جلست بجانب رأسه الذي يملأه الدم المتخثر والمتيبس على جبينه........... والمتصبب عرقا إثر الحمى المرتفعة جداً............ قمت بمسحه برقة وانا أتأمل ذلك الوجه الطفولي الذي يكسوه البراءة
أين ذلك الوحش الذي......... سرق مني نقائي........ وحرمني من حلاوة النوم......... وإلى الآن كوابيسي مظلمة......... يغزوها البرد القارس......... وصوت صراخي وأنين الروح احتوى جسدي المتوجع.........
لقد كنت وردة يا محمد وانت لم تقطفني....... بل قمت بتمزيقي وتساقطت أوراقي الواحدة تلو الأخرى........ مع كل ورقة ساقطة.......... ألم وصراخ ووجع وتوسل..
.................
نعم يا محمد......... أتذكر كم توسلت بك أن ترحمني وتبتعد عني......... أتذكر عندما بكيت.......... وقلت لك بأنني سأفعل اي شيء تريده مني فقط اتركني.......أتذكر عندما قلت لك أن كان دخولي للإسلام يحمني من اغتصابك لي سأدخل الإسلام .......... وإذا كان ما تريده هو أن أعلن كفري بديني......... سأكفر............
لكن ارجوك ان تبتعد عني......... ولا تسلب مني نقائي وتقتل روحي الطاهرة........... اتوسل بكل مذهب ودين تؤمن به...... اتوسلك بكل شرع تعرفه........... آن تبتعد عني..........
لكنك....... لكنك يا محمد طبعت جسدك على جسدي.......... رميت قذارتك الكافرة داخلي............. مزقت ثوبي ومزقتني قبله......... قمت بنهش لحمي الذي اعتاد الخروج أمام نفسي فقط........ لم يرى ذلك الجسد اي احد في الكون.............قمت بتقطيعه أمامي........سلبت مني روحي الطاهرة......... مزقت كل أحلامي..........
كنت احلم باليوم الذي تطبع اول قبلة حب على شفاهي من رجل يملك قلبي..........لكنك قضيت على ذلك الحلم..........
كنت احلم بلبس الأحمر المغري....... الذي يظهر انوثتي....... واتباهى فيها أمام ذلك الحب........ لكنك أحرقت ثوبي.........
كنت احلم بليلة دافئة......... في أحضان العشق الذي امتلأ فؤادي........ وأصبح لحياتي شريكاً.......... رجل اختاره قلبي........... لكنك قمت بمحو تلك الليلة من قاموس حياتي........
كنت كأي فتاة....... تحلم بلبس الأبيض......... وتاجها المرصع.......... وهي تسير أمام الناس وتنظر إلى حبيبها من بعيد........ الذي ينتظر أن تتم مراسم زفافهم.......... لأنه لا يود الإنتظار أكثر فحرارة الشوق والحنين تحرقه..........
ينتظر ليختلي بها ويسمعها اجمل ألحان الغزل.......... لتتراقص هي فرحا وهو يلامس خديها ويداعب شفتيها...... ويطبع عليها اول قبلة الغرام والحياة الأبدية التي سوف تشاركها مع هذا الإنسان....... بالفرح والحزن....... بالجوع والعطش
بالأماني والأحلام............ ليملأ حياتهم بعد ذلك طفلاً صغير.......... يحمل ثمار العشق...........لكن................................................
لكنك يا محمد.... أتلفت كل أحلامي وبددتها........ وقطعت عني كل رجل....... فلا أستطيع أن أحب أحدا بعد اليوم........ فكلهم أصبحوا انت........
وكل ما افكر به......... هو جميع الرجال حيوانات مفترسة وضارية........... تنتهز الفرص لأشباع جوعها في الرغبة........... تتمسكن أمامك وتسير ببطء....... لكي تنقض عليك وتقوم بنهش لحمك.........الآن الرجل بنظري كابوس..... لا لحضة عشق....وقبلته لغم يزرعه بداخلي....... وليس حب والطفل الذي يولد ثمرة وجع الرحم....... وليس ثمرة عشق الزوجين
والفضل يعود لك يا محمد....... فجسدي الآن يرفض أن يخرج حتى أمام عيني....... خوفا من أن عيني نفسها ربما تقوم بالتهامه........ كنت أمام مرآتي...... اتمايل بجسدي متباهية........ لكن اليوم أرفض أن أرى أي لحمة فيه لأنني سأتذكر بأنه تعرض للتمزيق
...................................محمد:
كل تلك الكلمات التي قالتها كانت تصب على مسامعي كنهر من التيزاب الأسود........... كنت بكل حرف تقوله تقوم بطعني الف طعنة بالسيف.......... كنت اتظاهر بالأغماء لكي اسمع ما يحمله قلبها لي...... لعلي إلتمس شيئا يشجعني على قولها....... قول كلمة في جوفي قابعة تأبى الخروج لكي لا تتلقى الرفض من تلك المعشوقة........ والآن تلك الكلمة دفنتها في روحي..... فما سمعته وصل إليها وهي بدورها غاصت في بحر........ الدموع والأسى وأغلقت بابها............
أنت تقرأ
رحم الوجع
Romanceانا الذي قال عني أكثرهم مجرما قاتلا كافرا قتلت وسرقت وذبحت هل سألتم أنفسكم من أنا انا ذلك الطفل الذي ولد وسط ذئاب الليل ووحوشها انا الذي ولدت من رجل عقرب وامرأة ثعبان هل ينجبون عصفورا أو نسرا........؟!!! خرجت من ظهر رجل يقتات على لحوم البشر ودخ...