7

116 8 35
                                    

-وليد أنت الذى كنت تشرف على عملية نقل الكتب، سأحتاج منك بعض الاستفسارات.

ً وصلا معا إلى المكتب الذى كان ينتظر به عماد ابن سعيد وهو شاب لم يكمل العشرين من عمره أنيق الملبس، حسن الملامح، شعره فاحم طويل وكثيف ولامع يصففه للخلف وعلى الوجه بقايا لحية تنم عن عدم

الحلق لايام، وتشوب ملامحه مسحة من حزن واضحة ورغبة مصطنعة في الظهور بمظهر غير متأثر، كان ينتظر بجواره أيضا عبد المريد.

شعر وليد أنه على مشارف ورطة ,شعر بانقباض كبير من شخص عبد المريد، صافح عماد وعزاه في والده وصافح عبد المريد الذى كان يتفحصه بشكل مريب فقال عماد موجها كلامه مباشرة لـ وليد:

- وليد بما أنك كنت المسؤل عن نقل المكتبة من مكتب أبي إلى الغرفة الجديدة أريدك أن تساعد الاستاذ عبد المريد في العثور على كتاب كان يخصه في مكتبة أبي، تعلم يا وليد أن الدين واجب أن يرد عن المتوفى.

ً كان الاضطراب على ملامح وليد فاضحا وخاصة بالنسبة لـ عبد المريد الذى وجه كلامه له مباشرة قائلاً:

- وليد تعلم أننا في الجامعات نحضر الرسائل العلمية عن المخطوطات القديمة، والكتاب هو موضوع البحث الخاص بي وبدونه فرسالة الدكتوراة تكون بلا جدوى، لو ساعدتني في العثور عليه لك مني مكافأة لا تتخيلها.

توجه الجميع إلى حجرة المكتبة الجديدة وتصنع وليد أنه يشرح أماكن بها كتب عتيقة كأنها هى وكان عبد المريد يعرف أن الكتاب ليس في

الحجرة ولكنه يراقب تصرفات وليد المصطنعة ثم قال:

- ًربما يكون وليد فاقد التركيز الان، نمهله حتى الغدً ليتذكر، غدا سأمر عليه، تذكر يا وليد لك مني هدية قيمة جدا.

وصل عماد إلى المستشفى التى ترقد فيها والدته وجلس في الاستقبالً ينتظر الاذن بالزيارة، في الوقت الذى وصل فيه أيضا اثنان من الشرطة في
ملابس مدنية، صافحه الضابط وقال له:

- أستاذ عماد أليس كذلك؟.

هز رأسه في تعجب فتابع الضابط قائلاً:

- أنا ملازم علي من مباحث قسم الدرب الاحمر وكنت أستفسر منك بخصوص الحادث الذى حدث فجر أمس لوالديك.
ً
قال عماد متعجب:
- وما علاقة المباحث بحادث والدى؟ لا أظن أنهما أتلفا شيئاً من المال العام في الحادث.

تناول الضابط بعض الاوراق من دوسيه كان يحمله الشخص الاخر وقال له:

- تقرير الطبيب بخصوص والديك د للتصريح بالدفن يقول إن والدك كان مصابا بخمشات في أماكن قاتلة سببها أداة منتظمة قد تكون شوكة حادة أو أنامل حيوان مفترس، رغم أنه وجد في السيارة مع والدتك، والغريب أن والدتك هى من كان على عجلة القيادة رغم أنها لا تحمل رخصة قيادة، لو أن في الامر شبهة جنائية فسيتم تشريح جثة والدك للوقوف على سبب الحادث.

ارتعب عماد من فكرة تشريح والده ومن فكرة الشبهة الجنائية فقال:

- ابي رجل مسالم ومحبوب، ولا عداوات له، والمنزل لم يسرق منه شيء،فكرة الشبهة الجنائية مستبعدة تماماً.
خرج الطبيب من الرواق فأسرع إليه عماد يسأله عن والدته كذلك اقترب الضابط فقال لهما الطبيب:

- برجاء الهدوء، السيدة علياء مصابة بتهشم في أضلع الصدر وتهتك بسيط في الرئة اليمنى وكدمة في الرأس وكدمات متفرقة في الوجه، الحالة مستقرة من الامس بعد إجراء جراحة بسيطة.

أسرع الضابط متسائلاً:

- هل يوجد أى خمشات أو جروح حادة، أم أنها جميعا إصابات الارتطام؟.

في حين غطى عماد وجهه من الالم على والدته أجاب الطبيب بالنفى قائلاً:

- الاصابة نتيجة الارتطام العنيف بعجلة القيادة والزجاج الامامى.

قال الضابط:

- هل من الممكن أن نأخذ أقوالها؟.

ً قال الطبيب مشيرا بإصبعه:

- لا أظن أن التحدث معها سيكون ممكن قبل يومين على الاقل

قال الضابط:

- ولكن لماذا تختلف نوعية إصابات السيدة علياء عن إصابات أستاذ سعيد؟ ما السيناريو المفترض لحادث مثل هذا؟.

قال الطبيب:

- أظن أن الاستاذ سعيد تعرض للعض من حيوان مسعور في عنقه،ونزف حتى الموت، وربما كانت زوجته تسارع به إلى المستشفى، قبل أن تتعرض لحادث السيارة.

أعاد الضابط الورق إلى الملف وهو يمط شفتيه لينصرف في حين فجأةخرجت الممرضة مسرعة تنادي على الطبيب.

اهلا اهلا بي طبعا ههههه

مساء العبير زهوري الجميله بارت جديد رغم كونه قصير لعيون كل من يقرأ

يغوث ..احمد بكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن