~ البارت الخامس ~

19.8K 528 37
                                    



ღ قراءة ممتعه للجميع ღ

- قطبت ريتا حاجبيها وشردت قليلاً وكأن أسم توم قد ذكرها بشخص ما وسرعان ما نظرت اليه بغرابة وقالت بتساؤل : هل قلت ان اسمك توماس جيفرسون ؟

فأومى توم برأسه وضيق عيناه قائلاً : اجل , هل من خطب ما في اسمي يا سنيوريتا ؟

فقالت على عجل : لا ابداً ولكن ....

قالت ذلك ثم تنهدت واردفت قائله وهي تبتسم : اعتقد ان الأمر مجرد تشابه اسماء اذ انني كنت اعرف شخصاً يدعى توماس منذ زمن بعيد وقد ذكرتني به عندما ذكرت اسمك والعجيب في الأمر انكما تشبهان بعضكما الى حد ما .

فقال روبيرتو بمزاح : ربما كان شخصاً عزيزاً على قلبكِ حتى تتذكرينه الان اليس كذلك ؟

فنظرت اليه وابتسمت قائله : بالنسبة لفتى مراهق فهو كذلك .

وبعدها عاودت النظر الى توماس قائله : تشرفت بمعرفتك , انا ريتا سابيلا ويمكنك الأعتماد عليَ بما يخص الطعام اذ ان السنيور ديلافيغا يقول انني طاهية ماهرة .

فأبتسم توم وقال : سعدت بلقائكِ .

اما اليخاندرو فقال بهدوء : هل انهيتِ حديثكِ اخيراً يا ريتا ؟

فنظرت اليه وابتسمت بسذاجة ثم قالت : اجل .

فتنهد وقال : هذا جيد , دعونا ندخل اذاً .

وبالفعل دخلوا جميعاً الى المنزل الذي كان داخله اكثر روعة وجمالاً من خارجه حيث ان كل زاوية فيه تعبر عن الجمال والأناقة والأصالة والإبتكار فهو كان يضم ست غرف نوم وثماني حمامات ومطبخاً واسعاً اقل ما يقال عنه انه قمة في الروعة والفخامة بينما كانت غرف الجلوس في الطابقين الأول والثاني مريحة وتساعد في تعميق الاحساس بالطراز الاسباني العريق السائد في أركان المنزل , اما بالنسبة لقاعة استقبال الضيوف الرئيسية فكانت عبارة عن عمل فني متقن التصميم اذ انها تطلّ على المساحة الخارجية من خلال الأبواب الزجاجية الضخمة المؤطرة بالخشب الأبيض فيما كانت مرتبة بعناية فائقة واثاثها يقتصر على قطع الموبيلية الأثرية والمقاعد المخملية الوثيرة التي تتكئ على " الموكيت " الأندلسي الذي يغطي الأرضية المصقولة بخشب الباركية بينما كان موقد النار الرخامي مثبتاً ضمن الجدار الرئيس ويمنح كل من يراه شعوراً جذاباً بالدفء .

- فلم تستطيع ازميرالدا اخفاء اعجابها وافتتانها الشديد بمنزل ابن عمها اذ انها لم تكن تتوقع ان يكون هذا الرجل القاسي والمتوحش كما تدعوه ذو ذوق رفيع فمنزله كان ساحراً بصورة خيالية لدرجة انها ابتسمت دون وعي عندما خطت الى الداخل ورأت كيف تكون الرفاهية الحقيقية مما جعل منزلها في لوس أنجلوس يبدو تافهاً تماماً اذا ما تمت مقارنته بهذا المنزل الذي اغراها بأن تعيش فيه الى الأبد , وقد لاحظوا جميعاً كم هي مبهورة بما تراه لذا فضل اليخاندرو ان يبقى صامتاً حتى لا ينغص عليها تلك اللحظة اذا ما تحدث معها ولو بكلمة واحدة بينما لم يتمالك روبيرتو نفسه فهو كان يطوق شوقاً لقدوم هذه اللحظة حتى ينتقم منها لأنها طردتهم اكثر من مرة عندما كانوا في منزلها فقال بغرور : ارى بأن المنزل قد اعجبكِ كثيراً يا سنيورا لدرجة ان عيناكِ اخذت تلمعان لمجرد انكِ رأيتي الردهة فقط فهل ادركتي كيف يكون الشكل الحقيقي للرفاهية ؟

~ لؤلؤتّي الصّغيرة ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن