الفصل الحادي والعشرون السيد دارسي يعلن حبه

2.3K 112 22
                                    


عندما ذهب الآخرون, قرأت إليزابيث كل الرسائل التي كتبتها جاين, وكأنما ترغب في زيادة كراهيتها قدر الإمكان للسيد دارسي. لم تشتمل الرسائل على أية شكاوى, لكنها تميزت بمسحة حزن تختلف كثيرا عن مرح جاين المعتاد. إن تبجح دارسي المشين بأنه سبب كل هذه التعاسة جعل إليزابيث أكثر غيظا. وكان من المريح قليلا أن تفكر في أن زيارته إلى روزينغز ستنتهي عما قريب.

أثارها فجأة صوت جرس الباب. ولشدة ذهولها دخل السيد دارسي الغرفة. وبأسلوب سريع بدأ فورا بالسؤال عن صحتها, قائلا أن هذا هو سبب زيارته. فأجابت بتهذيب فاتر. جلس لبضع دقائق ثم نهض ثانية وسار في الغرفة. استغربت إليزابيث, لكنها لم تنطق بأية كلمة. وبعد صمت دام دقائق عديدة, أتى إليها وبدأ يقول بأسلوب مضطرب:
"لقد قاومت من دون جدوى. لن أفعل ذلك بعد الآن. فانا لا أستطيع كبح عواطفي. يجب أن تسمحي لي بأن أخبرك كم أنا معجب بك وكم أحبك بقوة".

تعدى ذهول إليزابيث كل تعبير. حدقت, احمرت خجلا, ساورتها الشكوك, ولبثت صامتة. اعتبر هذا تشجيعا كافيا. وتلاه بسرعة اعتراف بكل ما يشعر وما شعر به اتجاهها منذ زمن طويل. تحدث بشكل جيد, لكنه ذكر أشياء أخرى علاوة على حبه لها. وكان بليغا بصورة متساوية في موضوع كبريائه.فإحساسه بمنزلتها الأدنى _ بصعوبة القبول بعائلتها _ وصف بحرارة بحيث لم تكن إليزابيث راضية.

وعلى الرغم من كراهيتها العميقة الجذور, لم تستطع أن تكون غير مبالية بإطراء يوفره حب الرجل. ومع أن نواياها لم تتغير للحظة, فقد أسفت في بادئ الأمر للألم الذي سيتلقاه. لكن ملاحظاته الأخيرة أثارت غضبها مرة ثانية.

أنهى حديثه بالإعلان ثانية عن قوة عاطفته التي لم يستطع كبتها على الرغم من كل جهوده, وعبر عن الأمل في أن يكافأ بقبولها عرضه. فاستطاعت أن ترى بسهولة أنه لم يشك في جوابها. وهذا ما جعلها تزداد غيظا, فقالت:

"أعتقد أن العادة في مثل هذه الحالات هي أن يتم التعبير عن الشكر لمشاعر السيد, حتى إن لم يكن الشخص الآخر يشارك فيها. لم كان بمستطاعي الشعور بالامتنان لكنت شكرتك الآن. لكنني لا أستطيع _ لم ارغب أبدا في رأيك الصائب, وقد منحته على الرغم منك بالتأكيد. آسفة لنني أسبب الألم لأي إنسان. لكن ذلك ليس مقصودا, وآمل ألا يطول. إن الكبرياء الذي منعك طويلا من التحدث إلي, يستطيع أن يتغلب بسهولة على عاطفتك نحوي بعد هذا الشرح".









أصغى السيد دارسي إليها بغضب يوازي الدهشة, وعيناه مثبتتان على وجهها. شحب وجهه وظهر ارتباك ذهنه في كل ملامحه. كان يكافح ليبدو هادئا ولم يفتح شفتيه إلا عندما شعر بأنه يستطيع فعل ذلك. كان الصمت مريعا. فقال أخيرا بصوت ملزم بالهدوء:

"وهل هذا هو الجواب الوحيد الذي لي الشرف بتلقيه؟ قد أرغب في أن أعلم لماذا جرى رفضي من دون أية محاولة مهذبة. وقد يكون ذلك من قلة الاهتمام".

كبرياء وهوى  لـ جين اوستنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن