكل مشاعرها و آلامها... فهي كانت تحتاج هذا منذ سنين طويلة.... ثم ابتسمت بخفة و هي تذكر نفسها بأنها تحبه لسبب تجهله.... و هل يأتي الحب لسبب؟
*في صباح جميل طل على سنايا و هي سعيدة جدا... ذهبت و ايقظت سنتيا من نومها لتذهب الى المدرسة... فقامت سنتيا و جهزت نفسها و في هذا الوقت كانت سنايا تتكلم مع لين بابتسامة(سأتأخر اليوم عن الجامعة يجب ان ارى المحامي... حسنا.... شقية ههه...حسنا لن اتأخر... وداعا) ثم اغلقت الهاتف لتذهب و تجهز نفسها....
بعد ساعة كانت في مكتب المحامي ارجيت... رحب بها المحابي بابتسامة و لكنه ليس مطمئن لزيارتها هذه بوقت مبكر... جلست سنايا لتدخل في صلب الموضوع و كان الخوف في نبرتها(ارجيت... قبل يومين اتى رجل ضخم و معه رجال يطلبون المال... قالوا لي ان ارجون كان عليه ديون.... و عندما علموا انه مات غضبوا... انا لم اصدقهم... ربما يريدون النصب علي... فقالوا لي بأنهم سيأتون بعقد الدين الذي وقعه ارجون.... و ربما اتوا البارحة لكنني كنت مشغولة فلم اكن في البيت... ربما يأتون اليوم...ماذا افعل؟) كانت تتكلم و هي ترتجف و قلقة... ابتسم ارجيت و هو يخرج اوراق من اسفل المكتب...وضعهم امام سنايا(وقعي هذه الاوراق و لن يكون لكي علاقة بارجون... هكذا لن تضطري بان تدفعي لهم... فانتي ستكونين طليقة ارجون و لستي ارملته... و الطليقة لا علاقة لها بزوجها السابق) ابتسم ارجون لها و هو يكمل( و ان كنتي تريدين نصيحتي... فتزوجي... و هكذا لن تواجهي ايضا اي مشاكل.. لكن الان وقعي) نظرت سنايا لاوراق الطلاق بتردد و هي تهمس بحنق(الا يوجد طريقة اخرى) هزت ارجيت رأسه نافيا و هو يزم شفتيه بأسف... تنهدت سنايا و هي توقع الاوراق (والان؟؟) وضع ارجيت يده على الاوراق و قال(الان انتي محررة منهم... ان اتوا الرجال اريهم الاوراق و ان لم يصدقوا ابعتيهم عندي فانا محامي ارجون و انا كفيل عليه بكل شيء) هزت سنايا رأسها متشكرة ثم ذهبت و معها الاوراق.... كانت تشعر بان روحها اقتلعت منها... تشعر بغصة تخنقها..فهي لم تتوقع نفسها ان تكون طليقة... لكن الواقع فرض نفسه عليها..

عشقت أرملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن