46 «غريب»

2.7K 332 7
                                    

"أليس لديك عملٌ اليوم ؟"

أمي قالت وهي تراني أنزل مساءً من غرفتي ، تنهدت وأومأت برأسي ، رفعت حاجبيها وأشارت للساعة فقلت "لن أذهب .."

حركت كتفي بغير اكتراث فقالت "ماذا حدث لك بحق الله ؟"

"لا أريد الذهاب حقاً ."

رميت بجسدي مجدداً على الأريكة فقالت "هل كنت طوال الوقت في غرفتك ؟"

"أجل .."

"ماذا تفعل ؟"

"نائم !"

"وهل نزلت لتكمل نومك هنا ؟"

قالت ساخرة فضحكت وأجبت "لا أشعر برغبةً في النهوض !"

"هل تناولت غداءك ؟"

"لا .. سأذهب لآكل الآن ."

نهضت لأملأ معدتي الفارغة المسكينة لتقول أمي "هل تشعر بالبرد ؟"

لاحظت أني أفرك يداي ببعضهما بحركة لا إرادية وأسناني تتضارب بخفة ، تنهدت وقلت "الجو بارد جداً ."

"ليس بارداً ."

قالت وتنهدت ، مجدداً هي كانت محقة ، دخلت المطبخ لأجد الخادمات يعملن ، جلست على الطاولة هناك وقلت للخادمة نفسها ، وأظنها الخادمة الوحيدة التي أعرف شكلها في منزلنا .

"هل يمكنك إعداد بعض الطعام لي ؟"

"بالطبع سيد ناثان ؟ ماذا تريد أن تأكل ؟"

"أي شيء جيد معي ."

قلت وابتسمت ، هي بدأت تعد الطعام برفقة صديقتها ، عرفت أن اسمها ماري وكانت تلك معلومة جديدة لأضيفها لقاموس معلوماتي المحدودة حول عالمي .

كنت أكتف يداي حول جسدي أحاول التماس الدفء ، فسمعت ماري تقول "هل تريدني أن أجلب لك سترةً سيدي ؟"

نظرت لها ولم أجب ، في الواقع لا يوجد خادمة في المنزل دخلت غرفتي من قبل ، أشعر أن ذاك المكان لي وخاصٌ بي ، حتى أمي لا أحب أن تدخل له ، لم أكن أريد من تلك الفتاة أن ترى صور إيريكا ووشاحها على طاولتي ، لم أكن أثق بفضولها أو أمانتها إن كانت ستعبث بمصنف أوراقي ، لذا حركت رأسي نفياً وقلت "لا .. سأجلب واحداً لنفسي ريثما تنتهون ."

خرجت من المكان لأسمع الفتاة معها تقول لها "كما المعتاد ، هو لا يستطيع أن يسمح لأحد أن يدخل غرفته ."

"احترمي خصوصيته ."

ماري أجابت مما جعلني أبتسم ، دثرت نفسي بإحدى الستر الموجودة في خزانتي ، انتبهت أني أملك الكثير من الملابس ، ولا أعلم ماذا ستفعل بها أمي بعد أن أموت ..

أنا أملك الكثير من الأشياء حولي ، الكثير من الأمور التي لا أدري ماذا سيكون مصيرها حين أموت .

Gardenia | غاردينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن