كان الضوء الأول للفجر يخطط الليل باللون الوردي و الأخضر راقبته جوليات من غرفة المنزل لم تستطع النوم و هي تفكر و الصداع يشتد لحظة بعد أخرى كانت تبكي بحسرة و مرارة فهي فقدت شيئا كان يشغل حيزا كبيرا في حياتها
ذكريات عشوائية عصفت في ذهنها جاسمين
كانت والدتها مقبلة نحوها لتطبع قبلة على جبينها
" أمي"
إنطلق لسانها عفويا
شعرت بإختناق و هي تعيد شريط ذكرياتها من جديد و تعيش الألم من جديد لذا خرجت من غرفتها و في نيتها إبتلاع قرص مسكن من الأقراص الموجودة في الثلاجة
توجهت مباشرة إلى المطبخ و أخذت قرص من البراد لتبتلعه مع كأس ماء ثم توجهت إلى الشرفة
لقد كان الشارع مهجورا البيوت البسيطة كانت تبدو صامتة كما لو أنها فارغة من الداخل الهواء كان نقيا و منعشا رفعت جوليات رأسها لتنتبه إلى البدر في منتصف السماء وأخذت نفس عميق شاعرة ببرودة المكان و قد ضمت ذراعيها حول صدرها كان جسدها يرتعش لكنها لم تكن تشعر بشئ غير الألم والضياع عودتها إلى هذا المنزل كان خطأ فادحا تعجز عن تصحيحه لقد أيقظ الكثير من الجراح التي ظنت أنها شفيت منها
فجأة شعرت بشيئ يتحرك و يلامس كتفيها فأصابها الذعر إستدارت ..... وشهقت
كان ثيو يقف ورائها تماما قريبا لدرجة أن ملابسها لامسته و هي تستدير تراجعت إلى الوراء بضع خطوات كان يرتدي نفس الملابس التي رأته أول مرة باللون الأسود جنز أسود بلوزة سوداء وسترة جليدية
وقال بصوت هادئ و ناعم
" هل أنت بخير!!"
كانت تشعر و كأنها مكنسة كهربائية و قد فصل سلكها عن المكبس وشلت عن الحركة
"ما الذي تفعلينه هنا في هذا الوقت المتأخر؟؟"
أخيرا ستطاعت رفع أنظارها نحوه وبقيت تنظر في عينيه الداكنتين... كانت عيناه غير مفهومة و مليئة بضوء غريب
" لا شيئ لا أشعر بالنعاس"
قالت وصوتها يرتجف
" لما كنت تبكين؟"
قال مسترخيا ناظرا إلى البدر ثم إستدار حولها
" تذكرت أشياء في الماضي"
صمت قليلا ثم همس قائلا و عيناه مركزتان عليها
" عن والدتك؟؟"
إلتفتت إليه بدهشة و نظرت إليه بإستغراب
" أجل"
صمتت ثم إسترسلت
" لقد توفيت حين كان عمري 4 سنوات لا أذكر عنها الكثير في الواقع أبي يرفض التحدث عنها حنى أننا إنتقلنا من هنا بعد رحيلها "
"أنا أسف"
كان صوته لطيفا و جذابا مع لكنة لم تستطع تمييزها
"لاتعتذر لا دخل لك في الأمر"
حل الصمت لبرهة ثم أردفت
" هل يمكنني أن أسألت "
إلتفت ثيو إليها صاغيا لما يقوله فتابعت
" من من نحن هاربين؟؟"
شعر ثيو ثيو بشيئ من التوتر و الإرتباك هناك أشياء كثيرة يعجز عن إخبارها
" من عصابة أو يمكنك من أشخاص خطرين "
قال و هو ينقل أبصاره بعيدا عنها
" ولما هم يلاحقوننا!!"
" هناك شيئا يهمهم بحوزتي"
قالت بفضول أكبر
" وما هو؟"
ضحك فجأة و قلب جوليات قفز من مكانه وسيم كلمة ضعيفة جدا ومن دون لون لوصفه لكن حتى عندما عادت شفتاه الى حالتهما الطبيعية تركت أثارا في عينيه
" حسنا يكفي لهذا اليوم يجب أن ترتاحي قليلا سننطلق بعد قليل"
قال بصوت عادي.....
أنت تقرأ
Bodyguard
Actionهناك شخص ما يراقبها لا تعلم كيف عرفت ذلك !! شخص ما خلفها في هذا المطبخ المعتم إستدارت بسرعة لتوجه الغرفة حدقت بقوة لترى إن كانت تستطيع رؤية شيئ من خلال هذا الظلام .... حاولت ان لا تتنفس لقد كانت مرعوبة يجب عليها الخروج من هنا هناك خطر حقيقي يحدق ب...