{ 24 } أَخْتَفي لِلْأَبَدِ

15.2K 896 1K
                                    

" بين خيال الانسان وإدراكه ... مسافة لا يُدركها سوى حنينه "

- جبران خليل جبران -

********

وقع الكأس من يوغيوم عندما قال أخوه الحقيقة، حدّق بأخيه مصدوماً وقد إنفرش الزجاج تحت أقدامه " مــ..مـاذا؟".

تدارك هوسوك نفسه ليرتبك ويحاول التبرير " يوغيوم... انا لم أقصد ذلك، أعني...".

قاطعه يوغيوم " أُصمت هيونغ".

صعد يوغيوم للأعلى بصمت مُخيف، وكأنه لم يستوعب الأمر بعد، لقد عذرهُ هوسوك، فمَن سوف يكون بخير بعد أن يعلم أن صديقه مُجرد خيال ووهم.

تنهد هوسوك " هذا ما كنت أخاف منه، أت يتعلق يوغيوم به، وليس يوغيوم فقط بل تايهيونغ الأحمق".
___________________

جيون جونغكوك

كنت على وشك أن أنزل الى الطابق السُفليّ، ولكن هاتفي قد رّن مُجدداً، عبستُ بخفة وتمتمتُ " يوغيوم؟ ما الذي يريده؟".

أجبتُ " يوغيوم، هل تحتاج لشيئ؟".

لقد كانت نبرته جامدة " هل أنت مُتفرغ الآن؟".

نظرتُ الى الساعة التي تعانق الحائط، لقد كانت الرابعة، أجبته بغرابة " نعم".

قال بنبرة مزعجة وكأنه يأمرني " إذاً قابلني بعد نصف ساعة، بالمقهى المقابل للمدرسة".

لم أستطع أن اتجادل معه لأنه اغلق المكالمة بسرعة، هل هو غاضب؟ هل تشاجر مع هوسوك هيونغ؟ هل يا ترى الأمر له علاقة بوالدته؟.

لم أُطّل التفكير كثيراً، بدلتُ ملابسي وهَمَمْتُ بالخروج إلا ان صوت تايهيونغ هيونغ قد أوقفني " إلي أين أيها الأرنب؟".

إلتفتُ نحوه " سوف أخرج لأقابل يوغيوم".

إقترب منّي وهو يضُم شفتيّه " تخرج هكذا دون إذني؟".

إبتسمتُ بخفة " إني على عجلة من أمري".

إقترب منّي ونفى برأسه بخفة وعانقني " ذلك ليس مُبرراً عزيزي".

إني حقاً أشعر وكأني احلم عندما اراه يتصرف معي هكذا بكل لُطف، بادلته العناق لمدة طويلة، حتى تذكرتُ يوغيوم، إبتعدتُ عنه وقبّلتُ وجنته " يجب أن أذهب الآن، فهو ينتظرني".

ركضتُ الى الخارج وانا اسمع قهقهتُه الطويلة،  قصدتُ ذلك المقهى حتى وجدتهُ، نظرتُ من الواجهة الزجاجية، لقد كان يجلس يوغيوم على إحدى الطاولات ويعبثُ بهاتفه مُتجهماً، دخلتُ الى المقهى بهدوء، وملامحي ثابتة، لا اعلم حقاً لما أشعر بشعور سيئ.

أنا أتَلاشى | I am fadingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن