{ 1 } السَّعادَة هُنا

38.3K 1.4K 1K
                                    

"الخيال أهم من المعرفة. بالخيال نستطيع رؤية المستقبل"

- البرت اينشتاين -

****************

" يا الهي لم يتبقى سوى اسبوع واحد على موعد نهاية المسابقة، يجب ان اكون مستعداً بشكل جيّد" كان يتمتم كيم تايهيونغ بهذه الكلمات في منتصف الليل وهو يُمسك بلوحة التقويم (الروزنامة) وينظر بشكلٍ مطوّلٍ الى ذلك الرقم المُحاط بدائرة حمراء اللون, الرابع عشر من ايلول ( سبتمبر ).

ترك تايهيونغ مكانه وهرع الى النوم، ولكن عيونه لم تذق طعم النوم بسبب تفكيره المستمر بالمسابقة التي كان يستعد لها منذ سنة تقريباً.

في اليوم التالي استيقظ تايهيونغ باكراً من أجل ان يمارس روتينه المعتاد قبل الذهاب الى المدرسة فهو لا يُفوت ممارسة الرياضة الصباحية لأنها تُمده بطاقة كبيرة وتطرد النعاس والتعب بعيداً.

تترامى ارجله بإتجاه الحمام ليغسل وجهه وينظف اسنانه، بعد ذلك توجه الى الخزانة وارتدى الملابس الرياضية ومن ثم خرج الى المتنزه القريب.
كان تايهيونغ يهرول بمسار دائري حول اشجار ضخمة ويضع في اذنيه السماعات رغم انه لا يستمع الى الاغاني ولكنه يضعها لكي لا يتحدث إليه احد المارة، فهو منعزل قليلاً من الناحية الاجتماعية ولا يُفضل الاختلاط بالاخرين، لذلك يحاول تجنب تكوين العلاقات الاجتماعية بهذا الشكل.

نظر الى ساعة يده وهو يلهث " عليّ العودة الان"
عاد تايهيونغ ادراجه ودخل الى الحمام فوراً من أجل الاستحمام وبعدها ارتدى زيّه المدرسي، وذهب الى المطبخ من أجل تحضير وجبة فطوره البسيطة.

___________________________________

" هيونغ! صباح الخير" صرخ هوسوك من بعيد عندما لمح تايهيونغ يقترب من منزله.
" صباح الخير هوسوك" تكلم تايهيونغ بصوت منخفض.
تعجب هوسوك " ياه! هل انت بخير؟ لماذا صوتك منخفض وملامح التعب ظاهرة على وجهك؟ هل تعبت بسرعة من المدرسة لقد مرّ اسبوع واحد فقط على بداية السنة الدراسية"
تنهد تايهيونغ وابتسم قليلاً " لا تقلق فقد اجتهدت كثيراً بالفترة الاخيرة ولست معتاد على ذلك وتذكر أنها سنتنا الاخيرة"
أكملا سيرهما الى المدرسة التي لا تبعد الكثير من منزلهما.

قهقه هوسوك بخفة " عن اي اجتهاد تتحدث ودرجاتك بالحضيض، ألا تعلم انك من اسوء الطلاب بالصف من السنة الماضية"
نظر له تايهيونغ بتهجم " ألا تعلم أني اذهب الى المدرسة فقط لسببين"
وضع هوسوك اصبعه النحيف على ذقنه يتظاهر بالتفكير " دعني أخمن ذلك" قالها ببهجة وحضن تايهيونغ بين ذراعيه " السبب الاول هو انا والثاني بالطبع انا ايضاً".
نظر له تايهيونغ بإشمئزاز ويحاول ابعاده عنه " بالطبع لا ثم لا، صحيح انك الشخص الوحيد الذي ادخلته الى حياتي ولكني لم اصنفك على انك الاهم ، فأنت بالنسبة إليّ كالقطة الضالة التي تتجول حول منزلي بإستمرار" ونظر له بإمعان وحدق به وهو يصّر على اسنانه واكمل " ومهما قمت بطردها فهي لا تُصغي، عنيدة مثلك تماماً".
فرك هوسوك موخرة رأسه خجلاً " ألا ترى أنك صريح بشكلٍ مبالغٍ به"
لم يعره تايهيونغ اي اهتمام واكمل سيره " مهما يكن".

أنا أتَلاشى | I am fadingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن