" أنت .. بخير ؟ "
قالت شاري ذات الوجه الدامي والنظرات المُرعبة وهي تنظر الى والدها المُتجَمّد من الرُّعب لما يراه من منظَر ابنته المسحوقة اسفل حطام السيارة التي كانت قد قامت بحركاتٍ بهلوانية قبل بضع دقائق ..
بدأ عقل جوني يستوعب الموقف الذي تورّط فيه هو وابنته التي تحولت الى يخنة ليبدأ بالصراخ طلباً للنجدة اثناء محاولته لرفع الحطام عن ابنته بيدٍ بينما يبحث عن هاتفه النقال باليد الأخرى ليطلب النجدة ..
•••
" يبدو ان اعصاب ساقيك قد تمزقت بسبب دخول ذلك القضيب المعدني الحاد بهما في الحادث ويبدو ان القضيب المعدني بقي في ساقيك بما فيه الكفاية لتلويثهما واصابتهما بالغرغرينا ولكن الخبر الجيد اننا تمكنا من تجميد المرض دون الحاجة لبتر ساقيك ، لكن الخبر السيء هو انك لن تتمكن من الوقوف على ساقيك مجدداً ... "
ظل الطبيب يثرثر بينما جوني ينتظر من عقله ان يستفيق ليستوعب انه فقد ابنته الوحيدة وان زوجته قد اسقطَت ابنهم الذي لم يرى النور بعد بل وانه سُلِبَت منه نعمة الحُرية بأن حُكِمَ عليه التقيد بكرسيٍ متحرك معدني بارد ، لكن ليس ببرود جوني بعد هذا الحادث اللعين ..
•••
التف الحضور الضئيل حول القبر الصغير منتظرين حضور جثمان شاري لدفنها ، كان يمكنك رؤية جوني وهو ينظر للقبر ببرود في كرسيه البارد كملامحه المُغطاة بشعر وجهه الذي طال وفقد تهذيبه ، بينما زوجته تبكي بصمتٍ بجواره ..
بجوار الزوجين المكسورين كان من الممكن رؤية ثلاث فتياتٍ بنفس سن شاري الراحلة وقد كان الحزن واضحٌ في ملامحهن وضوح الشمس ..
قالت دورثي بألم هامس " لقد قطعنا عهد خنصرٍ ألّا نفترق ابداً .. ماذا حدث للعهد يا شاري ؟ .. "
وضعت شارون يدها الصغيرة الدافئة على كتف صديقتها المُتألّمة وقالت محاولةً كتم العاصفة الموجودة في خاطرها - " عندما ماتت جدتي قالت لي امي انها ذهبت الى مكانٍ مليءٍ بكل ما تُحب وترضى لانها كانت انسانةً جيدة في حياتها الدنيا .. شاري كانت جيدةً في حياتها الدنيا ! اذاً لابد انها في ذلك المكان السعيد ! " وختمت كلامها بابتسامة مهزوزة
قالت روزماري ببراءة " اريد ان اكون مع شاري في ذلك المكان السعيد ! القرية هنا مملة وخصوصاً بعد رحيل شاري منها ! ألم تقل لك امك كيفية زيارة ذلك المكان ؟ "
صمتت شارون قليلاً ثم قالت " لا .. لا اعتقد ان هناك طريقة لزيارته "
أنت تقرأ
نجوم التبّانة | The Milky's Stars
Paranormalنجوم التبّانة لا تُعد ولا تُحصى ! تماماً كالحكايا والقصص في قلوبنا .. B1