يغوث ..احمد بكر

5

اقترب منه بحذر ومد يده وكان في الرف كيس بلاستيك أسود يبدو أنه
يحوي كتاباً، استطاع بالفعل إخراجه ومسح الاتربة من عليه ونظر في الكيس فكان كتاب قديم

ً وكأن أوراقه من الجلد، شعر بخدر غريب
عندما لمس أوراقه فتحه ليجده ممتلئا برسوم لا تخطئها العين تشبه رسوم
السحرة حتى إنه شعر أن الكتابة ظهرت بعدما فتح بلحظات وبدت

كنقش بارز، سمع وقع أقدام فدس الكتاب في طيات قميصه ألتقط
المفاتيح ثم أزاح الدولاب إلى وضعه السابق كان المشرف بالفعل هو من

بالباب، توجه وليد الى معطفه الذى كان قد خلعه و وضعه على أحد

المقاعد ليلبسه كي يخفي بروز الكتاب في قميصه.
قال له المشرف عندما رآه يرتدي معطفه:

- وكأنك انتهيت، ما الاخبار؟.

قال له وليد وهو يناوله المفاتيح ويبدو عليه الاضطراب:

-أظن أن المفاتيح غير مناسبة، وأرجو أن تأذن لي بالانصراف للمنزل
لأنني  بدأت أشعر بالاضطراب والتعب.

ربت الوكيل على كتفه وقال:

- لا بأس عليك وأعذرني لو كنت أتعبتك، إنها صدقة طيبة وعمل
من أفضل الاعمال أن تسهم في نشر المعرفة وأنا أحببت أن أشاركك
فيه.

ابتسم له وليد وبدا أنه بالفعل بدأ يصاب بالدوار فقال له عصام:

- هل تحب أن يراك طبيب المدرسه؟
للاطمئنان عليك، لا تبدو على ما يرام بالفعل.

انتفض وليد منتصب
- أنا بخير، ربما أحتاج للعودة إلى المنزل فقد تملكني الأرهاق فحسب،
أتأذن لي بالعودة؟.

قال عصام بود:
- لو كنت تثق أنك ال حتتاج مساعده يمكنك العوده
خرج وليد من المدرسة يعدو إلى المنزل ليراجع غنيمته.

وصل وليد للمنزل وفتح الباب بالمفتاح الذى معه وتوجه إلى حجرته مباشرة جلس على مكتبه وأخرج الكتاب وبدأ يتفحصه، كان الكتاب

مليئاً بالرموز والكتابات الغريبة وكأنها رموز  السحرة، كان
مصنوعاً من أوراق غريبة تشبه الجلود والكتابة فيها وكأهنا حفر أو لسع

بالنار على جلد حي، هل كان أستاذ سعيد يعمل بالسحر؟ ترى هل من
التصرف السليم أن يأخذ الكتاب هكذا دون أن يعرف أحد؟ وبينما هو
ً في شروده سمع أحدا يعبث في ممسك الباب فوضع الكتاب داخل الكيس
ً الاسود مسرعا وكان أمامه والدته.
ابتلع ريقه وهو ينظر إلى والدته في توجس قائلاً:

- أمي... ألم تذهبي للعمل اليوم؟.

قالت الام مستنكرة:
- ومنذ متى وأنا أذهب للعمل في أول أيامك في العام الدراسي؟ ولكن لما
ً حضرت مبكرا؟ وما هذا الذى تحمله في الكيس الاسود؟.