ركضنا كثيرا حتى اقتربنا من الفنار ،، كان هناك سياجا حول المزرعة وكوخا كبيرا واصطبل للخيول ..
أعدت النظر إلى المكان بدقة ،، شعرت برغبة عارمة في البكاء لأن ذلك المكان لم يكن غريبا عني أبدا ... أنا اقسم أن هذا هو المكان الذي قمت فيه بحل لغز الايموكيا.. نعم ..وقفت صامته اتأمل التلة الصخرية ، الفنار،، المنزل والسياج ... كل شيء كما هو لم يتغير منه شيء عدا طريق العودة المليء بالزهور الوردية والموجود في ايموكيا فقط .. تنهدت بقوة ولاحظت أليس انفعالي فقالت :
- المكان جميل ...
- نعم .. انه جميل فعلا ..دفعت أليس البوابة الخشبية ودلفنا معا إلى داخل المزرعة ،، كان الجو مشرقا وليس ضبابيا كما كان في لغز ايموكيا .. هناك خيول تركض وقد خلب جمالها لبي وقلبي ..
بيضاء وسمراء وبنية .. خيول جميلة في كل مكان ..ركضت خلف أليس إلى اصطبل الخيول وكان هناك شابا يعتني بأحد الخيول ويعطينا ظهره، كان يرتدي قميصا بلا أكمام وسروالا أسود وحذاء العمل في الحقل ،، فتوقفت أليس وقالت بالهمس تحدثني :
- إنه مروض الخيول .. ويدعى سايمن ،، احذري منه فهو غريب الأطوار قليلا..
ابتسمت ومشينا بهدوء متجهات إلى نحو الاصطبل وعندها هتفت أليس :
- هيه ! سايمن ... انظر من جاء ليراك ..
التفت الشاب بهدوء ونظر إلينا ..
ولكنني توقفت عن السير من أثر الصدمة التي اصابتني وشهقت غير مصدقة مما لفت انتباه أليس التي قالت باندهاش :
- ماذا ؟؟ مالأمر ..
وضعت يدي على صدري وتنفست بصعوبة ..
لم أصدق أنني أرى مروض الخيول هو نفسه .. جاميان !
لا .. أنا لا أصدق ..
نظر إلينا الشاب واقترب منا ثم قال لـ أليس بهدوء :
- من هي ؟ أنا لم أرها هنا من قبل ..
دققت النظر في ملامح الشاب مروض الخيول ،، لا يمكنني أن أخطأ بشكل جاميان ، إنه هو .. حتى لون عينيه الارجوانيتان ..
ابتسمت أليس وقالت :
- إنها الآنسة لندا .. لقد اخبرتك عنها الأسبوع الماضي ..
قال جاميان بهدوء وهو ينظر لي نظرة عادية :
- مرحبا يا آنسة ..ثم خلع قفازيه المتسخين ورماهما أرضا وقال :
- ألا تحبين أن تجربي ركوب الخيل ؟ سأحضر لك واحد رائعا ..
هتفت أليس بفرح :
- نعم ، هيا سايمن ..
كنت ما زلت في حالة صدمة فنظر لي جاميان بدقة ثم قال ببطء :
- هل هناك شيء يزعجك يا .. آنسة ؟
عدت أنظر إلى جاميان بحالة غير واعية من الذهول وقلت بلا وعي :
- جاميان ... ماذا تفعل هنا ؟؟عاد الشاب مروض الخيول ينظر لي باندهاش وقال بسرعة :
- ماذا ؟؟ ماذا تقولين ؟
حدقتت أليس بوجهي وقالت :
- هل تعرفينه ؟ إنه يعمل هنا منذ شهور ولكنه لا يعرف شيئا عن عائلته ..
أغمضت عيني بألم وأنا احاول استيعاب ما يحصل ثم قلت :
- أنا آسفة .. ولكن ..
- ولكن ماذا ..
قالتها أليس بلهفة ثم تابعت :
- آنسة لندا ... أنت تعرفينه ... من هو ؟
خفت أن أتسبب بالمشكلات لجاميان وقلت بحزن ودموعي على وشك النزول :
- هل .. هل فقد ... ذاكرته ؟
قالت اليس وهي تتطلع إليه :
- نعم ، أظن ذلك .. فقد أصيب أصابة بالغة ..
لم استطع تحمل ذلك وجلست على الأرض وأنا أشعر بإرهاق ذهني شديد وصداع غير طبيعي .. واقترب جاميان ثم قال يخاطب أليس :
- هل هي بخير ...
رفعت راسي ونظرت إلى جاميان ثم قلت بانفعال :
- لا أصدق أن هذا حصل لك جاميان !! كيف يمكنك نسياني ؟؟ وجيرودا ؟ أين هو؟
شعرت أنني أفقد عقلي ببطء وصرخت :
- وهذا المكان ؟؟ هل هو لغز آخر ... لماذا أنت هنا .. وفي هذا المكان بالذات .. أهي لعبة ****ة ؟؟
نظرت أليس بخوف نحوي ثم قالت تخاطب جاميان :
- سايمن ،، إنها غاضبة .. علي ان أحضر المساعدة .. لا تغضبها أرجوك ..
ركضت أليس بسرعة وأخذت فرسا ركضت به إلى خارج مزرعة الخيول وقال جاميان بهدوء :
- أنا لا أفهم سبب حزنك .. وإن كنت عرفتك في الماضي فأرجو ان تسامحيني لأنني لا أتذكر أي شيء ...
أنت تقرأ
الجندي الابيض للكاتب "ايرومي "
Aventuraلم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق: - أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن.. - ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟ شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ: - ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ث...