توقفنا أمام باب منزلها وقد هدأت نفسها ، أطلقت تنهيدة عميقة وقالت بعتاب "لم سحبتني من هناك ؟"
نظرت لها بصدمة ، لم يكن هذا ما توقعته أبداً ، تنهدت وسألت "هل كنت تريدين مواصلة سماع أسئلته ؟"
"هذا لا يعنيك حقا ناثان.. "
"أوه.. "
خرجت من فمي وأنا أنظر لها ، عيناي أظلمت مباشرة ، أرجعت شعرها للوراء وقالت "أنا لست ضعيفة.. "
"أنت ضعيفة إيريكا ، أنت بكيتي من أول سؤال يمس جراحك. "
"هذا لا يهم.. "
صرخت "بحق الله إيريكا ، ماذا كنتي ستفعلين وهو يسأل عن أشياء تؤلمك واحدة تلو الأخرى ؟ كنت ستحكين له وتخبريه بألمك ، أم ستبكين أمامه ؟ منذ متى تحاولين استجلاب عطف أحد ؟ ماذا كنت ستجنين من تناول الغداء معه ؟"
شعرت بألم في حنجرتي أثر صراخي ، ربما كانت ستصمت وحسب حين أوبخها كما العادة لكنها صرخت بشكل مقابل "لا يهم ما كنت سأفعل ، أريد التعلم كيف أختلط بالناس ، لم يكن عليك القدوم من البداية ، لم يكن عليك التدخل ، أنا أحاول صناعة رابطة مع نيك.. "
"اي نوع من الروابط ؟ إن كان له علاقة بالصداقة فأنا صديقك إيريكا.. "
"لا.. روابط مختلفة فأنا مكتفية من الأصدقاء .."
اجابت بصراحة وخرجت من السيارة منهية النقاش ، لم يكن الغضب يليق بوجهها المشوه ، الحزن يزيده ألماً ، إن كنت أنا أشعر أحياناً بالشفقة اتجاهها فكيف الآخرين ؟
أغمضت عيني محاولاً طرد الأفكار من رأسي وعدت للمنزل..
ركنت سيارتي في الحديقة ودخلت لأسمع روز تقول لي "أهلا بعودتك سيدي الصغير ، إنها المرة الأولى التي تتأخر.. "
قبلت رأسها وقلت "لقد عدت.."
ابتسمت بحنان وأحاطت وجهي بيديها وقالت "أنت تزداد جمالا بوما بعد يوم.. "
أومأت ضاحكا ثم قلت "أنا جائع ، سأصعد لغرفتي لأبدل ملابسي قبل الذهاب لعملي.. "
"سأعد لك الغداء .."
"شكرا روز.. "
صعدت نحو غرفتي ورميت بجسدي على كرسي مكتبي منهكاً ، كتبت كل ما جال بنفسي اليوم من خواطر كانت على هاتفي ، ورميت الأوراق بعناية في المصنف الأسود الذي بات ممتلئا ..
كانت تقرأ الكثير من كتاباتي ، لكن ما كان له علاقة بها فلم أكن أسمح لها بقراءته ، لذا في الآونة الأخيرة هي لم تعد تقرأ شيئاً ، لأني لم أعد أكتب إلا عنها..
ورغم ذلك أشعر بطيفها قريباً مني ، وصورتها على مكتبي تراقبني ، بملامح طفلة سليمة الوجه في الرابعة عشر من عمرها ، وجمال شابة مشوهة الوجه في الثمانية عشر من عمرها..
![](https://img.wattpad.com/cover/131091983-288-k851031.jpg)
أنت تقرأ
Gardenia | غاردينيا
Romanceرغم كونه على حافة الموت، لكنه لم يتخلص من هوسه بزهرة الغاردينيا المشوهة.. "أحبك.. بعدد الأيام التي تمنيت أن أكون فيها بقربك!" غاردينيا.. "ناثان ستارز" R.M