11 «مظاهر خادعة»

3.4K 372 70
                                    

توقفنا أمام باب منزلها وقد هدأت نفسها ، أطلقت تنهيدة عميقة وقالت بعتاب "لم سحبتني من هناك ؟"

نظرت لها بصدمة ، لم يكن هذا ما توقعته أبداً ، تنهدت وسألت "هل كنت تريدين مواصلة سماع أسئلته ؟"

"هذا لا يعنيك حقا ناثان.. "

"أوه.. "

خرجت من فمي وأنا أنظر لها ، عيناي أظلمت مباشرة ، أرجعت شعرها للوراء وقالت "أنا لست ضعيفة.. "

"أنت ضعيفة إيريكا ، أنت بكيتي من أول سؤال يمس جراحك. "

"هذا لا يهم.. "

صرخت "بحق الله إيريكا ، ماذا كنتي ستفعلين وهو يسأل عن أشياء تؤلمك واحدة تلو الأخرى ؟ كنت ستحكين له وتخبريه بألمك ، أم ستبكين أمامه ؟ منذ متى تحاولين استجلاب عطف أحد ؟ ماذا كنت ستجنين من تناول الغداء معه ؟"

شعرت بألم في حنجرتي أثر صراخي ، ربما كانت ستصمت وحسب حين أوبخها كما العادة لكنها صرخت بشكل مقابل "لا يهم ما كنت سأفعل ، أريد التعلم كيف أختلط بالناس ، لم يكن عليك القدوم من البداية ، لم يكن عليك التدخل ، أنا أحاول صناعة رابطة مع نيك.. "

"اي نوع من الروابط ؟ إن كان له علاقة بالصداقة فأنا صديقك إيريكا.. "

"لا.. روابط مختلفة فأنا مكتفية من الأصدقاء .."

اجابت بصراحة وخرجت من السيارة منهية النقاش ، لم يكن الغضب يليق بوجهها المشوه ، الحزن يزيده ألماً ، إن كنت أنا أشعر أحياناً بالشفقة اتجاهها فكيف الآخرين ؟

أغمضت عيني محاولاً طرد الأفكار من رأسي وعدت للمنزل..

ركنت سيارتي في الحديقة ودخلت لأسمع روز تقول لي "أهلا بعودتك سيدي الصغير ، إنها المرة الأولى التي تتأخر.. "

قبلت رأسها وقلت "لقد عدت.."

ابتسمت بحنان وأحاطت وجهي بيديها وقالت "أنت تزداد جمالا بوما بعد يوم.. "

أومأت ضاحكا ثم قلت "أنا جائع ، سأصعد لغرفتي لأبدل ملابسي قبل الذهاب لعملي.. "

"سأعد لك الغداء .."

"شكرا روز.. "

صعدت نحو غرفتي ورميت بجسدي على كرسي مكتبي منهكاً ، كتبت كل ما جال بنفسي اليوم من خواطر كانت على هاتفي ، ورميت الأوراق بعناية في المصنف الأسود الذي بات ممتلئا ..

كانت تقرأ الكثير من كتاباتي ، لكن ما كان له علاقة بها فلم أكن أسمح لها بقراءته ، لذا في الآونة الأخيرة هي لم تعد تقرأ شيئاً ، لأني لم أعد أكتب إلا عنها..

ورغم ذلك أشعر بطيفها قريباً مني ، وصورتها على مكتبي تراقبني ، بملامح طفلة سليمة الوجه في الرابعة عشر من عمرها ، وجمال شابة مشوهة الوجه في الثمانية عشر من عمرها..

Gardenia | غاردينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن