سرعان ما تم الزواج بين السيد كولينز و شارلوت لوكاس. ثم غادرا إلى هانسفورد, وتلقت إليزابيث رسائل منتظمة من صديقاتها. كتبت بفرح, بدت محاطة بوسائل الراحة, وذكرت فقط الأمور التي تستطيع امتداحها. وقد أدركت إليزابيث أنها لن تعرف ما تبقى من هذه الأمور إلا عند زيارتها.
وقبل أن تغادر شارلوت إلى منزلها الجديد, حملت إليزابيث على الوعد بزيارتها. وقد سنحت الفرصة في شهر آذار(مارس). كان على السير وليم لوكاس وابنته الثانية, ماريا, القيام بزيارة هانسفورد, وجرى ترتيب أمر ذهاب إليزابيث معهما. تطلعت إلى الرحلة بفرح متزايد, خصوصا لأنهم خططوا لقضاء الليلة في لندن, حيث يلتقون جاين وآل غاردنر.
كان الوداع بينها وبين السيد ويكهام حميما جدا. لم يستطع سعيه الحالي أن يجعله ينسى إليزابيث تماما. وكانت مقتنعة بأنه, إن كان متزوجا أو عازبا, سيبقى بالنسبة إليها نموذجا للرجل الودي اللطيف.
كان كل شيء ممتعا ولطيفا خلال إقامتهم القصيرة لدى آل غاردنر في لندن. فرحت إليزابيث لأن شقيقتها كانت على ما يرام. لكن زوجة خالها أخبرتها سرا أنه بالرغم من أن جاين حاولت دائما أن تكون مرحة, فقد كانت هناك أوقات بدت فيها تعيسة جدا.
كانت هناك أيضا فرصة لإليزابيث وزوجة خالها للبحث بأمر ويكهام. فالسيدة غاردنر كانت تعرف تاريخ الرجل الحزين, لكن رأيها فيه أصبح أسوأ عندما سمعت عن سعيه إلى حب جديد. بالرغم من كل ما تمكنت إليزابيث من قوله, فقد كانت مقتنعة بأن ويكهام جشع.
وقبل أن تفترقا, تلقت إليزابيث بفرح غير متوقع دعوة للقيام مع خالها وزوجة خالها برحلة عبر انكلترا خلال الصيف. لم يقرروا بعد إلى أين سيذهبون, ولكن على الأرجح إلى أقصى الشمال. لم يكن هناك ما يفرح إليزابيث أكثر, فقبلت ذلك بامتنان شديد.
كان كل ما شاهدوه في اليوم التالي من الرحلة جديدا وثيرا بالنسبة إلى إليزابيث وكانت ذات مزاج حسن. لم تعد لديها مخاوف حول صحة شقيقتها, وقد منحها التفكير برحلتها الشمالية فرحا مستمرا. أخيرا أصبح بالإمكان رؤية هانسفورد ـ الحديقة المنحدرة إلى الطريق, البيت, السياج الأخضر و وشيع الغار. ظهرت شارلوت والسيد كولينز عند الباب وبلحظة كانوا جميعا خارج العربة. رحبت السيدة كولينز بصديقتها بفرح عظيم. ورأت إليزابيث في الحال أن أخلاق ابن عمها لم تتغير بزواجه. فأدبه المتزايد كان على حاله. وما أن دخلوا حتى رحب بهم مرة ثانية بشكليات فارغة في بيته المتواضع. لم تقدر إليزابيث إلا أن تفكر في أنه, عندما استعرض الغرفة وأثاثها الجيد, كان يتحدث إليها بشكل خاص, وكأنما يرغب في جعلها تفهم ما أضاعته بسبب رفضه. لكن, مع أن شيء بدا مرتبا ومريحا, لم تستطع أن تشعر بالندم. وبدلا من ذلك تساءلت عما إذا كان باستطاعة صديقتها أن تبدو مبتهجة مع رفيق كهذا. وعندما قال السيد كولينز شيئا من المعقول أن تخجل منه زوجته, لم تصغ إليه بتعقل.
وبعد الجلوس مدة كافية للنظر بإعجاب إلى كل قطعة أثاث في الغرفة, قادهم السيد كولينز إلى الحديقة. طلب منهم بشكل خاص أن يتأملوا منظر روزينغز, منزل الليدي كاثرين دي بورو, الذي كانت رؤيته ممكنة من خلال الأشجار أمام المنزل.
وسرعان ما علمت إليزابيث أن الليدي كاثرين موجودة في روزينغز. قال السيد كولينز عند العشاء: "سيكون لك شرف رؤية الليدي كاثرين دي بورو يا آنسة إليزابيث يوم الأحد القادم, ولست أحتاج إلى القول بأنك ستكونين مسرورة برؤيتها. إنها متواضعة جدا بحيث لا شك بأنك ستحظين بشرف الحصول على كلمة أو كلمتين منها. أنا متأكد من أنك وماريا ستكونان ضمن كل دعوة تشرفنا بها خلال إقامتكما هنا. فنحن نتناول العشاء في روزينغز مرتين في الأسبوع. إن عربة سيادتها تؤمر بانتظام لنقلنا إلى المنزل. إحدى عربات سيادتها, يجب أن أقول, لأن لديها عدة عربات".
في اليوم التالي حصلت إليزابيث على نموذج عن عطف أولئك الذين في روزينغز. كانت في غرفتها عندما بدا أن جلبة مفاجئة تحول المنزل بكامله إلى فوضى. صعد شخص ما الدرجات بسرعة فائقة ليناديها. إنه ماريا.
"عزيزتي إليزابيث, أسرعي, أسرعي! ادخلي غرفة الطعام لأن هناك مشهد رائع تشاهدينه! لن أخبرك عنه! انزلي في الحال!"
نزلتا إلى غرفة الطعام التي تواجه الطريق لرؤية تلك الأعجوبة. كانت هناك سيدتان أوقفتا عربتهما عند بوابة الحديقة.
صاحت إليزابيث: "أهذا كل شيء؟ ليس هناك سوى الليدي كاثرين وابنتها!"
قالت ماريا وقد صدمتها الغلطة تماما: "إنها ليست الليدي كاثرين. فالسيدة العجوز هي المعلمة والأخرى هي الآنسة دي بورو. يا للغرابة,إنها نحيلة وصغيرة جدا".
"أنها في غاية الوقاحة لتبقي شارلوت خارجا في هذه الريح الباردة. لماذا لا تدخل؟"
"أوه, تقول شارلوت أنها قلما تفعل. إنه لأعظم امتياز عندما تدخل الآنسة دي بورو".
قالت إليزابيث عندما تذكرت فجأة الشخص الذي ستتزوج به الآنسة دي بورو: "يعجبني مظهرها. إنها تبدو سقيمة ومتهجمة. أجل, أنها تناسبه تماما. إنها نموذج الزوجة التي يحتاج إليها".
كان السيد كولينز و شارلوت واقفين عند بوابة الحديقة يتحدثان إلى السيدتين, فيما وقف السير وليم لوكاس في المدخل كئيبا يراقب الفخامة الموجودة أمامه وينحني كلما نظرت الآنسة دي بورو ناحيته.
أخيرا انطلقت السيدتان بالعربة واستطاع السيد كولينز أن يخبر الآخرين عن حسن حظهم. فالمجموعة بكاملها مدعوة للعشاء في روزينغز في اليوم التالي.
أنت تقرأ
كبرياء وهوى لـ جين اوستن
Romanceترتكز أحداث الرواية حول إيلزابيث بينيت_الإبنة الثانية من بين خمسة بنات لرجل ريفى. كما أن السيد بينيت عاشقاً للكتب. ففى بعض الأحيان يتجاهل المسؤليات التي تقع على عاتقه. أما عن السيدة بينيت فهى إمرأة تفتقر التصرف الإجتماعى اللائق. بالإضافة إلى أن إيجا...