Gardenia | غاردينيا

29 «أئتمنه على حياتي»

كنت أشعر بالصداع ، ارتطام ملعقة إيريكا والسيدة روز بصحونهم ، والأصوات التي من حولي جعلتني أشعر بالصداع..  وكان هذا قاتلاً ، هذا جعلني أترك طعامي وأضع يداي الاثنتين على أذني..

السيدة روز اقتربت مني وقالت "هل أنت بخير بني ؟"

ابتسمت وقلت "أنا بخير..  سأذهب للمرصد.. "

نهضت من مكاني فقالت "أنت لم تأكل .."

"لا رغبة لي...  اعتني بإيريكا من فضلك ."

قلت وأومأت مبتسمة ، كنت أعلم أن ذلك لا يحتاج لتوصية ، أن روز هي الشخص الوحيد الذي أثق به بأمرٍ كهذا ، أن تعتني بشخصٍ آخر .. السيدة الروز نذرت حياتها لأجل ذلك ، كما أنها أكثر من يعلم كم تهمني حبيبتي المشوهة .. 

غادرت نحو عملي بالمرصد لأبدأ به ، كنا نعمل بصمت ، لكن صوت طرق ديفيد على أزرار لوحة المفاتيح يكاد يصيبني بالجنون ، ولسببٍ ما أنا لا أتضايق من صوت نقري ، على الرغم أن ديفيد يكتب بطريقةٍ هادئة ولا تظهر صوتاً على عكسي أنا -كما يعلق ديفيد دائماً- أهاجم اللوحة بأصابعي ولا أنقر بها ..

 صوت أغنية When you were young أعلن رنين هاتفي لأشعر بأن كل مقاومتي للصوت تفجرت ، شددت على رأسي بقوة فقال ديفيد "لم لا ترد ؟" 

نظرت لهاتفي لأجد رقماً غريباً من دولةٍ ما ، لعنت بصوتٍ خافت ليقول ديفيد مجدداً "ما الأمر ؟" 

"أتمنى ألا يكون مافي ذهني صحيحاً .." 

قلت وأنا أتنفس بنفاذ صبر ورددت على هاتفي "ناثان ستارز يتكلم .." 

"كيف حالك بني ؟" 

"أوه .. من الجيد أنك تذكرت أني موجود ، لو كنت ميتاً الآن لما علمت حتى !" 

قلت ساخراً دون أن أرد التحية حتى ، وأنا أفكر أني سأموت بأي وقت دون وسيلة للاتصال بوالدي الذين فضلا شركاتهم وتجوالهم بها علي !

سمعته يتنهد ويقول "هل ستعيد الجملة نفسها كل مرة ؟" 

"أنا جاد هذه المرة .." 

اختنق صوتي بالكلمة الأخيرة فشربت من كأس الماء أمامي لينظر لي ديفيد ويتابع حديثي بدقة ، سمعت والدي يقول بضيق "ما بك ناثان ؟" 

"أنت لا تهتم فلا تسأل ، هناك سبب لاتصالك .. أخبرني به لأني مشغولٌ حقاً .." 

"مشغول بماذا ؟ وما الذي يؤكد لك أني أملك سبباً ؟" 

"أنا في العمل ..

وأنت لا تتصل لتطمئن علي بطبيعة الأحوال -وإن كان واجبك أن تفعل-  لذا لا بد أنك تملك سبباً ؟" 

"ماذا تعمل . ؟"

تنهدت بنفاذ صبر وأنا أشعر أن صوت والدي يزيد الأصوات حولي ازعاجاً فقلت "في مرصدٍ فلكي .."