الفصل السابع والثلاثون ابتسامة الفرح

1.6K 91 0
                                    

سرعان ما حل يوم رحيل السيد ويكهام وليديا. فقالت السيدة بنيت:

"أوه, يا عزيزتي ليديا, متى سنلتقي ثانية؟"

"أوه يا إلهي, لست أدري. ربما بعد سنتين أو ثلاث".

"اكتبي لي دائما يا عزيزتي".

"بقدر ما أستطيع. لكنك تعلمين أن النساء المتزوجات لا يجدن الوقت الكافي للكتابة. أما شقيقاتي فيمكن أن يكتبن لي, إذ لن يشغلهن عن ذلك شيء".

ألقى السيد ويكهام تحية الوداع بشكل أشد عاطفة من زوجته. فقد ابتسم, وبدا أنيقا, وقال كلاما جميلا.

قال السيد بنيت حالما أصبحا خارج المنزل: "إنه لشاب لطيف كما عهدته. فهو يتكلف الابتسام ويتظاهر بحبنا جميعا. إني فخور فحتى السير وليم لوكاس نفسه ليس لديه صهر أعلى منه قدرا".

شعرت السيدة بنيت بالملل الشديد حقا بسبب فقدانها ابنتها. ولكن سرعان ما أزال هذه الحالة خبر ما. فقد تلقت مدبرة المنزل في نذرفيلد أوامر بالتهيؤ لوصول سيدها, الذي كان ينوي المجيء لقضاء بضعة أسابيع. كانت السيدة بنيت مثارة جدا. فنظرت إلى جاين وابتسمت, ثم هزت رأسها.

وقالت للسيدة فيليبس: "حسنا, حسنا, إذن السيد بنغلي آت يا أختاه. إنني لا أهتم بذلك. فأنا متأكدة من أنني لا أرغب في رؤيته ثانية. ومع ذلك فأهلا به في نذرفيلد إذا أراد أن يأتي. ومن يدري ماذا يمكن أن يحدث؟ إن ذلك لا يعني شيئا بالنسبة إلينا. هل من المؤكد أنه آت؟"

لم تقو جاين على سماع الخبر من دون أن تتورد وجنتاها, على الرغم من أنها أخبرت إليزابيث بأنها لم تشعر بالفرح أو بالألم. ومع ذلك قالت لأختها عندما اقترب يوم وصوله: "بدأت أشعر بالأسف لمجيئه. فأنا لا أحتمل سماع الحديث عنه طوال الوقت. إن والدتي لا تعرف كم أعاني مما تقوله. سأكون سعيدة عندما تنتهي إقامته في نذرفيلد".

كان الموضوع الذي جرت مناقشته بين والديهما منذ سنة تقريبا قد طرح للمناقشة من جديد.

فقالت السيدة بنيت: "حالما يأتي السيد بنغلي, يا عزيزتي, ستقوم بزيارته, طبعا"

"لا, لا. لقد أجبرتني على زيارته في السنة الماضية ووعدت بأنني إذا ما ذهبت لرؤيته فانه سيتزوج من إحدى بناتي. لكن لم يحدث شيء من ذلك ولن أقوم بدور الأبله ثانية. إذا كان يرغب في صحبتنا, فبوسعه أن يطلب ذلك. إنه يعرف أين نسكن".

وصل السيد بنغلي. فرأته السيدة بنيت في اليوم الثالث لوصوله يدخل الحديقة ويتجه نحو البيت. نادت على بناتها بلهفة ليشاركنها فرحتها. فلزمت جاين مكانها بحزم أمام المائدة, بينما اتجهت إليزابيث إلى النافذة كي ترضي والدتها. تطلعت, فرأت السيد دارسي معه, ثم جلست ثانية قرب شقيقتها.

وقالت كيتي: "هنالك سيد معه يا أماه, من تراه يكون؟"

"صديق ما يا عزيزتي. لست أعرف بالتأكيد".

كبرياء وهوى  لـ جين اوستنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن