الفصل ‎السادس والعشرون ‎إحساس أرق

2K 106 5
                                    


كانت رحلة إليزابيث إلى الشمال تقترب بسرعة. وهم, طبقا للخطة الحالية, لن يذهبوا إلى أبعد من دربي شاير. فهنالك في تلك المقاطعة ما يكفي للمشاهدة ولإبقائهم منشغلين لثلاثة أسابيع. وهي تتمتع بجاذبية خاصة قوية بالنسبة إلى السيدة غاردنر. فقد أمضت بضع سنوات في مدينة لامبتون, التي تاقت لتراها ثانية مثلما تاقت لرؤية المزيد من معالم المقاطعة الجميلة والشهيرة.

خاب أمل إليزابيث. فقد منت نفسها برؤية البحيرات. لكن كان عليها أن ترضى_وبالتأكيد كان الفرح من طبيعتها. وسرعان ما بدا كل شيء على ما يرام ثانية.

كانت هناك أفكار كثيرة تتعلق بدربي شاير. وقد تعذر عليها أن تتصور أي فكرة من دون التفكير في بمبرلي ومالكها. وفكرت:
"لكنني أستطيع بالتأكيد أن أدخل مقاطعته بأمان وأسرق تذكارات قليلة من دون أن يراني".

مرت أربعة أسابيع, ثم ظهر السيد والسيدة غاردنر وأطفالهما الأربعة أخيرا في لونغبورن. وقد اتفق على ترك الأطفال في ظل رعاية ابنة عمتهم جاين, التي هيأها عقلها الراشد وعذوبة طبعها لتثقيفهم واللعب معهم ولإحاطتهم بالحب.

أقام آل غاردنر في لونغبورن ليلة واحدة وانطلقا مع إليزابيث في الصباح التالي. كانت هناك متعة واحدة مؤكدة_هي انسجام الرفقاء. فهم كانوا متمتعين بالصحة واعتدال المزاج لتحمل المشقات, وبالمرح لزيادة كل متعة ومحبة, وبالذكاء لتسلية أنفسهم.

ليس هدف هذا الكتاب وصف دربي شاير أو أي من الأماكن الشهيرة التي مروا بها. بل إن كل ما يهمنا هو جزء صغير من هذه المقاطعة, منزل السيدة غاردنر السابق, حيث ما زال لديها أصدقاء. سلكوا الطريق باتجاه مدينة لامبتون الصغيرة, وعلمت إليزابيث من زوجة خالها أن مزرعة بمبرلي تقع على بعد خمسة أميال من لامبتون. وهي ليست بعيدة أكثر من ميل أو ميلين عن طريقهم. ولدى الحديث عنها في اليوم السابق, عبرت السيدة غاردنر عن رغبتها في رؤية المكان مرة ثانية. أعلن السيد غاردنر موافقته وطلب من إليزابيث أن تعلن موافقتها.

سألتها زوجة خالها: "ألا ترغبين يا حبيبتي في مشاهدة مكان سمعت الكثير عنه؟ أنت تعلمين أن ويكهام أمضى كل فترة شبابه هناك".

كانت إليزابيث حزينة. شعرت بأن لا شأن لها ببمبرلي. خطر في بالها فورا وهي تنظر إلى المنزل احتمال الالتقاء بالسيد دارسي. احمرت وجنتاها من الفكرة بالذات. وأخيرا, وعلى الرغم من أن زوجة خالها امتدحت جمال المنزل والأراضي المحيطة به, فقد قررت أن تذهب فقط إن وجدت أن العائلة غائبة عن بمبرلي.

وبناء على ذلك_فقد سألت أحد الخدام عندما آوت إلى غرفتها في تلك الليلة عما إذا كانت العائلة التي تملك بمبرلي قد جاءت لقضاء فصل الصيف فيها. فكان الجواب بالنفي عن سؤالها موضع ترحيب.


ولما لم يكن لديها أي سبب للخوف, فقد أحست بفضول بالغ لمعرفة المنزل. وعندما أثير الموضوع في الصباح التالي, أجابت بجو مناسب من عدم الاكتراث بأنها غير مستاءة من الخطة.

كبرياء وهوى  لـ جين اوستنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن