نظرت باندهاش وأنا أرى الملك يقف أمامي وخلفه بعض الجنود ومعهم روسو..
لم أقل أي كلمة .. ولكنني تمسكت بإيموكيا جيدا والقيت نظرة على جيرودا النائم.. وظل الملك ينظر إلي وعلى وجهه ابتسامة غريبة ..
ثم قال فجأة:
- لندا .. انا لا أريد أذيتك .. هيا سلميني القلادة فورا ..
دخل المزيد من الجنود وامتلأ المكان بهم فقلت وانا أمسك القلاد جيدا :
- مستحيل!
ذهل الملك من ردة فعلي واقترب روسو مني فصحت:
- لا .. لاتقترب أكثر ..
رد روسو وهو يتابع الاقتراب ببطء:
- لا يمكنك استخدامها ضدنا .. أنت لا تعلمين كيف تعمل ..
- بلى أعرف .. لا تجعلني أتهور ..
أجبت بقوة وقلبي يرتجف من الخوف وتوقف روسو عن الاقتراب وهو مصاب بحالة من الذهول ..
ضحك الملك ضحكة شريرة وقال :
- أنت لا تفهمين أي شيء فأنت تعرضين حياته للخطر!
تساءلت بخوف:
- حياة من ؟؟ أنت قاتل .. لقد قتلت والدة تالتن..
نظر الملك باسما وقال:
- انا لم أقتلها .. إنها إشاعة، ولم أقتل راجوي ..
نظرت بذهول فتابع الملك مبتسما وهو يقول ببطء :
- ولم أقتل .. لوليانا ... ولم .... أقتل اوليسى ..
لم أصدق حديثه وقلت :
- أنت ملك ******************************** . .. و !
وفي الحال رأيت راجوي تصعد الدرج وخلفها لوليانا ..
شهقت بدهشه وسقطت ايموكيا من يدي محدثة رنينا على الأرض..
ثم ظهرت أوليسي خلفهما بعد لحظات .. لم أصدق ماتراه عيناي ثم صعدت والدة جاميان وجيرودا أيضا ..
كان الملك يراقب ردة فعلي وأشار خلفي فالتفت بسرعة لأرى جيرودا يقوم واقفا وهو ينظر الى بابتسامة ثم قال بقوة غريبه وهو يفتح عينيه جيدا:
- أنا .. لم أكن مصابا حقا .. أنا آسف،، لقد كانت مؤثرات جيدة ..
أحتبست الدماء في عروقي ونظرت إليهم بعدم فهم .. وألم ..
ماذا يحصل من حولي ..
لم أستطع ان أقول شيئا وعادت الدموع تشق طريقها فقال الملك وهو يقترب :
- لقد كنا نحاول اسعادك فحسب .. كانت مجرد دعابة كبيرة .. في الحقيقة أنا لست ملكا ...
هززت رأسي رافضة لما يحصل وقلت بصوت مرتعش :
- كل الخوف الذي عشت فيه ... كان دعابة .. سمجة و********************************ة ..
رأيت جاميان يصعد الدرج ونظر إلي ثم قال:
- أنا آسف لأنني اشتركت في هذا .. آسف لندا .. لقد كانت قصة جيدة،،
ثم أشار إلى جيرودا وتابع :
- إنه ليس أخي حقا .. يدعى كريس ...
قلت وأنا اشعر بالإهانه وتحول حزني إلى غضب شديد :
- كيف .. كيف تجرؤون على خداعي بتلك الطريقة ... أنا لن أسامحكم أبدا ..
اقترب جيرودا من خلفي وقال :
- لقد كنا نحاول مداعبتك فحسب .. لما لا تمتلكين روحا مرحه!
نظرت إلى الضمادات التي وضعتها لاوقف جروحه المزيفه ولم أستطع تمالك نفسي فصفعته ..
ثم استدرت ونظرت إلى لوليانا وراجوي .. وأوليسي ..
نظرت إلى جاميان والألم يعتصر قلبي وصرخت بوجهه:
- ممثل ******************************** .. أريد العودة إلى وطني ..
ابتسم جاميان ببرود وقال أمرجيز :
- في الحقيقة لقد ابتعدت بضعة كيلوات عن منزلك لا أكثر وإنما كانت هذه دعابة قويه من جيمس .. فقد كان ذلك استوديو مجهزا ..
شعرت بخطوات فنظرت خلفي ورأيت جيمس يقترب وعلى وجهه ابتسامه كبيره ..
وتمتمت :
- مجرد ******************************** يمتلك المال ويخدع الآخرين ... أقسم أنني سأريك ..
لندا ... هل أنت بخير .. لندا .. استيقظي أرجوكِ ..
فتحت عيني بتعب ورأيت وجه جاميان ينظر إلي بقلق فأفقت بسرعه وانا أنظر إليه بعدوانيه .. كنت مستلقيه على أريكه ..
ولكنني في اللحظة التاليه اكتشفت أنه كان مجرد كابوس مرعب .. وقلت وانا التقط أنفاسي :
- لقد كنت أحلم حلما سيئا جدا ..
قال جاميان برقه :
- كان يبدو ذلك واضحا ،، لذلك أيقظتك ..
ثم نظرت إلى الأريكة الأخرى، كانت بعيدة وكان هناك رجلان يقفان على راس جيرودا وقد خلعا عن نصفه العلوي الملابس السوداء والدرع الفضي وظهر جسده المليء بالجراح فقال جاميان :
- لقد أحضرت أطباء من أجل جيرودا .. يقولون أن حالته خطيرة جدا ..
تساءلت :
- كم مر من الوقت .. وأين سبيرسو ؟؟
- عندما عدت وجدتك نائمة على الأرض بجانب أريكة جيرودا وبيدك ضماده مبللة فحملتك إلى هنا وتولى الأطباء علاج جيرودا .. لم تكملي العشر دقائق منذ عودتي ،، وسبيرسو داخل هينوا .. إنه يعدها للرحلة ..
كنت مازلت مستاءة من الكابوس فتسائل جاميان :
- هل كنت موجودا في الحلم السيء؟؟
نظرت إلى جاميان وحاولت أن ابتسم وقلت :
- لماذا تسأل..؟؟
- تنظرين إلي بشك وغضب .. وعندما فتحتي عينيك شعرت أنك تريدين قتلي..
- (ضحكت) .. لا تشغل بالك إنه مجرد حلم غبي لا يمكن أن يكون حقيقيا!
- هذا جيد ، المهم أنك لا تبغضينني بسببه!
ابتسم جاميان بلطف وبادلت ابتسامته بأخرى ، ثم وقف واتجه ناحيه الأطباء ولكنه توقف في منتصف الطريق وقال بامتنان :
- اشكرك على العناية بأخي ...
قلت بجديه :
- إنه أخي أيضا يا جامي .. أرجو أن لا تنس ذلك أبدا ..
ابتسم جاميان وهو يهز رأسه موافقا لكلامي ثم أكمل طريقه،، كانوا يجرون الخياطة للجروح ولم أحب المنظر كثيرا ففضلت الابتعاد ووقفت عند السور الحديدي المطل على المركبة هينوا، كانت مركبة كبيرة ورائعة وقد كتب عليها هـ يـ نـ و ا بحروف كبيرة وبعيدة عن بعضها مما أثارإعجابي ..
كنت لا أريد لجاميان أن يحزن ثانية، يكفي أنه فقد والدته بسببي ..
ودعوت الله في قلبي أن يحمي جيرودا .. كنت خائفة جدا من أن نفقده ..
سيسبب ذلك أزمة كبيرة لجاميان .. ولي أيضا فأنا أقدر ذلك الشاب كثيرا، لكنني غضبت لأنني صفعته في الحلم !
ذلك الحلم اللعين يجعلني مضطربة جدا ولكنه سيزول تأثيره قريبا مثل كل الكوابيس، ونظرت إلى الأريكة فوجدت الكتاب الكبير والقلادة موضوعة إلى جانبه بعناية ..
تذكرت والدة جاميان الرائعة .. لقد هربت أنا مثل الحمقاء الجبانه وتركتها تواجه الموت بسببي .. أعتقد أنها لم تسامحني قبل موتها ..
اقترب جاميان من خلفي وقال بالهمس:
- لقد أوصت بالكتاب لكي .. وهذا معناه أنها تحبك كثيرا ، ذلك الكتاب كان غال على قلبها ...
التفت مندهشة وقلت باستغراب :
- أنت تعرف ؟؟ كيف ..
نظر لي جاميان وقال :
- وجهك معبر.. أنا لا أقرأ الأفكار ولكنني أشعر بما تفكرين فيه أحيانا ..
تذكرت ما سمعته عنه وعن رهافة الحس وقلت :
- أنا حقا معجبة بذلك ..
اقترب ووقف إلى جواري ثم قال:
- معجبة بماذا .. بي؟؟
- هيا .. كف عن هذا.. لا تحاول سحب الكلام مني أيها المتحاذق ...
- هل أنت معجبة بقرآتي لأفكارك ..
- أنا التي سمحت لك بقرآتها .. لا تكن مغرورا ..
ضحكت و ضحك جاميان أخيرا وصمت للحظة وهو ينظر باتجاه جيرودا الذي كان نائما وتسائلت :
- أين ذهب الأطباء ؟؟
- لقد عادوا من حيث أتوا .. إنهم أصدقائي .. وهم لن يخبروا أحدا بذلك ..
- هذا جيد .. أتمنى أن تتحسن صحة جيرودا..
تنحنح سبيرسو لينبهنا إلى قدومه ثم تسائل :
- كيف هي حالة تالتن الآن ؟؟ هيا جاميان عليك أن تخبرني كيف أصبح تالتن أخوك فجأة .. وكيف تحول اسمه إلى جيرودا؟؟
ابتسم جاميان بلؤم وقال :
- كنت أقصد أنه أخي في الدم والوطن ..
نظر سبيرسو بشك وقال مازحا وهو يلوح بسبابته مشيرا إلى جاميان :
- أعرفك عندما تكذب .. يمكنك أن تخدع الكل عداي ..
ابتسمت وشاهدت الموقف بصمت .. اعترف جاميان أن جيرودا هو شقيقه قال لسبيرسو قصة فراقهما بإيجاز ، ظلا يتحدثان لبعض الوقت، بينما توجهت أنا إلى الاريكة التي تحمل جيرودا ونظرت إلى وجهه المتعب ، شعرت أنه فقد بعض الوزن لكن عضلاته كانت مفتوله وأدهشتني لأنها كانت غير واضحة عندما كان يرتدي الزي العسكري ..
فجأه شعرت أنه لا يتنفس ..
تحسست نبضه ..
التقطت انفاسي براحة ..
كان يبدو لي نبضه منتظما واسعدني ذلك جدا .. لقد توهمت أنه لا يتنفس فعلا ..وبعد قليل جلست على الأريكة أتصفح وأشاهد خريطة الأرض .. عندما أحسست بجاميان يجلس بقربي نظرلي للحظة ثم نظر في الكتاب وقال :
- إنها الأرض .. هذه هي بلدك إنها هنا ..
أشار جاميان إلى الموقع الصحيح تماما فابتسمت ثم نظرت إليه وقلت :
- أنت تعرف الخريطة جيدا ..
نظر لي بلطف وقال :
- كان علي ان أحضر أجمل وأروع وأذكى فتاه .. ولكن ..
قلت باستغراب :
- ماذا ؟ ..
ضحك جاميان وهو يقول برومانسية :
- لقد أحضرتها بالفعل .. وذلك جعل حياتي مرهونة بها ..
نظرت حولي وقلت لكي أغير الموضوع :
- صحيح أين سبيرسو؟؟
- أنت مهتمة به وكأنه ولدك التائه .. ولكن لا بأس .. لقد ذهب ليحضر بعض الطعام فنحن لم نأكل شيئا ..
أغلقت الكتاب ورجعت للخلف مريحةً ظهري على الأريكة ، بينما وقف جاميان وتوجه أمام بعض الأجهزة يفعل شيئا ما لا أدري كنهه ..
وعاد سبيرسو بعد وقت قصير محملا بأكياس الطعام وهو يقول بسرعة فزعا:
- يبدو أنهم سيأتون إلى هنا .. أظن أن علينا الرحيل بأسرع وقت ممكن ..
قال جاميان باهتمام :
- أين سمعت ذلك؟؟
- سمعت بعضهم يتحدث في المتجر عن سرقة ايموكيا ،، الجميع يتهمك بذلك ويتحدثون عن هروب لندا وأن الملك سيرسل جيش بانشيبرا للتفتيش عنكم في منطقة سلاو- هينوا ..
قال جاميان باكتئاب :
- الجيش ؟؟ لقد أصبح موقفنا صعبا ياصديقي .. هيا سبيرسو عد إلى منزلك، لقد ساعدتنا بما فيه الكفاية إنهم لا يعلمون بأمرك ويمكنني قيادة هينوا ..
ثم نظر تجاهي وقال باسما :
- سوف تعتني لندا بي وبجيرودا ، أنا أعرف ذلك ..
نظر سبيرسو بقلق وقال معترضا :
- لا .. لن أذهب إلى أي مكان .. سأذهب معك ..
اقترب جاميان ووضع يده على كتف سبيرسو وقال بصرامه :
- لا مجال للنقاش ، هل تريد والدتك أن تموت إذا فقدتك .. هيا وخطيبتك أيضا، إنها فتاة طيبة وبحاجة إليك ..
فترة صمت وتبادل نظرات ثم قال جاميان بحزم :
- سبيرسو .. أنا آمرك بالعودة ..
نظر سبيرسو بحزن إلى جاميان ثم قال بعينين دامعتين :
- سأشتاق إليك .. يا صديقي ..
ثم عانق سبيرسو جاميان بقوة وجاميان يقول :
- لن أنساك أبدا ، ولا تنس أن توصل سلامي إلى بيكا ووالدتك ..
هز رأسه موافقا ثم توجه ناحية جيرودا ونظر إليه نظرة أخيره حزينه وانصرف بسرعه نازلا السلم الحديدي ..
صاح جاميان :
- شكرا على الطعام ..
ووقف جاميان متأثرا للحظة ولكنه انتبه في اللحظه الأخيره وقال:
- هيا علينا أن نسرع بقدر الإمكان ..
ثم اتجه فورا ناحية جيرودا وحمله بعد بعض المعاناه لأن الجروح كانت تملأ جسده، واتجه به ناحية المركبة .. وقال بصوت محبوس :
- أحضري أكياس الطعام واصعدي خلفي ..
بسرعة تحركت وحملت الأكياس ثم أخذت الكتاب والقلاده و صعدت خلف جاميان الذي وضع جيرودا على أقرب سرير وصل إليه .. قام جاميان بربط جيرودا جيدا ببعض الشرائط و الأحزمة الموضوعة في السرير ..
وضعت الأكياس على الأرض واقترب جاميان مني ثم قال :
- الآن ستتحررين يا مالكة قلبي!
نظرت بعيدا لكي أخبيء خجلي .. وقلت وقد احتبست أنفاسي :
- شكرا .. لك ..
ثم أمسكت بكف جاميان ووضعت فيه قلادة ايموكيا وقلت :
- لقد كاد جيرودا أن يضحي بنفسه من أجل ايصالها إليك ..
ابتسم جاميان ثم أخذها وعلقها حول رقبتي وقال :
- انا سأخبئها هنا ... فهو مكان جميل وآمن ..
ابتسمت فأمسك جاميان بيدي وسحبني نحو قمرة القيادة ..ثم أجلسني إلى جانبه وقال :
- ستكونين مساعدتي عند الانطلاق ..
- نعم .. هذا يشرفني أيها الجندي الأبيض ..
قام جاميان بتشغيل المركبة الكبيرة ولكن سرعان ماسمعنا صفاره داخل المركبه، ثم تحولت الإضاءه للون الأحمر ونظر جاميان بقلق إلى عداد موضوع داخل المقود ..
اتسعت حدقتا جاميان في رعب وصاح :
- لقد وضع أحدهم مفجرا ...
كان أمامنا بالفعل عشر دقائق فقط ...
وقفت وأنا بغاية الذهول وعاد جاميان وصاح برعب :
- أسرعي ليس لدينا متسع من الوقت ! علينا أن نركض ... سوف تنفجر هينوا ...
أنت تقرأ
الجندي الابيض للكاتب "ايرومي "
Pertualanganلم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق: - أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن.. - ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟ شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ: - ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ث...