{ 13 } قُبْلَة واحِدَة

12.8K 843 401
                                    

" في كل عِبارة نكتبها القليل من الحقيقة و الكثير من الخيال أو رُبما الأمنيات! "

- نبال قندس -

***********

حينها سمعتُ صرير ذلك الباب الصدأ، كنتُ أعرف بأنه سوف يعود ولن يذهب وبتركني هكذا، هل فهم أخيراً ما قصدته بسؤالي؟ لم ألتفتُ وحدّقتُ بالسماء مبتسماً ظاناً أني إنتصرت وسألته مرة أخرى متوقعاً إجابة مختلفة "الغيوم سوداء والسماء حزينة والجوّ بارد، من المحتمل أنها سوف تُمطر، إذا أمطرت، هل سوف تبقى معي هنا؟".

أجابني صوت أجّش مُزخرفاً برجولة " إذا أمطرت، او لم تُمطر، سوف أبقى معك هنا".

ذلك الصوت لا ينتمي لجيمين ولكن تلك الإجابة التي أردتُ سماعها، إلتفتُ بوجهي المصدوم خلفي لم أتوقع بأن أرى جونغكوك، إنه جونغكوك، لقد نسيتُ تماماً بأنني أخبرته أن يأتي هنا.

تسمرتُ بمكاني، ملامحي المصدومة أبت أن تفارق وجهي، كل ما بداخلي يرتعش، جرس الخطر يصرخ بداخلي، يُحذرني، كأنه يحاول سدّ أُذنيّ بشكل متعمد، إقترب مقابلاً مني، يبتسم بإفتتان، سمعته يقول " لم تتوقع جواباً كهذا مني؟".

حركتُ رأسي بالإيجاب وعيوني لا تستطيع الرمش، ولكنه إبتسم بإستخفاف وجلس بجانبي " إجابة الواقع الذي نعيشه مؤلمة ومختلفة، أنت تعلم بأنّي لن أبقى هنا للأبد معك، بضعة أشهر وأتبخر وتُمحى أثاري وربما ذكرياتي".

عُدتُ الى رشدي، إنه جونغكوك، تلك الإجابة لن يقولها جيمين، ولكني لا أريد سماعها من جونغكوك أيضاً، تداركتُ الوضع وتحمحمتُ " أسف، لم أُوجه ذلك السؤال إليك".

إنحرج ونظر للسماء يتفادى نظراتي، أخرجتُ الظرف وقُلت " ما الذي تقصده بهذه الحركة؟".

نظر للظرف وإبتسم، أرخى ذراعيه على المقعد وإستند " ما الذي تعنيه؟ ألم تكن تُريده؟".

عقدتُ حاجبيّ " ولكن أنت ربحت وأنا خسرت ويحق لك فتحه، لماذا لم تفتحه؟".

إلتزم الصمت لثواني، تنهد وكأنه سوف يُخرج آهاته " هل سوف تُصدقني إن قلتُ لك بأني لا أُحب التطفل على خصوصيات أحد؟".

حدقتُ به متعجباً غير مصدق " أنت؟ أنت متطفل من درجة أولى، لقد تطفلت على حياتي ومنزلي".

عيونه الحزينة تبتسم، كانت إبتسامته هذه تُبيح ما بقلبه المهموم " إذاً تذكر جيداً أنا لم أقصد أن أتطفل على عالمك، ولكن أنت من أجبرني على أن أصبح متطفلاً".

أنا أتَلاشى | I am fadingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن