البداية

7.6K 344 10
                                    

كان السيد جون في مكتبه يجمع أوراقه مستعدا لرحلته التي ستنطلق بعد ساعات نظر إلى ساعته المعلقة أمامه و كانت تشير إلى الثالثة مساء الوقت لا يزال مبكرا فجأة دق باب مكتبه فرد و هو يضع حاجيته داخل المحفضة
"أدخل"
كانت أحد الخادمات :"سيد جون!!.... هناك من يريد مقابلتك "
تساءل لثواني عن الزائر فهو لم يقم أية موعد هذا اليوم للحظة تذكر الحارس الشخصي فقال و هو يجلس في مقعده
"أجل أجل أدخليه"
ليظهر شاب طويل القامة قوي البنية فقد كان وسيما بشكل ملحوظ  ألقى تحيته و رحب جون بدخوله و هو يشير إلى المقعد المقابل له
" تفضل"

"شكرا لك سيدي" قال... صوته كان ناعما و مهذبا "
" أنا جد ممتن لأنك وافقت على طلبي أيها المحقق"
" لاتقلق سيدي هذا من واجبي "
إبتسم جون بإمتنان و أردف:" شكرا لك " ثم مد يده  ليخرج شيئ صغير من على حاسوبه  .... الذاكرة قائلا
" تفضل إياك أن تضيعها إنها المفتاح الوحيد لقضيتنا " وإسترسل " وأيضا .... لا تخبر جوليات بالأمر فليكن الأمر بيننا "
وقف ثيو بسرعة قائلا " أمرك سيدي"
                              ____ _ _________
لقد أمضت جوليات ساعات طويلة في غرفتها تدرس بجهد كبير .. لقد إقترب موعد إمتحاناتها .وقد بدت علامات التعب تظهر على ملامحها إذ أنها رفضت تناول العشاء برفقة والدها فهي لم تكن بمزاج جيد لتشاركه الطعام لذا فكرت في النزول إلى المطبخ و البحث عن شيئ يؤكل
لقد كانت الساعة منتصف الليل حين أخذت تنزل من على الدرج بحرس و هدوء وهي تستعمل هاتفها لتضيئ الطريق.... في هذا الضوء الخافت لم تستطع الرؤية بوضوح لم يكن هناك أي صوت سوى صوت تنفسها
فتحت البراد و أخذت تبحث داخل محتواه عن شيئ يؤكل .... هناك شخص ما يراقبها لا تعلم كيف عرفت ذلك !! شخص ما خلفها في هذا المطبخ المعتم  إستدارت بسرعة لتوجه الغرفة حدقت بقوة لترى إن كانت تستطيع رؤية شيئ من خلال هذا  الظلام .... حاولت ان لا تتنفس لقد كانت مرعوبة
يجب عليها الخروج من هنا هناك خطر حقيقي يحدق بها  إنه ليس مجرد وهم
حقا شيئ ما يتحرك في الظلام  شاهدت بعجز ذلك الشكل  هو و يتجه نحوها شعرت و كأنه سيغمى عليها من شدة الفزع و الذعر  . ..
" أسف إن أخفتك"  كان الصوت لطيفا و جذابا
لكنها وبسرعة أخذت تصرخ بكل ما أوتتها من قوة إنقضى الشكل لإسكاتها لكنها كانت تتحرك يعشوائية وقد طوق ذراعيه حولها ليمنعها من الحركة حاول سد فمها بكفه لكنها كانت تصرخ بهستيرية وهي تتحرك محاولة صده فجأة إشتعل مصباح المطبخ  ليرى والدها ثيو وهو يحتضن جوليات قصد تهدأتها لكنها كانت تبكي بخوف ركضت نحو والدها و إحتضنته بهلع لقد كان مجرد شاب وقد لاحظت ان ملامحه محددة بدقة و حسنة الشكل يعلوها كتلة من الشعر الداكن يرتدي جينز اسود و كنزة سوداء و سترة جليدية
قال جون و قد غمره الاستغراب و الدهشة
" ما الذي يحدث هنا !!"
أجاب ثيو بسرعة مبررا موقفه" أسف سيدي لكن كنت قد نسيت هاتفي في المطبخ منذ قليل لكن فجأة أخذت الفتاة تصرخ بإستهتار ولم أجد ما أفعله"
مسحت جوليات دموعها وبسرعة نقلت أنظارها ناحية والدها ومن ثم إلى ثيو الواقف أمامها
الإرتياح الذي شعرت به جوليات منذ لحظات بدأ يتحول إلى غضب
وقالت بعدم إستعاب " سيدي!!"
إبتسم جون و قال موضحا " حسنا... أسف عزيزتي لم أعرفكم إلى بعضكم  إنه ثيو الم... أقصد حارسك الشخصي الذي أخبرتك عنه."
" امور مثيرة تحدث في الظلام ... احيانا" قال و هو يبتسم
كان صوته ناعما و جذابا
مد  ثيو يده ليصافحها كان لا يزال يحدق بها عيونه الداكنة مركزة عليها بطريقة جعلتعا غير مرتاحة  ابدا وقال "تشرفت بمعر..." لكنها غادرت بسرعة و لم تعره إهتماما
شعر ثيو ببعض من الحرج أمام والدها إلا أنه أردف " لا تنزعج بني فهي لم تعتد عليك بعد"......

Bodyguardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن