36 «يعني لي الكثير!»

2.7K 350 20
                                    

مر أسبوعين..
ولا شيء تغير حقاً ، والداي مازالا في المنزل ، مع أخي الذي لم أتقبل وجوده حتى الآن..

أعلم أني اخطئ بتحميل أخي الصغير ذنب إهمال والديه لأخيه الأكبر ، لكن المشكلة العظمى أنه أخي وأنا حتى اليوم لم أنظر لوجهه لأكثر من عشر دقائق كنت مصاباً بحالةٍ عصبية سيئة بها وأدمر كل ما بوجهي ، وبعدها أنا توقفت عن الاهتمام بوجود والداي تماماً..

ديفيد مازال أخي وصديقي ، إيريكا مازالت حبيبتي المشوهة التي تواعد نيك ، نيك مازال كما هو..  مستفز ومزعج..

ومازلت وحيداً..

اليوم سأنقل أغراض إيريكا للمنزل الجديد ، وسآخذ جرعتي الثانية.. لكني سأكون مطمئناً عليها فهي بأيد أمينة..

حين سألت إيريكا عن قدرتها على السكن وحدها كانت تملك شرطين ، أن تجد عملاً ، وأن يكون هناك شخص تعرفه قريباً منها لمساعدتها في حال طرأ شيء..

بطبيعة الأحوال لم أكن مطمئناً لسكن إيريكا في بناء كامل وحدها ، لذا طلبت من ديفيد أن ينتقل للشقة التي اختار أثاثها بنفسه..

قال إنه سيسأل والدته ووالده الذي في السجن ، ثم أخبرني أنهما موافقان بشرط أن يبيع منزلهم ويشتري منزلي..

لم أكن أحتاج للمال لأبيع شقة في ذلك البناء ، لكن إصرار ديفيد جعلني أوافق ، هو سلمني النقود ووضعتها في البنك ، حين أموت سيرثها أحدٌ ما..

لذا..  البناء الذي أملكه منذ سنوات وكان شبه مهجور سيمتلئ اليوم..

ستمتلئ الحديقة بأخوة ديفيد ، ستحتل إيريكا أول شقة ، وديفيد وعائلته الشقة الثانية التي اشتراها ، أما الأخيرة ستبقى لي..

استيقظت صباحاً وأنا أمدد عضلات جسدي ، صرت بالآونة الأخيرة أنام كثيراً وربما بسبب الأدوية التي آخذها..

استحممت وبدلت ملابسي ، شربت الدواء النفسي خاصتي لتخفيف توتري ، وسحبت هاتفي وانا أنزل نحو الأسفل وأتصل بمالكة المتجر أذكرها أني وديفيد طلبنا إجازة اليوم لأجل النقل ، في حين ديفيد تولى المهمة ذاتها بالاتصال بمدير المرصد.

وجدت والدي جالسا الأسفل ، يقرأ جريدته بملل ، جلست على الأريكة قربا منه وقلت "صباح الخير أبي . "

"صباح الخير ناثان ، اليوم ككل يوم ؟"

سألني بملل فقلت "ليس لدي دوام في الجامعة اليوم ، وأخذت إجازة من عملي ، علي مساعدة صديق في أمرٍ ما.. "

ترك الجريدة من يده ونظر لي باهتمام وقال "من النادر أن تتحدث عن أصدقاء لك ، لم أعلم أنك تملك واحداً مقرباً حتى تأخذ إجازة لأجله.. "

"اسمه ديفيد ، ديفيد ستيوارت. "

"بم تريد مساعدته ؟"

كان اهتمام والدي ذاك لا يبعث الراحة أبداً ، عبثت بهاتفي بين يدي وقلت "سينتقل من منزله ، ويحتاج لمساعدة ، ربما لا تعلم لكن تلك الأمور مرهقة.. "

Gardenia | غاردينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن