كنت أصعد وأصعد واقتربت قمة الجبل أخيرا ... ولكنني قبل أن أصل رأيت تالتن يقف على القمة وينظر إلي باسما ..
هل هذه بسمة الانتصار؟؟ كان يفصل بيني وبينه متر واحد فقط .. فكرت أن اترك يدي وأسقط وبالفعل تركت يدي ولكنه أمسكني بسرعة ..
صرخت :
- دعني يا تالتن .. دعني ..
هتف تالتن بصعوبة وهو يسحبني:
- لا مستحيل... أنا لن أخذل جاميان ..
بدأت أبكي وأنازع حتى يتركني ولكنه كان قويا جدا وسحبني رغما عني مع ان الهواء كان شديدا بالأعلى وصاح تالتن وهو يهزني :
- انت أيتها الغبية هل تريدين قتل نفسك ؟
صرخت وأنا أحاول أن أتملص منه:
- الموت أفضل لي من البقاء معكم ...
عاد يصرخ تالتن وهو يحكم قبضته علي :
- لا ... سيعيدك جاميان إلى الأرض لقد وعدك .. لا أحد يعرف إنني وجدتك ، جاميان قتل الجنود على البوابة حتى يعطيك فرصة للهروب .. اسمعي ...
التقط تالتن أنفاسه ثم عاد يقول :
- عودي معي سوف نجعلك تهربين أنا وجاميان اتفقنا إننا لن نعيدك إلى الملك مرة ثانية، لا تخافي ..
توقفت عن الحراك فتركني تالتن ..ونظرت إليه بشك .. هل يقول الحقيقة؟؟ أم انه...؟
ابتعد قليلا ثم أخرج جهازا من جيبه وهو يراقبني بحذر ثم ضغط أزرارا وقال:
- جامي .. لقد وجدتها تعال بسرعة نحن على قمة افريدوتيا ...
سمعت صوت جاميان من خلال الجهاز :
- ماذا ؟؟ وماذا تفعلان بالأعلى؟؟ كيف صعدتما ؟؟
- جاميان ... تعال خذنا وكف عن الكلام .. لقد أقنعتها بصعوبة ألا ترمي نفسها هيا بسرعة وإلا سأنتحر معها ..
شهق جاميان مفزوعا وأغلق الخط ..
ونظر لي تالتن مبتسما وقال :
- كنت أصعد إلى خلفك طوال الوقت .. ولكنك عندما توقفت للراحة سبقتك إلى
هنا ..
نظرت بخوف وقلت :
- كيف لم أشعر بك؟؟
- كنت بعيدا عنك .. وحاولت إلا تريني لكنك كنت تبكين طوال الوقت.. لم استطع ان احدثك لأن جاميان لم يكن مستعدا لاصطحابك بعد ..
هدأت قليلا وجلست على أحدى الصخور المسطحة، ظل تالتن واقفا ينظر إلى كل مكان يبحث بعينيه عن جاميان ..
مرت عشر دقائق ورأيت مركبة طائرة تقترب فقال تالتن :
- هيا تمسكي بي .. إنه جاميان لقد جاء أخيرا ..
اقتربت وأمسكت بسترة تالتن .. كان الهواء شديدا بسبب المروحة الموجودة بالطائرة، كانت تشبه المروحية (الهيلوكوبتر) ..
أدخلني تالتن أولا وجلست في الخلف .. ثم جلس إلى جوار جاميان .. أغلقت الأبواب مرة ثانية اتوماتيكيا .. وألقى جاميان نظرة خاطفة علي ثم قال بسعادة:
- هل كنت تودين الانتحار حقا؟؟ هل نسيتي الوعد الذي قطعته لك؟؟
شعرت بالراحة وقلت :
- لا ولكنني وصلت إلى مرحلة لم أعد أثق فيها بأي شخص ..
التفت تالتن لينظر إليّ وعلى وجهه نظرة شريرة ثم قال :
- في الحقيقة ... لقد استدرجناك حتى نعيدك إلى الملك، هل تظنين أننا نضحي بألقابنا ومراكزنا من أجلك !
-----------------------------------------------------------------------انخلع قلبي ونظرت بخوف .. يأسا عجيبا احتل كياني وتمتمت بألم:
- خونة!!
نظر جاميان إلي ثم عاد ينظر أمامه وقال :
- هل صدقتي حقا أننا سنسلمك للملك .. لقد كان تالتن يمزح معك ، ولو كان يتكلم حقا لشققته إلى نصفين ونتبرع بكبده للمحتاجين .. وقلبه لي !!
ضحك جاميان وتالتن بشدة وشعرت بالغيظ فقلت وانا انزل دمعة مكبوتة :
- أقسم أني سأضربك يا تالتن...
قال جاميان :
- هل أغضبك؟؟ حسنا سأريه ..
فتح جاميان باب تالتن ثم رفسه رفسة أطاحت به في الهواء، فعل ذلك في لحظة غير متوقعه وصرخت بخوف واندهاش وأنا أرى تالتن يطوح بعيدا في الهواء حتى اختفى عن المركبة السريعة ..
وقفت وصحت بذهول وأنا انظر إلى وجه جاميان:
- ماذا فعلت أيها المجنون !! لقد قتلته .. لماذا فعلت ذلك ...
كان جاميان مبتسما وقال :
- لا تخافي عليه إنه قوى كسور في بعض عظامه وينتهي الأمر..
ارتميت على مقعدي وأنا لا أصدق ما فعله جاميان .. لقد فقد عقله ..
ظللت صامته لفترة طويلة وهو أيضا .. شعرت بنعاس شديد ولكنني تمالكت نفسي حتى بدأت المركبة بالهبوط .. شعرت أننا سافرنا إلى مدينة أخرى فقد جلست قرابة الساعة داخل الطائرة الصغيرة..
توقفنا في النهاية أمام منزل صغير وجميل وقال جاميان لي أن أنزل .. كان المكان يذكرني بالريف ..
نزلت وكان الهواء عليلا ولكنه بارد بعض الشيء .. رن جرس جهازه الذي يشبه الهاتف وضغط عيه ثم قال:
- هل وصلت؟
سمعت صوت تالتن يقول بمرح كعادته:
- أجل لقد نزلت في المكان المناسب تماما ،، لم تكن مظلتي تريد أن تعمل ولكنها فتحت في اللحظة الحاسمة ... جاميان لقد ذهبتما في الوقت المناسب جنود الملك قلبوا كل شبر في العاصمة ولم يجدو لندا .. هيا تعال بسرعة لقد استدعاك الملك أكثر من مرة..
نظر جاميان إلي مبتسما ثم قال :
- حسنا أنا قادم ..
اقترب مني جاميان وأخذ نفسا عميقا ثم قال :
- خطة هروب جيدة من العاصمة ولكنها مؤقتة .. هيا تعالي معي ..
أمسك جاميان بيدي وسحبني إلى المنزل الصغير .. ثم قال:
- مار أيك سوف تبقين هنا مع أمي لبعض الوقت حتى تهدأ الأمور .. لن يتوقع أحد وجودك ..
توقفت وسحبت يدي بقوة .. شعرت بخوف لا مثيل له وقلت:
- لا .. لا أريد أن أبقى هنا..
تخيلت الجثة المحنطة داخل صندوق زجاجي و4هي تحدق بي ..
ابتسم جاميان وقال وهو يسبقني إلى المنزل :
- ليس لديك خيار آخر .. أم أنك لا تريدين العودة إلى صديقاتك وموطنك؟؟
طرق جاميان الباب وأنا لم أتزحزح شبرا من مكاني .. تسائلت ... لماذا يطرق الباب؟؟ هل هناك شخص ما بالمنزل ؟؟
ففتحت امرأة جميلة لديها شعر أحمر داكن وعينان زرقاوان ولكنها كبيرة بالسن بعض الشيء وعندما رأت جاميان صاحت بفرحة وضمت جاميان بقوة وهي تقول :
- جامي يا حبيبي .. أين كنت لماذا لم تتصل بي؟؟ هل انتهت فترة عقوبتك ...
ابتسم جاميان وقال وهو يمسك بيدها :
- أنا آسف .....
- ولماذا لم يأتي أخوك معك؟؟
انتبهت المرأة إلى وجودي فنظرت لجاميان باستغراب ... بالطبع كان منظري مزريا .. شعري متسخ ومتشاجر مع بعضه .. ملابسي مقطعة وثوبي أسودا بمعنى الكلمة ماعدا بعض اللون البني عند الأطراف ، كنت أنظر بذهول وأنا أتساءل هل هي والدة جاميان حقا؟؟
اقترب جاميان مني ثم دار خلفي ودفعني برفق من كتفي ناحية المنزل وهو يقول :
- أمي.. هذه الفتاة الجميلة أهتم لأمرها.. أريدك أن تضعينها داخل عينيك حتى أعود، إنها غالية جدا على قلبي .. لا أريد ان يعلم أحد بوجودها هنا حتى جارتك تلك العجوز الشمطاء التي تحكين لها كل اسرارك ..
نظرت المرأة إلي مبتسمة وقالت :
- يالها من فتاة جميلة .. تعالي يا حبيبتي ما هو اسمك؟؟
قلت بتردد:
- أ .. أدعى لندا..
- ياللاسم الجميل كصاحبته ..
تركني جاميان واقتربت مسافة كافية من المرأة اللطيفة فعانقتني ..
تركنا جاميان عائدا إلى المركبة فقالت المرأة:
- جاميان .. ألن تبقى بعض الوقت تبدو منهكا..
التفت جاميان وقال باسما بصوت مجهد :
- لا يا أمي .. ليس لدي وقت لا يجب أن اترك أخي لوحده..
وقبل أن يركب جاميان قالت والدته :
- دع أخيك يتصل بي بين الحين والآخر ليطمئنني على أحوالك ..
- حاضر يا أمي ..
كنت أراقب الوضع باستغراب .. جاميان لديه أم وهي على قيد الحياة وليست محنطة ولديه شقيق أيضا ؟؟؟
ما قصة هذه العائلة الغريبة ؟؟؟
أنت تقرأ
الجندي الابيض للكاتب "ايرومي "
Przygodoweلم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق: - أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن.. - ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟ شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ: - ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ث...