#اقدارمتداخله_من_ام_يوسف
اقدار متداخله ...(((21))خرجت فرح من المستشفى وهي على الكرسي المتحرك عاليه تحمل احد الاطفال وصالح يحمل الثاني ورامي يدفعها ..لتستقبلهم وصال من على باب البيت ومعها الاطفال يرحبون بها..
اسند رامي فرح وادخلها لغرفتها واراحها على السرير وهي ماتزال تأن متوجعه جدا والتعب والانهاك بادييان عليها لم تكن تستطيع حتى الكلام ..
فارادت وصال ان تضع الاطفال بمكان قريب من فرح حتى تستطيع ان تصل اليهم بسهوله فاقترح رامي بان يضعوهم بجانبها على السرير وبانه سينام على الكنبه حتى تتحسن
توالت الايام وتغير جو المنزل ليكون دوما مليئا بشقاوه الاطفال وبكاء الرضع ..وفرح بايامها العشره الاوائل من بعد العمليه متألمه لاتقوى على الحركه ..فكان رامي لايتركها للحظه ..كان هو من يرفعها وينهضهها ويسندها لتقوم بارضاع الاطفال ..بعده مده اصبحت فرح تقدر ان تعتمد على نفسها بالنهوض ..لكنها ابقت الرضع ينامون بجوارها على السرير.فوصال مشغوله بالثلاثه الاخرين وبمسوؤليتهم الكبرى وبطلباتهم التي لاتنتهي...
******
رجعت عاليه لتسافر لتعتني بجارتها المسكينه ..ورامي رجع ليزاول اعماله المتراكمه ..كان يخرج من الصباح ويرجع متاخرا ..واثناء عمله يكون عقله مشغولا بالتفكير بفرح والاطفال ويبدا بمطالعه صورهم التي يضعها على منضدته ليترسم وجهه بابتسامه سعيده..
ومرت ثلاثه شهور والامور مثلما هي فرح منشغله بالاطفال لاتعرف ليلا من نهار ..فالتؤام الجدد يعذبانها كثيرا واولئك الكبار ينهكونها فكانت ترمي نفسها على السريرو تنام على بطنها من اثر التعب ..لبرجع رامي يراها نائمه هكذا وحولها الاطفال الخمسه ..
كان منظرهم بالنسبه له كمن وجد مغاره علي بابا المليئه بالكنوز ..وكان عالمه كله مختصر بهم ..فيبدا بحمل كل طفل لغرفته ويبقيها مع الرضع نائمه ويغطيها ..لتصحو هي الاخرى بالليل ساعات وساعات وهي ترضع هذا وتغير لذاك ..وتطل على رامي تعدل عليه الغطاء ..
كان الانهاك هو العنوان لحياتهم الجديده فرامي منغمس بالعمل يضطر بين حين وحين الى السفر لايام يحاول ان يتجاوز تلك الضائقه الماليه التي مرو بها ..وفرح تماثله الانهاك لكن بالبيت..
-ااااه ،واخيرا..قالتها فرح وهي تجلس متهالكه على احد الكراسي بالصاله يكاد وجهها يكون اصفرا من شده الشحوب والتعب
-نامو ..قالها رامي المجاور لها الغارق بكميه ملفات كثيره امامه ..
لتهز راسها له بالايجاب
-انا متعبه جدا جدا ..تخيل اني نسيت ان اشرب الماء وباني عطشانه..ليضحك رامي على حالتها تلك وكانها كانت بساحه معركه..ليمد لها بيده بكاس من الماء الموضوع امامه ..لتشربها وليصدح صوت احد الرضع بالبكاء ..لتقوم متكاسله متعبه
-ها قد بدانا من جديد ...وذهبت من امامه..لتلمع عيون رامي بفكره..