الحارس الشخصي

5.4K 257 3
                                    

في مكان يعج بالأضواء المتنوعة و القوية تتراقص على أنغام الموسيقى الصاخبة حيث الجميع يتمايلون ويستمتعون بوقتهم كانت جوليات ترقص مغمضة عينيها جاعلة الموسيقى تقودها  .. في اللحظة التي فتحت فيها عينيها رأت شاب بجانبها وقد رفع يده لنادل قائلا
"كأس عصير من فضلك"
إتسعت عينا جوليات و علامات الدهشة مرتسمة على ملامحها فقالت بإستغراب
" أنت!! "
لم يجبها وإكتفى بإحتساء كأس عصيره
فأردفت :"لماذا تلاحقني ما الذي تريده؟"
"العصير هنا لذيذ" كان صوته كما تذكرته هادئا و ساخرا وفيه نبرة تسلية إستطاعت رؤية عينبه كانتا غير عاديتين لونهما أسود تقريبا لكن مع أضواء غريبة تتلألأ بداخلهما كما لو أنه بإمكانك أن تنظر لعينيه بشكل أعمق و أعمق حتى تسقط بداخلهما و تستمر في السقوط إلى الأبد
زفرت بضيق ثم إحتست شرابها دفعة واحدة لتتجه نحو ساحة الرقص
كان ثيو يراقبها و هي ترقص بصخب .أقبل شاب نحوها و أخذ يرقص معها  أحاط بذراعيه نحو رقبتها و أخذت تتمايل برشاقة
حاولت جوليات أن تدفعه عنها لكنه كان قويا جدا .. احاطها بذراعيه و جذبها نحوها لكنها صدمت بعد لحظات بأن يديه تتحركان فوق جسدها تتلمسان طريقهما فوق أجزاء جسدها
تحولت ملامح ثيو الباردة إلى كتلة من الحمم البركانية المتوهجة عابس التغيرات قاطب الحاجبين و أحمر العينيين تلك الحمرة النارية التي تكسو وجهه عندما ينشط غضبا لم يكن يحركه غير العنف و كأنه وحش سينقظ على فريسته في أية لحظة
لقد جن جنونه و فقد أدنى معاني لرأفة و الإنسانية .. فجأة رفع الشاب عنها ورماه بإتجاه الأخر كان هناك وميض قاتل في عينيه الداكنة وكانت تنبعث منه شرارات من الغضب و التهديد مما جعل جوليات تخاف منه أكثر مما كانت خائفة قبل قليل
زحف الشاب قليلا وأمسك بحافة الحانة ليعجل بالوقوف على قدميه ... رأت جوليات الدم يقطر من أنفه .. ثم تقدم ليهاجم ثيو مرة ثانية
"الرجل المهذب لا يفرض نفسه على أحد"
قال ثيو ضاربا الشاب و ملقيه جانبا .. هذه المرة كانت حركته بطيئة في الوقوف
"الرجل المهذب لا يهين إمرأة" قال
وجه الشاب كان يلتوي من الالم و عيناه تدوران 
فقد أوسعه ضربا ولولا قدوم  حراس النادي لفك هذا الشجار فسيرسله إلى العالم الأخر .. و إنتهى بهم المطاف هاربين
كانوا يركضون تحت المطر المنهمر لم يتوقفوا عن الركض الا بعد أن نظر ثيو خلفه  وتأكد من أن لا أحد يلاحقهم
وجه أنظاره نحوها كانت قطرات المطر تنزل من على خديها وتتراقص على أطراف شفتيها فأخذت تنشف شعرها المبلل بأطراف أصابعها
سألها" هل أنت بخير؟!"
إنتبهت إليه أخيرا
فأومئت رأسها قائلة "أجل"
رفعت نظرها إليه  إسطاعت رؤية عينيه الداكنة فقط  كانتا يجعلانها تشعر بالنعاس أكثر فأكثر  حاولت أن تهرب من نظراته و لم تفلح  حاولت جوليات إخفاء شعورها بالقشعريرة .. لكنها عرفت أنه رأى ذلك على أية حال
فجأة إقترب منها لم تستطع التنفس لقد كان يقف قريبا جدا منها قريبا كفاية بحيت إستطاعت أن تشم رائحة جلد سترته .. عيناه لا تزال مثبة عليها لم تستطع إشاحة بصرها بعيدا عنهما لم يكونا يشبهان أي عينين .... سواد مثل سواد منتصف الليل و بؤبؤيه يبرقان مثل عيون القطة
أحست جوليات بنبضات في شرايين عنقها أحنت رأسها أمام نظراته الثاقبة فأخذ وجهها بين يديه و كأن على طرف لسانه كلام يوشك أن يقوله لكن ثيو زم شفتيه وبسرعة إبتعد
"فلنعد إلى البيت تأخر الوقت"

Bodyguardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن