الطريق إلى الجحيم

4K 198 2
                                    

كان ثيو قد خرج هذا الصباح لإحضار بعض المتطلبات و قضاء بعض الحاجيات توقف فجأة لرؤية حشد من الرجال مجتمعين أمام بوابة العمارة و قد إنتبه إلى العديد من السيارات المتوقفة هناك
"تبا "
ترك الأكياس الذي كان يحملها تنساب من بين يديه و إتجه بسرعة خلف مبنى العمارة ليتسلق الدرج الإحتياطي وصولا إلى الطابق فتح أحد النوافذ ليتسلل إلى الداخل
كانت جوليات تحضر الشاي وهي جالسة فوق طاولة الطعام تقرأ أحد  كتب الطبخ
فجأة وقفت بفزع وهي ترى ثيو واقف أمامها وعلامات الخوف مرتسمة على ملامحه
قالت بإستغراب
" أنت ؟؟ كيف دخلت!!"
فإذا به يقبل نحوها وأمسك يدها بين أصابعه الدافئة و  الصلبة
" ليس أمامنا وقت يجب الرحيل الأن؟"
قالت بعصبية و هي تفلت يدها بقوة من بين أصابعة
" إشرح لي ما الذي يحدث هنا !!"
عاد ليمسك يديها و هو يقول
" سأفعل ما إن نخرج من هنا أحياء"
" إلى أين نحن ذاهبان الباب من هناك؟؟"
أشار بيده نحو نافذة الغرفة وهو يقول
"سنخرج من هنا"ثم فتح النافذة و أخرج جسده كقطة رشيقة ثم ساعد جوليات على الخروج لينزلا الدرج بحذر
فجأة صاح أحد الرجال
" إنهم هناك"
لتبدأ طلقات النار تنتشر في الأجواء
بسرعة أمسك ثيو بيد جوليات و هم راكضين و هو يقول
" أسرعي "
كانوا يركضون بأقصى سرعتهم محاولين الفرار بخطوات سريعة
أخذ ثيو يتسلق السور بسرعة و حذر
فجأة سمع جوليات تهتف
" ماذا عني...؟"
مد يده أخيرا إليها و قد شدته بقوة و أخذت تتسلق شاعرة بالخوف و ما إن وصلت حتى قفز إلى الجانب الأخر لتلتحق به جوليات  و نظرت خلفها وهي تلتقط أنفاسها
ثم قالت أخيرا
" ماذا الأن؟؟"
وجه ثيو أنظاره يمينا و يسارا قائلا
" يجب أن نبتعد من هنا قبل أن يروننا"
جلست جوليات على الأرض وهي تشعر بإعياء و تتنفس بسرعة
جلس بعدها ثيو ليسترد بعض قواه و هو يراقب جوليات تئن ألما وهي تمسد قدمها بتعب
" هل أنت بخير!!"
قال ذلك و هو يقرب وجهه نحو قدمها
فجأة وقف ثيو قائلا
"هيا بنا"
قالت جوليات"إلى أين؟"
" لا أعرف يجب أن نبتعد من هنا"
قالت جوليات
" أنا متعبة دعنا نرتاح قليلا"
قال ثيو بإصرار
" كلا يجب أن نرحل لا وقت لدينا "
و أجبرها على النهوض و السير مجددا بأسرع ما أمكنها
بدأت الشمس تقترب من الأفق وتنذر بقرب الرحيل و ختم النهار
ترك ثيو جوليات لترتاح فترة بسيطة ثم جعلها تنهض قالت جوليات بتعب
" أنا متعبة إلى أين نحن ذاهبان؟؟"
" لا أعلم فلنسرع قليلا "
" لا أستطيع..."
لقد قطعوا مسافة طويلة بلا هدف يسيرون زمنا و يرتاحون فترة لقد كانوا يشعرون بتعب  و مهما مشوا يجيدون الطريق طويل ولا تعبره أية سيارات
توقفوا أخيرا أمام أحد الشوارع المدينة  ليس غريبا على جوليات
أخذت تتأمله و كأنها تستذكر ماضي كان من طوي النسيان
إلتفت إليها ثيو
" أتمانعين إن أبتنا هذه الليلة في نزل ما؟"
" لا داعي لنزل"
نظر إليها بإستغراب
" هل لديك فكرة أخرى"
" أجل .... تعال معي" قالت
شدت جوليات الضغط على يدي ثيو وعبرا الشارع معنا لتستقبل أجسادهم تيارات الهواء الباردة
شيئ ضخم أحمر اللون يتوسط السماء لم يلبث أن أدركت جوليات أنه القمر  كانت الريح في ثورة متزايدة وكل نفخة تصدر خشخشة من الأوراق المتدلية للأشجار  لقد كان الشارع هادئ إستطاع فيه سماع نباح الكلاب 
كانت جوليات و ثيو يقفون خارج الباب الخلفي للمنزل
" ما الذي نفعله هنا؟؟"
" لقد كنا نقبم هنا قبل 7 سنوات" قالت جوليات بينما المفتاح يفتح أخيرا قفل الباب و يخضع مقبض الباب لأصابعها و يستديير
" و... دخلنا"
كان قلبها يدق بينما يصعدوا السلالم كانت جوليات تمسك في راحة يدها الهاتف ليظهر لها الطريق للحظة الاولى أصاب جسد جوليات القشعريرة لرؤية أشياء غير أمكنتها أخذت تتجول في الممرات وقد شعرت بالضيق السكون الرهيب الذي خيم على المنزل
توجهت بعد ذلك إلى غرفة والديها المجاورة لغرفتها مباشرة مددت يديهت و أمسكت بالمقبض و أغمضت عينيها و أدارته و أخذت تتخيل على ذلك المكتب تجلس والدتها منهمكة في العمل وحين تحس بدخولها ترفع رأسها وتبتسم وهي تهتف " جوليات أمرتي.."
لتقفز من مكانها وتركض إليها فتلتقطها بين ذراعيها وتحملها عاليا
ثيو ظل واقفا يراقبها عن بعد كانت لا تزال جاثية عند باب الغرفة غارقة في الحزن و البكاء المرير إقترب ثيو منها و إنحن و قال بصوت أجش
"،هل أنت بخير؟؟"
جوليات رفعت نظرها قائلة
" أجل أنا بخير "
حاولت النهوض لكنها عادت جاثية على الأرض بإستسلام تام لدموع حاول ثيو تهدئتها وقد مد يده ليمسح دموعها
إزدردت ريقها و سحبت عدة أنفاس ثم و قفت وتراجعت خطوة للوراء وقف ثيو بعدها و إستوقفها ومدد يداه نحوها لإحتضانها  بكل حنان و رقة شعرت بدفئ عناقه فإنحبست أنفاسها إستطاعت الشعور بدفئ أصابعه أرادت أن تبادله العناق لكنها إبتعدت عنه فجأة و هي تقول بإرتباك
"حسنا تصبح على خير "

Bodyguardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن