شهد

2.8K 124 24
                                    

دخلت أبنتي وزوجتي. قمت بأحتضانهم وبكينا......
لم أتخيل أنني سأنجو من هؤلاء ولم يكن في تفكيري غير أبنتي فقط...... وخاصة شهد ابنتي الكبيرة وفلذة كبدي كانت الفتاة المطيعة المؤدبة والعاقلة لم يخرج صوتها يوما ولم اسمع منها طوال عمري سوى كلمات نعم وحاضر ومن عيوني كلما طلبنا منها شيئا لا تردنا وتسمعنا انا ووالدتها هذه الكلمات........
كانت شهد في الواحدة والعشرين والثانية مهد ذات الثمانية عشر عاماً.......
هناك عقلي أنفجر بعد أن أمسكوا بهن......
وقرئت على روحي السلام وقد عرفت أن أبنتي ستذبح على يد هؤلاء.......... وسيذهب شرفهن ويجعلوهن لحكم جهادهم في النكاح راضخات..........
..........
.........
وأنا وسط أفكاري التي كانت كالسكاكين تطعن جوف عقلي
دخل علي ذلك الشاب وأخرجني فأبيت الخروج.........
فوعدني أنه سيرجع أبنتي إلى حجري........
وبالطبع نفذ ذلك الوعد......

رحبت مريم بالضيوف وأستقبلتهم بيدين مفتوحتين
وأستمر الحال لمدة خمسة أيام بسبب تشدد داعش على التفتيش عليهم فلم يستطيع محمد أن يأمن لهم الطريق........

الشيخ العجوز:
أبنتي مريم من خلال ملاحظتي لك انتي نصرانية صح؟
مريم : نعم، (وأبتسمت)

الرجل العجوز:
انتي زوجة هذا الشاب، هل هو الآخر مسيحي

مريم:
لست زوجته وهو رجل مسلم

الشيخ العجوز:
كيف هذا أنتم لستما زوجان.

مريم :
لا ولما الاستغراب نحن نساعد من كان في يد التكفيريين الدواعش وننقذ من نستطيع أنقاذه مثلك انت وعائلتك، محمد ينقذهم وانا اقوم بتهريبهم ونحن على هذا الحال منذ سنة تقريباً.

الشيخ العجوز :
ربما لا يحق لي التدخل ولكن يشهد علي ربي أنني أحببتك مثل أبنتي وربما أكثر ممكن أن أسأل سؤالاً،

مريم :
على العكس تفضل بأي سؤال وسأجيبك بكل شي

الشيخ العجوز :
من محمد ذاك؟
وما الذي يربطكما؟
وهذا أهم سؤال..
لماذا كل ليلة تستيقظين صارخة وتركضين ناحية الجدار وتتقرفصين ويأخذك الأنين وصراخ الوجع؟

مريم وهي ضاحكة أجابته:
هل هذا سؤال واحد....... وأخذت تضحك وضحك معها العجوز

مريم:
قصت له عن سبب بكائها وأن محمد هذا هو من ذبحها وعلى يديها إهتدى ولا شيء يربطها معه سوى قضية إنقاذ من يحتاج المساعدة وزعزعة صفوف داعش.
ونذرت عمرها لأجل وطنها وشعبها،
أنا انتهيت ولن أجعل إحدى الفتيات مثلي تتكرر لديها قصتي.

الشيخ العجوز:
لن أصدق بأن محمد ممكن أن يكون داعشيا يومآ ما وكان يقتل ويصلخ ويغتصب
محمد معقول....... لا........  مستحيل....... لا..........

جاء محمد وأخبرهم بأنهم عليهم الخروج الليلة لأن داعش ستفتش هذه الأماكن ومريم لديها مكان للاختباء لا يتسع لهم، قبلت العائلة وهمو بالهروب إلا هي........... شهد.......

رحم الوجع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن