البارت 46

207 14 1
                                    

في اليوم التالي توجهت إلى المكتبة حتى أقوم بشراء بعض المذكرات إستعداداً للعودة إلى الجامعة ..
عندما عدت للمنزل كان عمي مايكي بانتظاري وجلست إلى جواره ثم تحدثنا عن جامعتي وعن الأستاذ تشارلز الذي كان يضع للطلاب درجة الصفر في كل الاختبارات ..
ابتسمت وانا اتخيل ورقتي بالصفر .. فقال عمي :
- لندا .. 
- نعم يا عمي؟
- ماذا ستقولين لجيمس .. هل سترفضين ..
تنفست ببطء وقلت بحزن:
- لا أعلم .. أشعر بحيرة شديدة وعدم الرغبة في التفكير بأي شيء ..
- مازلت تفكرين في جاميان ..
- نعم .. لم استطع نسيانه ..
- هذه الأمور تتطلب وقتا ،، لكنك ستبدأين بنسيانه إن انشغلت مع جيمس فهو شاب رائع ..
بداخلي رفضت كل مايجري ولكنني قلت لعمي مايكل :
- سأحاول .. لكنني لا أعدك ..
خرجت إلى الحديقة وتصفحت إحدى الجرائد اليومية .. كانت الأخبار دائما كما هي .. حروب ومجاعات وجوائز وفنانين وغيرها .. ليست هناك أخبار جيدة ..
شعرت بأحدهم يسير من الخلف على الحشائش متجها نحوي فوضعت الجريدة وقبل أن التفت وضع ذلك الشخص يده على عيني ..
تحسست يديه وقلت :
- مايكي .. هيا كف عن هذا لا أحد غيرك يفعل ذلك ..
سمعت صوت عمي مايكي الذي أبعد يديه وهو يضحك ثم قال:
- لقد حضرت لك مفاجأة ..
- حقا؟
- نعم ..
نظرت إلى وجه عمي وقلت :
- أرجو أن لا تكون المفاجأة شيء أتزوجه أو شيء آكله فقد سئمت كل هذا ..
ضحك عمي وقال :
- حسنا يا فيلسوفه .. إنه شيء جميل .. وأنت تحبينه ..
- وماهو؟
سار عمي متوجها نحو بوابة الحديقة وقال :
- ستخرجين معي قليلا يا آنستي اللطيفة ... 
ابتسمت وقلت :
- حسنا مايكي .. محظوظة تلك التي تخرج بصحبتك .. 
خرجت وتوجهت مع عمي مايكل إلى مطعم فخم ... وبعد أن جلسنا على طاولة بستة كراسي قال عمي :
- لقد دعوت شخصا ما لحضور العشاء ..
قلت وأنا أنظر إلى قائمة الطلبات :
- إنه شيء آكله, ولقد دعوت شخصا أخشى أنه شيء أتزوجه!! صدقني لقد فعلت الشيئين المحظورين .. وما هذه الطاولة .. إنها كبيرة على ثلاثة أشخاص ..
ضحك عمي ثم نظر خلفي وقال :
- لقد وصلا ..
كنت متشوقة فعلا لأرى الشخص الذي سيتناول معنا العشاء وخشيت أن يكون جيمس لكنني تفاجأت فعلا وسقطت قائمة الطلبات من يدي ..
لم أصدق عيناي ..
كانت صديقتي "بريا" ومعها شاب هندي آخر .. يبدو هنديا ولكنه لطيف ويشبه بريا كثيرا .. وقفت وركضت نحوي بريا فعانقتها بسعادة ..
لم أصدق انني أراها مرة أخرى ..
سلم علينا الشاب وعرفتني بريا عليه :
- إنه شقيقي باتيل وهو يدرس هنا في انجلترا ..
كنت أشعر من البداية أنه شقيقها ...
جلسنا نحن الأربعة حول الطاولة ونظرت إلى عمي ثم قلت :
- إنها مفاجأة جميلة بالفعل .. لقد أخفيتم عني هذا ..

ابتسمت بريا وقال عمي مايكل : 
- أجل ... ظننتها مفاجأة سارة .. أم ماذا؟
- إنها رائعة ..
تكلم باتيل أخيرا :
- ستبقى بريا هنا معي لبعض الوقت ثم ستعود إلى الهند ..
ابتسمت بريا مجددا وقالت :
- إن أخي باتيل يلبي لي كل ما أطلبه ..
ضحكت أنا وعمي ...
وقال عمي :
- اليوم هو يوم المفاجآت السارة .. لأنني دعوت شخصا آخر ..
قلت باندهاش :
- من هو ؟ لا أظن أنه سيكون مفاجأة مثل بريا وشقيقها أبدا ..
ضحكت بريا وقالت تحدث عمي :
- هل تقصد ذلك الشاب الذي قابلناه صباحا ..
هز عمي رأسه موافقا وقال باسما :
- أجل .. لكن لا تخبري لندا ..
-------------------------------------------------------------------

الجندي الابيض للكاتب "ايرومي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن