Gardenia | غاردينيا

23 «لا نختار من نحبهم»

"إيريكا ؟"

نطقت بصدمة وأنا أتأمل تفاصيل وجهها المشوه ، الذي اشتقت له ، اشتقت له بأموره الدقيقة ، كشعرها المسدل على طرفه محاولة إخفاء تشوهها ، أو التجاعيد المغطية للحرق والجلد الميت عليه..

ابتسمت وقالت "ألن تستقبلني ناثان ستارز ؟"

بدا وكأن صوتها هو الصوت الوحيد الذي لا يؤلمني سماعه مهما بلغت بي حالة التوتر ، رفعت حاجبي وقلت "ما الذي جاء بك إلى هنا ؟"

انتبهت للتو أن صوتي خرج مخنوقا ، أنا لم أنطق منذ أيام الا بكلمات معدودة ، أفسحت المجال لها فدخلت وهي تنظر للمنزل وتقول "جميل ، مرتب ومنظم كما العادة.. "

"إيريكا ؟"

نظرت لي وقالت "أطمئن عليك ، أنت مختف ، تقول إنك متعب قليلا لكن مر على هذا الكلام أسبوع ، أولم تتحسن حتى ؟"

"انسي الأمر.. "

رميت بكلماتي ببرود ربما ورميت بجسدي على الاريكة وأنا أشتم نفسي بسبب التأوه الذي خرج من بين شفتي ، مما جعبها تقترب مني وتقول "ناثان.. "

"أنا بخير إيريكا .."

وضعت يدها على كتفي وسألت "ما الذي حصل ؟ أنت اختفيت فجأة ولأسبوع ." 

"أنا لم أختفِ ، كنت هنا طوال الوقت .." 

أجبت ببرود وأنا أبعد نظري عنها ، كنت سأفضل ألا تأتي أبداً على أن تأتي بهذا الوقت ، وبالنسبة لها كان أن تصل متأخراً خيرٌ من ألا تصل أبداً ، وربما كانت محقة .. 

ديفيد  أيضاً محق بكل كلمةٍ يقولها ، برودي سيبعد إيريكا عني تماماً .. 

"أين روز والجميع ؟" 

"من تعينين بالجميع ؟" 

"والداك ، والخادمات .." 

زفرت بضيق وقلت "بحق الله إيريكا ؟ تعلمين أن والدي مسافران دوماً ، أشك بأنهما يتذكران أن لديهما ابنٌ حتى !" 

"كم مضى على سفرهما ؟ تأخرا هذه المرة !" 

نظرت للتاريخ بهاتفي وقلت "تسع أشهر ، إنها المرة الأولى التي يتأخران بها هكذا ، ولا أعلم لم ." 

"ألا يزعجك الأمر ؟" 

سألتني وهي تجلس على الأريكة ، أنا لم أفكر بهذا من قبل ، ربما أشعر بحريتي واستقلاليتي أكثر دون عائلة ، لكن أن تعيش حياتك دون أب وأم رغم وجودهما ، أظن أنه يشعرني بالانزعاج حقاً ..

"قليلاً ، أن يملكا سلسلة شركات ليس أمراً سهلاً ، لكن لا أعلم لمن يكنزون كل هذه الأموال ."

"لك .. ولأولادك وزوجتك .." 

نظرت لها بطرف عيني وقلت ساخراً "أنا لن أتزوج ." 

"لم ؟" 

"لأني لا أريد ذلك ..." 

لم أستطع إخبارها بالسبب ، كان ذلك السبب لي ، وعلي الاحتفاظ به لنفسي ، لن تدخل لحياتي فتاةً سوى إيريكا ، لأنها مهما كانت تلك الجديدة جيدة لن أحبها بقدر محبوبتي المشوهة ، نحن لا نختار من نحبهم ، لا يمكننا أن نفعل ، هذا السبب الذي يجعلنا نفشل بمعظم علاقاتنا كما أظن ..