البارت 45

206 12 0
                                    

رفضت كل مايحصل ودفعت بوابة المزرعة الخشبية بقوة وفزع شديد ،، ركضت إلى الداخل وكانت الخيول في حالة هياج وقد كسر بعضها السورالخشبي وركضت بعيدا عن الاصطبل المشتعل .. لم يتبق من كل الخيول سوى اثنان أو ثلاثة ، لقد هربت جميعها ... أو احترقت !
و لم يتبق من المنزل سوى قاعدته التي كانت ماتزال مشتعلة .. سعلت بقوة وانا أقترب من المنزل وصرخت بهستيريا :
- جاميان ...... جااااااااامياااااااان !!
الغبار والدخان والنار تملأ المكان وناديت على جاميان بلا فائدة .. أنا لا أصدق بعد انني فقدت جاميان ،، لان هذا غير صحيح ...
صرخت :
- لاااااااا .. هذا غير صحيح ... لااااااااا ..
جلست منهارة على الأرض وأنا أسعل .. لم أبكي لأنني أعلم أن جاميان هنا في مكان ما .. حالة المنزل المحترق تدل على انه ظل يحترق طوال الليل ..
انا مصابة بحالة رهيبة من الرعب .. 

رأيت من بعيد أشخاصا يركضون من الجهة الأخرى ووقفت أنظر إليهم ، لم أعرفهم وصاح أحدهم بفزع : 
- مالذي يحصل هنا ؟
قلت بخوف :
- لا أعرف لقد جئت الآن ...
نظر أحدهم إلى الكوخ وهتف :
- ياللهول !!
كان المنظر مريعا جدا .. وبعد دقائق أخرى والأهالي يحاولون إطفاء الحريق ، جاء عمي ومعه وليام وينبرج والفزع باد على وجوههم ..
تساءلت لما يحصل كل ذلك لي ...
لماذا لا أعيش طبيعية مثل الجميع ؟؟!!
تزلزل كياني عندما بدأ الجميع يبحثون عنه ،، الوحيد المجنون الذي كان يعيش هنا بمفرده .. نزلت دموعي اخيرا لأنهم لم يجدو له أي أثر ..

أطفأ الخيالة الحريق وعادوا إلى منازلهم بينما ظل بعض الريفيون يبحثون في حطام المنزل عن أي جثة .. أو عظام .. أي أثر .. 
كل شيء قد احترق ووقفت بعيدا أراقب ما يحصل في صمت وعيناي لا تكف عن البكاء ،، لقد بكيت كثيرا جدا من يوم أن فقدت والداي ..
بكيت حتى انني لو جمعت دموعي لكان هناك جدولا صغيرا يجري بين الحقول ،، فات الآن وقت الندم ..
فجأة صاح أحدهم :
- يبدو أنني وجدت عظاما متفحمة ..
شهقت بفزع ووضعت يدي على قلبي وعجزت تماما عن التنفس بينما توجه عمي مايكل ووليام نحو المنزل بسرعة ..

بكيت برعب وسمعت صوتا يناديني : 
- لندا ..
نظرت خلفي وأنا غير واعية لما يحصل حولي ورأيت ليلي وأليس تلوحان لي وهما تركضان نحوي بسرعه .. شعرت أن قدماي لا تقوى على حملي فجلست على الأرض وعندما اقتربت أليس قالت بخوف :
- هل حصل مكروه لسايمن .. ؟
لم أجب وأجهشت بالبكاء ...
وسمعت صراخ ليلي :
- إنه بخير ،، حمدا لله ..
فتحت عيني ونظرت خلفي ،، ركضت أليس وهي تصرخ بفرحة ورأيت شخصا ما يقترب من بعيد على ظهر أحد الخيول ... 
لم أصدق ما يحصل .. ووقفت بسرعة وتأملت غير مصدقة أنه هو .. إنه شعره لكن ،، وجهه .. إنه متسخ ربما ..
ربما ليس هو لكنني أحب تصديق أنه هو ... 
عندما وصل الجواد إلى المزرعة توقف ،، فسقط جاميان من فوق ظهره ،، لقد كان جاميان مصابا ..
أول من لحق به كانت أليس التي أمسكت به وسحبته بعيدا عن الجواد بصعوبة وبعدها لحقت بها ليلي ثم أنا ...
كان وجه جاميان مغطى بالرماد والدماء وكذلك ملابسه وصاح وليام :
- ابتعدوا عنه ... ربما لا يستطيع التنفس ..
من بعيد كانت كل الخيول تركض عائدة إلى المزرعة خلف الخيل الذي قاده جاميان فصاحت ليلي بفرحة :
- لقد أنقذ كل الخيول ..
حملناه بسرعة فقد كان فاقدا لوعيه ،، وعدنا بالخيول إلى المنزل بسرعة وسبقتنا أليس لتستدعي الطبيب .. 

الجندي الابيض للكاتب "ايرومي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن