رأيت غرفتي الجديدة المؤقته وقالت لي وصيفتي الجديدة "راجوي" أنني يجب أن أرتاح حتى حفلة الليلة..
لم أستطع النوم،، كنت أفكر تلقائيا في كل ماحدث وفكرت طويلا فيه.. جاميان.. لا أعرف لماذا أفكر فيه؟ لقد أعجبت به ولا أعرف لماذا .. لم يكن الملك نفسه على قدر من الجمال والذكاء مثل ذلك الجندي العادي ..
قمت واقفة وفتحت الباب فحضرت وصيفتي راجوي وسألتها:
- هل أطلب منك خدمة؟
- تفضلي يا سيدتي..
- هل تعرفين الجندي الأبيض .. جاميان ؟
- نعم ياسيدتي..
- أنا أريد أن أحدثه.. استدعيه بسرعة..
هزت راجوي رأسها وذهبت ..
لم تتأخر كثيرا ولكنها عادت بمفردها وقالت:
- لم أجده ياسيدتي عند الجند وقالوا لي أنه ربما ذهب إلى الخارج مع السيد روسو..
بالقليل من الإحباط عدت إلى غرفتي وجلست في الشرفة .. كان الجو جميلا والمنظر رائعا.. كان ذلك المكان كأنه جنة خيالية كان الوقت غروبا،، الشمس تنزل رويدا و السماء يشع منها لونا أرجوانيا كلون عيني جاميان.. سألت نفسي لماذا عدت إلى التفكير فيه .. تذكرت رقم هاتفه العجيب الذي وضعته في قفازي الرقيقين ولكني لم أعثر عليه..
يبدوا أنه سقط مني، أرجو أن لا يجده أحدهم وتحدث له مشاكل..
سمعت فجأة طرقا على باب غرفتي وفتحت راجوي الباب ثم اقتربت من الشرفة وقالت :
- عفوا يا سيدتي الشخص الذي طلبته قد حضر..
شعرت بسعادة غريبة وقلت :
- دعيه يدخل..
بالفعل دخل جاميان وكان يضع القناع على وجهه فضحكت عليه..
قال من تحت القناع :
- لماذا تضحكين؟
قلت وأنا مازلت أضحك :
- تبدوا مضحكاً .. هيا اخلع ذلك الشيء من على وجهك ..
قال جاميان:
- لا أستطيع ..
- لماذا؟
- شكلي مرعب !! أممم مخي بارز..
ضحكت ثانية لأنه تذكر حوارنا الأخير وقلت:
- لا فائدة من أكاذيبك .. هيا لقد رأيتك..
قال باندهاش :
- حقا؟ أين؟؟
تركته وعدت إلى الشرفة وجلست ثم نظرت إليه .. خلعه ببطء ونزلت خصلات شعره الأسود واقترب من الشرفة ثم وقف ..
نظرت إليه لبعض الوقت.. كان رائعا .. وقال مبتسما:
- خطة جيدة منك لكي أخلعه..
- لقد رأيتك بالفعل ..
قام بعمل حركة بوجهه مستغربا ورفع حاجبييه ثم قال :
- لماذا استدعيتني؟
- كنت أود أن أشكرك .. وأشاهدك
قلتها ثم ضحكت..
نظر إلى نفسه بطريقة كوميدية ثم قال ضاحكا:
- الناس يستدعوني دائما لمشاهدتي .. سوف أصبح لاعب سيرك يوما ما..
قلت وانا أضحك على كلامه :
- حقا؟ ولماذا فرض عليك روسو أن ترتدي القناع؟
ابتسم اتسامة رائعة وقال:
- قال روسو أنه لن يسمح لي برؤية والدتي إلا بعد أن أرتدي القناع لمدة عامين وأن لا أحضر أي حفلة بدونه أو به..
قلت مندهشة:
- تعني أنك لم تر والدتك منذ عامين..
- لا.. أنا لم أكمل سوى عام واحد لقد اشتقت إليها فعلا..
قلت مازحة:
- سأطلب إليه أن يمد فترة عقوبتك..
نظر إلي باندهاش فقلت :
- أنا أمزح معك..
ابتسم جاميان وقال:
- إذن سيكون أمر أنك رأيتني سرا بيننا ..
قلت :
- موافقة .. ولكنك تعني أنك لن تحضر الحفل المقام الليلة على شرفي؟
- أنا آسف،، كنت أود ذلك..
- لم أسألك لماذا جعلك روسو ترتدي القناع؟
تردد قليلا ثم قال:
- لا أستطيع ان أخبرك .. أرجوك .. سامحيني إنه أمر حساس بالنسبة لي..
ابتسمت ووقفت ثم اقتربت منه قليلا وقلت:
- كيف راقبتني ولم أشاهدك أبدا أو أشعر بك؟
- لم آخذ لقب الجندي الأول بسهوله..
قالها ضاحكا ثم دق جرس صغير في جهاز معلق على جيبه فقال وهو يرتدي قناعه بسرعة وارتباك :
- إنه روسو يستدعيني .. أرجوك ما حصل كان سرا بيننا .. أنت لم تريني أبدا
قلت وأنا أراه ينصرف :
- ألن أراك ثانية..
نظر لي من تحت قناعه وقال بهدوء:
- في الأغلب .. لا
ثم فتح الباب وخرج بسرعة ..
واشتعلت غضبا .. ماذا يقصد ذلك الجاميان .. ألم قل لي أنه سيعيدني إلى الأرض؟
هدأت قليلا وقلت في نفسي أنه يقصد : لن يخلع قناعه .. هكذا تسير الأمور حتى يشاهد والدته..
ثوان ودخلت وصيفتي راجوي ثم قالت بلطف:
- سيدتي لقد جئن بنات التجميل في القصر ليعدوك لحفل الليلة..
وبالفعل كان موعد الحفل قد اقترب.....***************
انتهت الفتيات من تزييني ولبست فستانا جديدا .. لم أكن سعيدة بالأمر ولكنني لم أعرف ماذا افعل......
ولكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما حضرت الأميرة لوليانا إلى غرفتي ..
في الحقيقة فرحت لاهتمامها بي ولحضورها شخصيا وأخبرتني أن الملك المعظم ( الرائد إمرجيز) ينتظرني ... كان اسمه غريبا بعض الشيء لكنه أعطى لسمعي بعض الصدى ..
صحبتني في الممر الكبير .. الكثير من اللوحات الجميلة لفتت انتباهي ولكن كانت هناك لوحة مكررة رأيتها كثيرا بالكثير من التصاميم المختلفة الصورة تعبر عن جندي قديم يرتدي خوذه ويحمل شيئا ضخما أشبه بالسيف .. فالحقيقة كانت صوره مرعبة قليلا..
بعد دقائق قصيرة من السير رأيت الملك يقترب وحوله بعض الحرس الذين يرتدون زيا عسكريا موحدا...
ابتسم الملك لي وقال:
- إنها حفلتي الأولى منذ شهور..
قلت أصطنع السعادة الغامرة:
- شكرا لك سمو الملك على حضور الحفلة المقامة على شرفي ..
هز الملك رأسه بامتنان موافقا ..
سار الملك إلى جانبي وكانت لوليانا تمشي خلفنا وهي في غاية الفرح.. واقتربنا من بوابة المكان الذي تقام فيه الحفلة ...
وكان........
لا أروع منه أبدا......
ولم أره حتى في أحلامي .. ولا يوجد مثل ذلك المكان على الأرض مهما حاولت إجاده.. السقف مرتفع جدا يتدلى منه أشياء تشبه الثريات المتلألأة.. وكأنها عناقيد من الماس المضيء..
الأرضيات فرشت بالسجاد الفخم .. والأرائك المريحة منتشرة في كل مكان.. هناك موائد ضخمة عليها صنوف من الطعام والحلويات الغريبة ،،و كان هناك الكثير من المدعوين ولكنهم عندما شاهدو الملك عم الصمت والتفوا حولنا ، لا أدري لم شعرت بالخجل الشديد والجميع يحدق بي ..
وعندما جلس الملك جلست في الكرسي الملكي الذي عن يساره وجلست لوليانا عن يمينه..
لحظات وعاد الحفل مرة أخرى إلى طبيعته وقال الملك لي بالهمس :
- لقد أصريت أن يكون حفلك يا لندا في نفس القاعة التي يتوج فيها ملوك بانشيبرا على مر الأزمان .. والتي سأتوج فيها بعد الغد..
قلت بامتنان:
- إن هذا لشرف عظيم لي سيدي..
كان الوقت الجميل يمر بسرعة وأنا بصحبة الأميرة لوليانا والملك أيضا .. كانا لطيفين جدا معي ويتحدثان عن حفل التتويج .. وكنت أحدثهم عن حفلات تتويج الملوك في الأرض ومن قرآتي لكتب التاريخ القديمه حيث عصور الملوك والنبلاء..اقترب موعد انتهاء الحفل ولكن حدث شيء غريب ..
الحاضرون تململوا وسمعنا بعض شهقات الحاضرات والأميرات ،، كما أن أصوات الحديث ارتفعت وبدا الموقف متوترا بعض الشيء..
وقف الملك بتوتر ونظر حوله ليحاول فهم الأمر..
وقبل أن يحدث أي شيء .. إنشقت جموع الحاضرين واقترب أحد الجنود يرتدي زيا عسكريا أسود اللون والذعر باد على وجهه ..
أنت تقرأ
الجندي الابيض للكاتب "ايرومي "
Phiêu lưuلم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق: - أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن.. - ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟ شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ: - ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ث...