تحقيقات

82 2 0
                                    

جلس أحمد بجوار صفاء يقران الصحف والمجلات العربية والعالمية التي تتكلم عن عمليات المنظمة ، و أخبار الدول التي حدثت بها تلك العمليات ، و كتب في ورقة بيضاء بعض الأسماء و الأماكن، ثم اراح رأسه للخلف.

كانت لديه موهبة ممتازة و هي تخيل الأحداث بأدق التفاصيل، والوصول عن طريقها إلى حقائق خفية.

و بعد ساعة من التخيل كتب في ورقة أخري عدة أسماء، ثم نظر للورقتين و قال : شكرآ يا صفاء، الحين أحتاج شاهي أرجوكي ارسليها ليا.

قامت صفاء و ذهبت لتنادي شاهي، التي أتت و في يديها لاب توب حديث.

قال أحمد :تعالي يا شاهي .. عايزك تشوفي المقدم أكرم ممدوح عنده عقارات وأراضي وين، و مين معاه في آخر عملية ، و تشوفي آخر الواصلين مطارات مصر و الأردن و واشنطن من العرب .

شاهي :طيب .. بس اديني وقت أجيب لك المعلومات اللي عايزها.

أحمد :خدي وقتك .. أنا الحين هاخرج شوية للتدريب.

اومأت برأسها وهي تضغط مفاتيح اللاب توب في سرعة.

*****

دخلت إلهام غرفة أكرم، لتجد ولاء جالسة علي السرير و تنظر لصورته في شرود و هي تبكي.

قالت إلهام : كيفك يا ولاء ؟

نظرت ولاء إليها ، ولم تقل شيئا.

جلست إلهام بجانبها علي السرير، وقالت : لازم تخرجي من الحالة دي، مينفعش تحبسي نفسك في الذكريات، وإلا مش هنعرف نجيب حق أكرم.

قالت ولاء وسط بكائها : صعب يا إلهام، كل ما انام، أحلم باكرم و هو يطلب مني مسيبهوش في  المكان الضلمة، وإني أحرص من قاتله.

احتضنتها و قبلتها علي وجنتيها و قالت : لازم تبقي قوية يا ولاء منشاني، منشان سلوي، منشان نكشف الحقيقة، منشان يرتاح أكرم في تربته.

قالت ولاء : محتاجة لكي، إنتي اللي هتقدري تكشفي الحقيقة.

نظرت إلهام لها ولم تقل شيئا، و هي تربت علي شعرها في شرود.

*****

بعد ساعة و نصف ..

اتصلت شاهي بأحمد و صفاء و قالت :تعالوا حالا.

بعد دقائق معدودة. دخل أحمد و صفاء إليها، و أعطت أوراق كثيرة لأحمد و هي تقول في حماس: الأوراق اللي ايدك هيدي كشفوف آخر الواصلين لمطار القاهرة و مطار عمان من عشرة أيام ، و الورق ده فيه كل واحد من اللي اشتركوا في العملية الأخيرة للمقدم أكرم ممدوح من الجهتين و بعض المعلومات عن كل واحد، والورق ده فيه املاكه و أملاك أبوه.

قال أحمد : شكرآ يا شاهي تعبتك جدا.

قالت شاهي :خليك فاكر بس.

خرجت شاهي مغلقة باب الغرفة خلفها، قال أحمد : صفاء تعالي دوري في الكشوف دي علي إسم إلهام رافع أو إلهام علي و كمان ولاء، أنا هدور في الباقي.

بعد ربع ساعة ..

قالت صفاء : في إلهام رافع محمد رافع سكرتيرة الملحق الثقافي في واشنطن وصلت من خمسة أيام القاهرة أي بعد مقتل أكرم بيومين و في إلهام رافع السيد السيستاني دكتورة أطفال وصلت القاهرة من ستة أيام بعد قتله بيوم.

قال أحمد : أه في فيلا بالمعادي ،و في شقة تمليك بالعجوزة ، بقولك جهزي أوراق رسمية بهوية مصرية، باي اسم غير أحمد، خليهم هويتين،أكون خلصت باقي الورق.

صفاء :طيب، اروح اعملك الورق.

خرجت صفاء، تاركة أحمد يفكر و يكتب و يتخيل .

*****

قرأ أحمد الصحف المصرية التي تكلمت علي المواجهة، ليقرا إسم محمد بوجي ليفهم إنه قاتل أكرم.

وقف بسرعة و ذهب لصفاء طالبا منها عمل أوراق هوية أردنية لضابط ،ثم ذهب لشاهي و طلب معرفة عنوان منزل و عمل محمد بوجي و هاتفين متصلين بالأقمار الصناعية.

أعطت صفاء أحمد الهويات و بعض المال، و كتبت شاهي العناوين و أرقام هواتف محمد بوجي، ثم أعطته هاتف متصل بالأقمار الصناعية.

ثم دخل أحمد لغرفته ،و جهز حقائبه مخفيا اسلحته و الأوراق المزورة.

قال بصوت خافت : هدمرك يا بوجي، و هاحمي إلهام و ولاء.

ليتحرك في هدوء ..

متخفيا عن أعين الحراس ..

ليدخل غرفة مكتب علي باشا ، و اخذ يقلب في أوراق مكتبه، و صور عدة ملفات، ثم فتح الحاسب الآلي ناسخا الملفات علي فلاشة، ثم خرج من مبني المنظمة للمطار ،ليذهب الي مصر.

ليبدأ صراع مرير ..

طويل ..

نورتيريز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن