6

109 9 30
                                    

عبد المريد ابتسامه خبيثة وقال للرجلين:

- استفتاح مبشر،خذ يا قناوي الولدين وأعطهما ما يريدان من حوش سيدي حسن.

أرخى الرجل الذى كان يقبض على مجامع ثياب الطفلين قبضته ثم احكمها
على معصمي الطفلين اللذين استسلما رغبة في الفطائر واليوسفى جرهما
ً إلى حيث حوش قريب فأخرج الاخر مفتاحا من جلبابه وفتح القفل

الذى على الباب الحديدى، بالداخل كان يشبه البيت الصغير
ً بالطوب الاحمر والابيض وبه
حديقة صغيرة بها الكثير من الزرع
ويتوسطة شاهدان لمقبرتين ويوجد في منطقة الاستقبال مصطبة
من الرخام الفاخر يجلس عليها الزوار ويوجد على أحد الجوانب حجر
من الجرانيت المستطيل يشبه غطاء ربما جلبانة تحت الارض، وعلى الجانب


الاخر كانت حجرة مسقوفة مقفله، توجه إليها أحد الرجال ليفتحها
ودخلها الرجل الثاني يجر الولدين ثم أغلق الباب خلفه، وقف بالخارج
الرجل الاخر مع عبد المريد يشعلان سيجارة وبداخل الحجرة تعالت

صرخات الولدين بشكل هستيري ثم انقطعت فجأة وظهر من عقب

الباب نافورة من الدم المتدفق، نظر لها عبد المريد بتقزز وقال:

- ادخل لمساعدة قناوي يا شعلان و نحن في بداية الامر ولا يجب أن نهدر الدماء على الارض هكذا، ولا تنس أن تخلط الدماء بالسائل الذى أعطيتكما إياه كي لا يتجلط.

توجه عبد المريد إلى خارج الحوش يكمل سيجارته وترك مساعديه
ً يتعاملان بالداخل ألقى السيجارة فجأة على الارض وضم يديه واقفا
في خشوع

على مقدمة الطريق من بعيد كان هناك شبح لرجل متشح
بالسواد يتقدم نحو حوش المقبرة يمشي وكأنما الارض تحمله، وعلى

جانبي الطريق كانت الاطباق التى تحتوي على الخبز العفن تزداد تعفن
حتى لتكاد تتحول إلى رماد عندما يقترب بجوارها، حتى إذا ما وقف
أمام عبد المريد الذي كان ينظر للارض في خشوع وبدت يده كما لو
كانت ترتعش،

كشف المتوشح عن غطاء رأسه فإذا هو يغوث بنفس
ً الملامح التى بدا عليها مما يقرب من حوالي مثانين عاما وكأن الوقت لم
يمض عليه

قال له باللغة العربية بصوت مبحوح.

- الى أين وصلت يا مريد؟

قال عبد المريد بخشوع وهو لا يرفع بصره:

- المكان جاهز للقداس والدماء المطلوبة يتم تحضيرها، والدم البريء لن نغلب في توفيره.

قاطعه بصوت مبحوح غاضب:

- الكتاب ما أخبار الكتاب؟

قرب عبد المريد يده من وجهه وكأنه سيحميه من صفعة مباغتة وقال:

ً - غدا سأطلبه من ولده وهو وريث الكتاب وسيعطيه لي طواعية ثم
أعيده إلى جنابك طواعية وهو كما تحرينا لا يعلم أى شيء عن قصة الكتاب.

يغوث ..احمد بكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن