18

180 9 2
                                    

(أستغفر الله ،لا أله الا الله ، الحمد لله )

                          ««»»

               «مذكرات أستاذ سعيد جمال»

بسم الله الرحمن الرحيم

كتبت بتاريخ الخميس ٣ نوفمبر ١٩٦٠..

اسمي سعيد محمد جمال معيد بكلية العلوم جامعة دمشق بالإقليم الشمالي للجمهوريه العربيه المتحده أعتقد ان الوفت قد حان لكتابة مذكراتي ، في الحقيقه ليست حياتي بالشأن الجلل الذي يستحق أن يؤرخ له ، بل اعتقد ان حياتي حتى ما قبل عام من الان كانت تقليديه بشكل يبعث على الملل لقد كنت طالبا متفوقا في دراستي دوما وكنت الاول على الصف باستمرار وكان والداي يوفران لي حياة مريحه انا وأختي الصغرى صفيه



حتى أنني أخترت القسم الذي أحبه في الدراسه رغم ان مجموعي كان يؤهلني لدخول كلية الطب لكني لم أكن أحب الجثث والمرضى وأفضل الانطواء لوضع حل للمشكلات في معملي لم اجد مقاومه من عائلتي فكانو دوما عونا ودعما لي حتى إنني عندما تخرجت في جامعة القاهرة ولم يكن هناك فرصه لأكون معيدا بالكلية استطاع ابي من خلال علاقاته كدبلوماسي ان يوفر لي هذه الفرصه في جامعة دمشق


وهي من اقدم واكبر الجامعات في سوريا فبعد ان كانت مقتصره على معهدي الطب والحقوق حتى عام ٤٦ وبعدها تخلصت من الانتداب الاجنبي تم إضافة الكثير من الكليات ومنها كلية العلوم التي أصبحت معيدا في قسم الكيمياء الحيويه


فيها هذا باختصار ما يساوي الخمسه والعشرين عاما الاولى من عمري ولا اعتقد ان فيه ما يستحق الكتابه حتى انني لم أصل الى دواء مهم او اكتشاف معملي مرموق رغم انني تخرجت في قسم كيمياء ميكروبيولوجي وهو قسم خاص بدراسات البكتريا والفيروسات المعديه والامراض التي تسببها

و الانزيمات والسموم الميكروبيه و الهرمونات النباتيه وكلها كانت حقولا خصبه للأكتشافات و البحوث غير انني كنت الة نسخ لا اكثر استطيع الحفظ والتذكير بشكل فائق لهذا انجح دائما في اي اختبار بعناء بسيط لكن لم افكر ماذا أقدم للبشريه قبل هذا العام كان لي زميل معيد في قسم الكيمياء اسمه بالمصادفه سعيد محمد جميل من الاقليم



الشمالي وكان الزملاء ينادوننا (جميل) و (جمال ) للتفرقه بيننا كان شابا متفتحا جدا وقارئ في كل المجالات وكنت احب الحديث معه احيانا ولكن كان ل_جميل شطحات عقائديه لم اكن ارتاح لها حيث اعتبر نفسي مسلما متحفظا وهناك امور لا يجب الحديث عنها بهذه الخفيه والتحرر كأعتقاده العميق


بنظرية التطور ل_دارون وهي النظريه التي كانت ترفضها عقيدتي السليمه فبكل بساطه افندها انه لو كان الانسان اصله قرد لماذا ظل هناك قرد رغم وجود الانسان ؟ لماذا لم تفعل كل القرود مثل هذه القفزه من القرد الى الانسان ؟ ربما تنطبق النظريه على المملكه الحيوانيه والنباتيه ولكن ليس كل ما يصلح


يغوث ..احمد بكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن