ندهشت ليلي وقالت :
- لماذا؟
قلت وانا انظر في البطاقات :
- أنا احاول استعادته فحسب .. اريد ان اعرف ما الذي جرى له ..
تسائلت أليس :
- وكيف التقيت به ؟؟
- في لندن ...
- وماذا كان يعمل ..
- لا أعلم عنه المزيد ..
قلت ذلك ثم انطلقت نازلة السلالم تتبعني الفتاتان المتعجبتان ،، وتوجهنا من فورنا إلى مزرعة الخيول ركضا ..وعندما وصلنا إلى هناك كان جاميان يدخل الخيول إلى الاصطبل وعندما رآنا دخل بسرعة إلى المنزل وترك الخيول .. فقالت ليلي :
- يبدو أن وليام أمره بعدم التحدث إلينا ظنا منه أنه ضايقك ..
كنت أشعر بألم شديد على جاميان الذي تغير وصار يخاف من الأوامر ،، تذكرت جسر الرؤوس الذي تداولته الألسن ، أين ذهبت كل القوة والشجاعة ..
لقد تغيرت يا جاميان واصبحت شخصا لا اعرفه !!طرقت أليس على باب المنزل صاحت :
- هيا سايمن! بربك كف عن هذا واخرج ،، الآنسة تريد التحدث إليك ..
فتح جاميان الباب ببطء ونظر لنا بنصف وجهه من خلف الباب ثم قال بخفوت :
- لا يسمح لي بالتحدث مع الفتيات ..
قلت بسرعة :
- أهذا أمر آخر من روسو؟
شهق جاميان بطريقة غير متوقعة وأغلق الباب بقوة حتى أن بعض الغبار قد انتشر على ملابسنا .. وقالت ليلي بخوف :
- أخشى أن تصيبه الحالة ..
لم أعر ذلك الأمر اهتماما ،، وتوجهت نحو الباب بحزم ثم طرقته بعنف وصحت :
- جاميان ،، افتح الباب ... لا تكن هكذا .. ضعيفا ،، ليس هذا هو المقاتل الذي أعرفه ،، جاميااااااااااان افتح ..
أمسكت ليلي بذراعي وقالت متوسلة :
- أرجوك سوف يصاب بالحـ ...
قبل أن تكمل كلمتها فتح جاميان الباب وانقض علي ،، ركضت الفتاتان المفزوعتان وأمسك جاميان برقبتي بقوة وأطاحني أرضا وظل يصرخ :
- أنت لا ... تتدخلي ... هذا ليس من شأنك .. ليس من شأنك .. انا لست ضعيفا ولست أنا .. أنا لست أنا ... أنا ... لست ...كنت أختنق وسمعت صراخ الفتيات من بعيد،، كان وجه جاميان شرسا جدا لدرجة لم أرها من قبل وسقطت البطاقات من يدي وحاولت أن أقول شيئا ولكنني لم أستطع .. لقد أصيب جاميان بحالة هيستيرية حقيقة لا أعرف ما سببها ..
صرخ وشد على رقبتي :
- ليس من شانك .. ليس من شأنك ..
نزلت دموعي رغما عني وقلت بصعوبة شديدة حتى كاد صوتي لا يخرج :
- جـ .. جامي أنا ... لـ .. لندا ...
اتسعت عينا جاميان كأنما كلماتي خاطبت شيئا ما في عقله الباطن ،، وترك رقبتي أخيرا ثم ركض بسرعة إلى داخل المنزل وهو يتخبط في الجدران والأبواب ،، نظرت حولي فرأيت ليلي تمسك بعصا كبيرة كانت تود ضرب جاميان بها ..
وعندما بدأت التقط أنفاسي القت ليلي بالعصا ،، وركضت نحوي وهي تقول وصوتها يرتجف :
- هل انت بخير ؟؟ لقد ذهبت أليس لتحضر النجدة ..
نظرت إلى ليلي بشرود ثم أخذت البطاقات التي سقطت مني وركضت إلى داخل المنزل ألحق بجاميان وليلي تصرخ وتحذرني ...
لا أدري ماذا أفعل .. كنت أحبه ولا اريد رؤيته بهذا الحال ..
رأيته يجلس على أريكة كبيرة أمام شرفة تطل على الاصطبل البعيد .. كان يتنفس بسرعة ويخرج صوت تنفسه عاليا كأنما يشهق من كثرة البكاء ..
اقتربت خلفه وقلت بهدوء :
- جامي .. أنت أقوى من كل هذا .. أقوى من كل ما يحصل معك ،، يجب ان تتذكر أرجوك .. أنت ثروتي الوحيدة .. هيا ماذا يعني لك أنك حصلت على لقب الجندي الأبيض ؟؟
لم يلتفت جاميان نحوي وظل على وضعه فالتفت وواجهته .. نظرت إلى وجهه كان الانفعال والخوف يملأ ملامحه الجميلة وأعطيت له بطاقته وسألت :
- من هذا ؟
نظر جاميان بصعوبة إلى البطاقة ولم يرد .. فكررت :
- أرجوك .. من هو؟
قال بصعوبة :
- إنه أنا ...
ابتسمت وقلت بلطف :
- هذا رائع .. حسنا ومن هذا ؟
ناولته بطاقة جيرودا فأمسكها وحدق بالصورة لبضع ثوان ثم قال :
- لا .. أعرف ...
قلت بإصرار :
- بلى .. أنت تعرف ..
عاد ينظر على وجهي وظهر الانفعال عليه وصاح :
- لا اعرف ، لا اعرف ،، لاااااا اعررررف ..
صرخت :
- بلى .. انت تعرف ..
صرخ جاميان بصوت مرتعش :
- ماذا تريدين مني ...
جلست على الأرض بتعب ورميت البطاقتين أمامه ثم سمعت صوت خطوات تدخل إلى الصالة وبعدها صوت عمي :
- لندا .. ماذا تفعلين ..
نظرت إلى عمي بتثاقل وقلت بإصرار :
- أرجوكم دعوني اتحدث معه لبعض الوقت ..
قال وليام معترضا :
- لا تكوني مجنونة .. هيا اخرجي ..
أنت تقرأ
الجندي الابيض للكاتب "ايرومي "
Adventureلم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق: - أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن.. - ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟ شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ: - ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ث...