| الفصل الثانى عشر |

2.9K 167 1
                                    

' المقهى... '

-

ظلت كيت صامتة طوال الطريق، ولم تنبث بحرفٍ واحد حتى قاطعها هـارى قائلًا
" إلى أين نحن ذاهبون كيت؟ " 
" ستعلم الأن. "
أخبرته ببرود، لينظر لها مطولًا قبل أن يتنهد ويكمل سيره بصمت. وقفت كيت أمام مقهى يبدو كلاسيكيًا فى منظره. توجهت نحو باب المقهى، والذى أصدر صوتًا خفيفًا معلنًا عن دخولها. ظل هـارى يتفحص المقهى، بينما توجهت كيت نحو طاولتها المعتادة بجانب النافذة والتى تظهر هدوء أجواء تلك الليلة.
" جديًا ما الذى قد يجذبكِ فى مكان كهذا؟ أعنى لا يوجد سوى العجائز كما أنه شبه خالى من البشر. "
تساءل هـارى وهو يجلس أمامها، بينما هى كانت تتأمل شوارع مانشستر الباردة. نظرت له بلامبالاة وهى تخبره
" كل شئ يكمن خلف سر هذا المقهى هـارولد. "
" وما هو ذلك السر؟ "
ظل يطالع عينيها وهو ينتظر أجاباتها بلهفة، لتخبره بهدوء
" الهدوء هو السر الذى يكمن خلف هذا المقهى. قد تندهش لسماع ذلك كونِ قد أبدو شخصًا صاخبًا، لكنِ أحب الهدوء والبقاء بعيدًا عن الجميع لساعات، لأيام وربما لأسابيع. لذلك أفضل ذلك المقهى، وليس هذا فقط بل هناك المزيد هـارولد. "
تنهد لشدة غموض كلماتها ليخبرها
" أنتِ غريبة الأطوار كيت. كلما حاولت فهمكِ، أجد نفسى أغوص أكثر بتعقيداتكِ أو ربما هذا ما تسعين لفعله. "
" أسمع ستايلز. لا تحاول فهم مزاجيتى المفرطة أو تقلباتِ المستمرة، لأنك ستتعب نفسك مقابل لا شئ. لا تحاول فهمِ هارولد. "
تحدثت كيت وهى تنظر له، قبل أن تعود لتأمل الخارج مجددًا، تاركه هارولد متعجبًا من حديثها. قاطع تأملها صوت العم تشارلى قائلًا
" أشتقت لكِ عزيزتى بيرلا. "
نهضت كيت وهى مبتسمة ثم عانقت تشارلى قائلة
" أنا أيضًا أشتقت لك كثيرًا تشارلى. "
أبتعد عنها تشارلى وهو يقول
" لم أركِ منذ شهرين تقريبًا. أين كنتِ بيرلا؟ "
" لقد كنت خارج مانشستر من أجل بعض الأعمال. "
فسرت له، ليومئ لها. نظر نحو هـارى قائلًا
" أوه لما لم تعرفينى على حبيبكِ بيرلا؟ "
نظرت كيت لـهارى ببرود لتقول
" أنه ليس حبيبى تشارلى. هـارولد صديق العائلة. "
أبتسم له تشارلى قائلًا
" تشرفت بمقابلتك هـارولد. "
" أنا أيضًا عمى. "
تحدث هـارى بإحترام، ليقول تشارلى وهو ينظر لـ كيت
" أذن الطبق المعتاد بيرلا؟  "
" نعم، لكن طبقين تلك المرة. "
أخبرته ليومئ لها. شكرته كيت قبل أن يرحل ليحضر طلبهم. نظر هـارى لها قائلا
" لما يدعوكِ بيرلا؟ لوهلة ظننت بأنه قد ظنكِ شخص أخر. "
قامت بإخراج سماعات الأذن، لتخبره ببرود
" هو يُحب أن يدعونى بيرلا. "
وضعت سماعات الأذن ثم قامت بتشغيل أغنية هادئة لـ أريانا غراندى.
" أليست بيرلا تعنى اللؤلؤة بالأسبانية؟ "
تساءل هـارى بعد لحظات، لتخبره ببرود
" نعم. "
" أوه. "
هذا ما تفوه به هـارى بسبب برودها المستمر. تقدم تشارلى وهو يحمل الصحون بين يديه ثم قام بوضعهم أمام كيت وهـارى، لتشكره كيت بلطف قبل أن يرحل.

أنتهى الأثنان من تناول الطعام ثم بعدها بمدة توجه هـارى لدفع الحساب بعد العديد من المجادلات بينهما حول دفعه للحساب ثم رحلا.
ظل هـارى صامتًا، معتقدًا بأن كيت تتجاهله بسبب وضعها للسماعات، لكنها قامت بخلعها قائلة
" كيف هى حياتك کأمير هارولد؟ هل هى كما فى الأفلام والروايات؟ مضجرة! "
نظر لها هـارى وهو يتنهد قائلًا
" أنها أكثر من مضجرة. أنها لعنة، فأنت مقيد ولا تمتلك الحرية بشأن معظم الأشياء، وكل ما عليك فعله هو أتباع قواعد المملكة والإلتزام بعاداتها، ووسط كل ذلك تشعر وكأنك لا تختلف تمامًا عن الدمية. "
" أعلم تمامًا عما تتحدث، لكنك فى النهاية بشر ويجب أن تتعلم كيف تعيش لحظات حياتك كما تريد ومع من تريد. أعثر على من يخرجك من تلك التحكمات، من يكسر قواعد مملكتك وفى نفس الوقت يجعلك تُحب عاداتها. تذكر هارولد بأنك ستزهر مع الشخص المناسب. "
تحدثت كيت وهى تنظر له بلطف، قبل أن تعود ملامحها للبرود مجددًا وتضع سماعات أذنها. أكملت سيرها بينما هو توقف للحظات، ليستوعب حديثها.
تبعها بصمت وهو ينظر لها من حين لأخر حتى وصلا للمنزل. دلفت كيت لداخل المنزل ثم توجهت نحو غرفتها. صعد هـارى خلفها ثم توجه لغرفته.
" ليلة سعيدة كيت. "
تحدث هـارى قبل أن يدلف، لتنظر له قبل أن تغلق باب غرفتها قائلة
" ولك أيضًا هارولد. "

𝐎𝐧𝐥𝐲 𝐘𝐨𝐮 || فقط أنتِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن