#اقدارمتداخله_من_ام_يوسف
اقدار متداخله....(((((7))))توقف الثلاثه .صالح، رامي، وفرح ...بمدخل منزلهم داخل كل منهم الم وحسره وعذاب ..لم تتطاوعهم اقدامهم للدخول
.. لتلك الغربه التي حوطها الحزن ،،لذلك القصر المليئ باصواتهم، برائحتهم ،بصورهم ،وذكرياتهم ..فقد تحولت تلك الفيلا العاليه الى بئر عميق يمتص الحياه منهم
واستبدل لونها الابيض المشرق بلون السراب ..تغيرت حديقتها الغناء الى تراب ..فكل زاوياعا تعلن الحداد على ابناءها ..الابواب الشبابيك كلها تبكي ..حتى الاثاث يخيل للواقف امامه بانه حزين ومنكسر .ليعلن بانه منكوب مغلوب ومقبره لاجساد تسير بلا دروب ..توجه كل منهم لطابق ..فصالح ذهب لغرفه المكتب واقفل على نفسه الباب ورامي توجه لغرفته بالطابق الثالث وفرح ذهبت تمشي مثقله الخطى من حملها ومن حزنها متجهه لغرفه مايا بالطابق الثاني ..
ودخلت تنظر اليها وهي نائمه في سريرها الوردي ..لتبدا ببكاء مكتوم الصوت حتى لاتوقضها مررت يديها على جسم مايا.. كم تشبه امها ..بشعرها الاشقر وعيونها الزرقاء الصافيه .. طبعت قبله على راسها وخرجت لتذهب لغرفتها ..لتلاقيها امها هناك تسندها بالسير مدخله اياها للحمام لتغتسل وتبدل ملابسها التي انهكها التراب ..لكن من يبدل عذاب روحها ..لتخرج منه وهي تبكي وبحرقه لتضع راسها على رجل امها وتغفو وهي دامعه العين..مستسلمه ..وقف بغرفته ينظر اليها فعاد الالم يتعصر قلبه ويمزقه ..رمى بجسده على السرير متعبا منهكا ..يغمض عينيه ويفتحها ..وصدره يختزل الهواء ويطرحه بزفرات ملتهبه .. أحقا انتهى كل شئ ؟؟ مال براسه لليمين مغمضا عينه يسرح بخياله بان الذي هو فيه كابوس وسيصحو ليجد حنان ووسام امامه ..وحنان تعاكسه وتشاغبه وهو يركض وراها يتوعدها بعقاب بليله حمراء من لياليهم معا ....ووسام يرجع ليتحداه من جديد برهان اخر ..فيغلبه مره .وسامحآ ان يفوز عليه هو مرات ومرات ....ويقضون ايامهم كلها هكذا حتى يشيخو معا ...لكن !! الذي حدث لهم اوجعه لحد اليأس ..
والان هذا هو الواقع الذي لابد منه ..هم رحلو وتركوه وحيدا ..المسؤوليه كلها على عاتقه فصالح انطوى على نفسه.لم ينطق بحرف من وقتها .. وابنته صغيره لايعرف كيف سيربيها وامبروطوريه ضخمه كبيره بعاتقه فكيف سيحلها..
وافكار وافكار كلها تدور بنفس المدار ..جلس على كرسي مكتبه وارجع راسه للوراء وارخى يديه ..وبدات الدموع تتساقط من عيونه ..بعد ان حبسها ضاغطا على نفسه ان لا يبديها ....لقد تغير عالمه كله ..
رجل لم يبلغ الاربعين بعد.. ظن بانه لن ينكسر ابدا ... انهارت حياته ،،تدمر كيانه،، وقع صريعا لمأساه اخرى،، فبعد ان فقد حب حياته وهو صغير..استجمع شجاعته ومضى بمعترك الحياه .. واضب على تربيه اولاده،، وامن لهم الحياه لكن لم يستطع تأمينهم من الموت ..
فياحسرته عليهما ..
ازهاره ذبلت وتساقطت اوراق عمره ورقه تلو ورقه ...كان من المفروض ان يدفنوه هم ...لاهو يدفنهم،، هم من يرفعون نعشه ويوارونه التراب.. لاهو يفعل ذلك معهم ...
واقع سخيف يعيشه ..ظل يفكر لماذا هو هكذا تعيس الحظ ..اين الحكمه بانه يفقد زوجته،، اخاه،، اولاده ..لما الموت ياخذهم منه ويحرمه رؤيتهم ..مصيبه تلو مصيبه ..وهو مازال متحملا ...فمتى سيحين دوره ليسدل احدهم الستار على مسرحيه حياته الهزليه ..
قدر احمق هو ما يجعله على قيد الحياه وروحه مدفونه تحت التراب مع ابناءه ..كيف يمكن له العيش والتنفس بعدهما ،،ان ياكل ويشرب وهما ليسا معه ..
تصاعدت الغصات بحسره كبيره وهو يخاطب عقله المنعزل ليفتح فمه مطلقا ااااه عظيمه هزت اركان مملكته المنهاره .لم تخرج من حدود مكتبه ...حمل يديه ووضعها على عينيه وغرق بعالم الاحزان وهو يبكي ويضرب على وجهه بيده اليسرى ..ومااصعبه من بكاء ..الكل يرثي النساء اذا فقدن ابناءهن ..اما علمو حزن الاباء اعظم ..خسارتهم لم تتوج باي كتب من التاريخ ..
فقد اختل توازنه وهو يحاول ان يقف فسندي حياته اختفيا وتركوه ..ذهبا عنه .بدون وداع ...فقد اطفأ شمعتها العشرين معا ..لم يعرفو بانها شموعهم الاخيره ،،وبانهم سيغادرون بلا عودة ...