في يوم الثلاثاء كانت هناك حفلة كبيرة في لونغبورن, وقد وصل السيدان اللذان كان انتظارهما مصحوبا باللهفة الشديدة في وقت مبكر. وعندما توجهوا إلى غرفة الطعام, انتظرت إليزابيث بلهفة لترى ما إذا كان بنغلي سيتخذ مقعدا له بجانب شقيقتها. فبدا عليه التردد لدى دخوله الغرفة, ولكن حدث أن نظرت إليه جاين وحدث أن ابتسمت. فاتخذ القرار, وجلس بجانبها.
نظرت إليزابيث إلى صديقه. فتصرف بنبل وعدم اكتراث, وكادت إليزابيث تتصور بنغلي قد تلقى منه الإذن لينعم بالسعادة, لو لم تشاهد عينيه تتجهان إلى دارسي بذعر نصف مضحك.
إن تصرف بنغلي تجاه جاين أقنع إليزابيث بأنه لو ترك وشأنه لكانت سعادته وسعادة جاين أكيدة. أما السيد دارسي فقد كان أبعد ما يمكن عنها, جالسا بجانب والدتها. كانت تعلم كم هو ضئيل السرور الذي يمنحه ذلك لكل منهما. وكان باستطاعتها أن ترى كم من النادر أن تحدث أحدهما إلى الآخر وكم كانا متكلفين وباردين. كان سلوك والدتها قد جعل المعرفة بما يدينون به إليه أكثر إيلاما لإليزابيث, فتاقت إلى أن تكون قادرة على إخباره بأن بعض أفراد العائلة قد علموا بعطفه.
أملت في أن يلتقيا خلال الأمسية. وفيما كانت متلهفة وقلقة, مر الوقت في غرفة الاستقبال قبل أن ينضم إليهن الرجال. أتى الرجال وبدا دارسي وكأنه يستجيب لآمالها. ولكن, واحسرتاه! لقد تجمهرت السيدات حول الطاولة حيث كانت إليزابيث تصب القهوة ولم يكن هنالك أي فراغ يسمح بوضع مقعد له بالقرب منها.
سار دارسي مبتعدا إلى ناحية أخرى من الغرفة. فتعقبته بعينيها وحسدت كل من تحدث إليه, ولم تجد من الصبر ما يكفي لصب القهوة. ثم غضبت من نفسها لشدة حمقها.
"رجل جرى رفضه ذات مرة! كيف يسعني أن أتوقع تجدد حبه؟"
لكنها تشجعت قليلا عندما أعاد بنفسه فنجان القهوة, واغتنمت الفرصة لتقول: "هل مازالت شقيقتك في بمبرلي؟".
"نعم, وستبقى هناك حتى عيد الميلاد".
"بمفردها؟ هل تركها كل أصدقائها؟"
"إن السيدة أنسلي معها, أما الآخرون فقد ذهبوا إلى سكاربورو".
لم تستطع التفكير في شيء آخر تقوله, لكن لو رغب في التحدث إليها لكان بمقدوره أن يقول شيئا. لكنه وقف بجانبها صامتا لبضع دقائق, وما لبث أن سار مبتعدا. عندما وضعت طاولات لعب الورق, أملت ثانية في أن تنضم إليه, لكنهما بقيا طوال السهرة إلى طاولتين منفصلتين. كان أملها الوحيد أن تتحول عيناه إليها أحيانا بحيث يخفق في اللعب مثلها.
كانت السيدة بنيت مبتهجة جدا بعد الحفلة. فقد رأت من تصرف بنغلي تجاه جاين ما يكفي لجعلها واثقة من أنها ستحظى به أخيرا.
كانت جاين فرحة أيضا. وقالت لإليزابيث: "لقد كان يوما لطيفا جدا, وبدا أن كل واحد في الحفلة متفق مع الآخر. آمل في أن تلتقي كثيرا".
ابتسمت إليزابيث.
"لا ينبغي أن تبتسمي هكذا ياليزي. إن ذلك يحرجني. لقد تعلمت الآن كيف أستمتع بحديثه بوصفه شابا لطيفا عاقلا, ومن دون أن أضمر أمنية أخرى. إني متأكدة من أنه لم يهدف أبدا إلى كسب مودتي. بل إنه ينعم بحلاوة الطباع أكثر من أي رجل آخر".
فقالت شقيقتها:"أنت قاسية جدا. أنت لا تسمحين لي بالابتسام فيما تدفعيني إليه في كل لحظة".
"ما أصعب أن يجد الإنسان من يصدقه في بعض الأحيان"
"وما أشد استحالة هذا في أحيان أخرى".
أنت تقرأ
كبرياء وهوى لـ جين اوستن
Romanceترتكز أحداث الرواية حول إيلزابيث بينيت_الإبنة الثانية من بين خمسة بنات لرجل ريفى. كما أن السيد بينيت عاشقاً للكتب. ففى بعض الأحيان يتجاهل المسؤليات التي تقع على عاتقه. أما عن السيدة بينيت فهى إمرأة تفتقر التصرف الإجتماعى اللائق. بالإضافة إلى أن إيجا...