الفصل الثالث والثلاثون رسالة عاجلة

1.5K 91 0
                                    




بعد يومين من عودة السيد بنيت, وبينما كانت جاين وإليزابيث تتمشيان في الحديقة, سمعتا بأن رسالة عاجلة وصلت إلى والدهما من السيد غاردنر. فركضت الفتاتان للبحث عن والدهما. لكنه لم يكن في أي مكان في المنزل, ثم رأتاه أخيرا يسير باتجاه غابة صغيرة. ولم تلبث جاين أن تخلفت عن إليزابيث, لأنها لم تكن عداءة سريعة مثل شقيقتها, بينما ركضت إليزابيث إليه لاهثة الأنفاس وهتفت بشوق:

"أوه, بابا, ما الأخبار؟ ما الأخبار؟ هل بلغك شيء من خالي؟"
"نعم, لقد استلمت رسالة عاجلة منه".

"حسنا, وماذا تحمل الرسالة من أخبار؟ أهي طيبة أم سيئة؟"

قال وهو يتناول الرسالة من جيبه: "أية أخبار طيبة يمكن توقعها؟ لكن ربما تريدين قراءتها".

التقطتها إليزابيث من يده بلهفة. وكانت جاين قد وصلت إليهما.
فقال والدهما: "أقرئيها بصوت مرتفع, فأنا نفسي أكاد لا أعرف ما فيها".

"أخي العزيز,
ها أنا أخيرا قادر على إرسال أخبار عن ابنة أختي, وهي أخبار أتمنى إجمالا أن ترضيك. فبعد أن تركتني بقليل, تمكنت من اكتشاف مكانهما في لندن. لقد رأيتهما معا ـ".

هتفت جاين: "إذن حدث ما تمنيت دائما. لقد تزوجا".

وتابعت إليزابيث القراءة: "لقد رأيتهما معا. لكنهما لم يتزوجا, كما لم أستطع أن أكتشف أن هناك أية نية على القيام بذلك. ولكن إذا وافقت على الوعود التي قطعتها نيابة عنك, فإني آمل ألا يطول الوقت قبل أن يصبحا كذلك. وكل ما هو مطلوب منك هو أن تضمن لابنتك نصيبها العادل من الخمسة آلاف جنيه التي ستؤول لبناتك بعد وفاتك, وأن تخصص لها مئة جنيه في السنة خلال حياتك. هذه هي الشروط التي لم أتردد في الموافقة عليها نيابة عنك. سوف أرسل هذا بالبريد السريع لكي أحظى بجوابك بأسرع ما يمكن. ولسوف تدرك من هذه الشروط أن حالة السيد ويكهام المالية غير ميئوس منها كما اعتقدنا. وإنه ليسعدني أن أقول أنه سيبقى لابنة أختي المال, حتى بعد تسديد كل ديونه. فإن أذنت لي, سأصدر على الفور توجيهاتي إلى المحامين لإعداد اتفاقية مناسبة. ولن يكون هناك أبدا أي داع لقدومك إلى المدينة الثانية؟ فابق من ثم هادئ البال في لونغبورن واعتمد علي. ابعث بجوابك بأسرع ما تستطيع. لقد رأينا أنه من الأفضل أن يتم زفاف ابنة أختي من منزلنا. آمل أن توافق على ذلك. إنها ستأتي إلينا اليوم. سأكتب ثانية بأسرع ما يمكن".

هتفت إليزابيث بعد أن أنهت تلاوة الرسالة: "أهذا ممكن؟ هل من المكن أن يتزوجها؟"

قالت شقيقتها: "إن ويكهام ليس نذلا كما اعتقدنا. أهنئك يا والدي العزيز".

قالت إليزابيث: "هل أرسلت ردا على الرسالة؟"

"لا, لكن لا بد من القيام بذلك حالا".

وصاحت قائلة: "أوه, يا أبي العزيز, عد واكتب الرد في الحال. فكر في مدى أهمية كل لحظة".

قالت جاين: "دعني أكتب نيابة عنك إذا لم تشأ أن تزعج نفسك".

كبرياء وهوى  لـ جين اوستنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن