كان في الخارج حديقة كبيرة ورائعة.. ومن خلالها يمتد طريق صغير وقال الجندي وهو يفتح غطاء عينيه ..
- أنا الجندي الأبيض ..وأدعى جاميان..
نظرت إلى عينيه هي نفسها لكنها كانت أرجوانية اللون .. سرى بعض الخوف في جسدي وقلت بدهشة :
- أنت غريب الأطوار فعلاً..
- لماذا؟
- إن لون عينيك غــ ...
- أعرف، قلت لك .. أنت الآن لست في الأرض.. أنت في مكان آخر جميل ويشبه الكوكب الأرضي ..
قلت ساخرة:
- حقاً؟ حسنا .. لماذا لا نطير؟
- قلت إنه يشبه الأرض!
- ولماذا أنتم لاتشبهون سكان أهل الأرض؟؟
- .......................................
- آه أظنك تضع عدسات لكي تخيفني!
- ........................................... (ظل يسير بصمت)..
توقفت عن السير ونظرت إليه وقلت :
- حسنا .. لما لا تريني وجهك؟؟
- لا أستطيع..
- لماذا؟؟ هل مخك بارز؟ هل أنت بشع وممل؟ هل أنت تشبهنا أم أن كوكبك الجميل فقط؟
توقف لينظر إلي وصمت للحظات ثم قال:
ملك "بانشيبرا" العريقة إنه شاب لطيف جداً وقد ورث الحكم قريبا جدا لكنه لم يتوج بعد.. مازال مستاءا من موت والده الملك الراحل .. لم يستطع أي شخص إزالة ذلك الحزن .. ويخشى رئيسي أن تعم الفوضى في بانشيبرا بسبب انعزال الملك الحالي..
عاد للصمت فقلت ساخرة :
- أكمل تبدوا قصة جيدة..
قال الجندي الأبيض بجدية :
- عرفت أخيرا شقيقته الأميرة لوليانا حل ذلك الملك ..
- وما هو؟
- فتاة من الأرض..
زفرت بضيق ولم أفهم ..تأكدت من أنه مصاب بمرض نفسي عقلي ومتأزم جدا وحالته خطيرة ويجب نقله لمصحة الأمراض العقليه قريبا ،، ويحب تألف القصص الغريبة أيضا.. ولكنني قلت بضيق :
- ما علاقتي بالملك وبانشيبرا تلك..
- سأخبرك .. عندما كان الملك صغيرا ، سُمح له بالذهاب إلى الأرض.. وأحب ذلك الكوكب العجيب .. يجب أن نجعله يخرج من عزلته بإعادة الذكريات الجيدة إليه .. أرجوك ساعدينا..
صحت بغضب :
- ولماذا أنا..؟؟
قال بهدوء:
- لأنك أعجبتني.. أنت الأفضل..
- وما أدراك هل شاهدت كل بنات العالم؟
- لماذا لا تساعدينا؟؟
- من حقي أن أرفض..
صمت قليلا ونظر خلفي .. أنا أيضا شعرت بشيء يقترب من وراء ظهري فالتفت ..كان هناك رجل يقترب، نظرت له بدقة..
شعر بني وأنف طويل .. كان شكله مخيفا بعض الشيء وتلك.. آه كانت عينيه واسعتين وحمراوين.. يا للهول!! لم أرى لون عينين أحمر من قبل بها الصفاء المرعب..
نظر إلى الجندي ثم قال بصرامة :
- جاميان .. لقد انتهت مهمتك .. هيا عد إلى عملك السابق في الحراسة أنت ستأخذ مكان تالتن ..
ظهر أشخاص آخرون يتبعون الرجل، كانوا لا يرتدون الأقنعة ويحملون الأسلحة ولم يبد أنهم عاديون فقد كانوا طوال القامة ويمتلكون ملامح غريبة ومتجهمة لم أرها من قبل..
نظر إلي جاميان وغطى عينيه ثانية ثم قال وهو يمد يده لمصافحتي :
- تشرفت بمعرفتك!
صافحته فوضع ورقة مطوية صغيرة في يدي وضغط عليها ، ثم رحل .. وبدون أن يلحظ أحدهم أخفيت الورقة في جيب بنطالي وسرت مع الآخرين وأنا أراقب الجندي الأبيض وهو يبتعد.. لا أدري لماذا شعرت بالخوف وودت لو يعود فيصحبني! أظن أنني كنت قد بدأت أرتاح إلى حديثه الهاديء .. مع أنه كان مجنونا ! لكن يمكن السيطرة عليه ..
أنت تقرأ
الجندي الابيض للكاتب "ايرومي "
Adventureلم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق: - أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن.. - ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟ شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ: - ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ث...