خرج من مقابلة عمله ليجدها تجلس في المكتب تنتظره وعلامات الملل باديةٌ على وجهها ، ابتسم لها فبادلته الابتسامة وسألت "كيف سار الأمر ؟"
"أفضل مما تصورين ، سأبدأ العمل مساءً ، تريدين الذهاب لمكانٍ ما ؟"
نظرت لساعتها وقالت "لنذهب للجامعة ، ونجلس في المقهى ريثما تبدأ محاضرتنا الأولى وحسب ."
كان غارقاً بأفكاره طوال الطريق ، يفكر بجدول أعماله ، حين توقف أمام باب الجامعة نزلت قبله بينما هو أمسك هاتفه ليرى التزاماته ، أدرك أن عليه في الغد أن يذهب لمراجعة الطبيب ، علم أن الغد سيكون صعباً جداً .
سرح بأفكاره وأيقظه طرقها على زجاج نافذته ، خرج وابتسم لها ، كانت ابتسامةً كاذبة ولم تدرك هي ذلك على الأغلب ، حين دخلا للمقهى طلب منها أن تجلس ريثما يطلب هو ، توجه نحو راندي وألقى التحية ليردها الأخير بحماس وسأل "أنت مبكرٌ اليوم ؟"
"كان لدي ما أفعله خارج المنزل ، وفكرت أن أتناول الفطور هنا ريثما تبدأ المحاضرة الأولى "
"مع حبيبتك ؟"
ابتسم بألم وقال "لا يمكنك أن تصفها بهذا ، فهي لا تبادلني هذا الحب ."
رفع حاجبه باستنكار وقال ساخراً "يا لك من بائس ."
"هي قالت ذلك بلسانها ، ولست أنا من يعترض على هذا ."
أنهى جملته ثم قال مغيراً الحديث "أريد قهوةً بيضاء ، وفنجان شاي مثلج ، وأريد أيضاً شطيرتي برغر فنحن لم نتناول فطورنا بعد ."
"هل هناك من يفطر البرغر ؟"
سأل مستغرباً فانفجر ضاحكاً وقال وهو يهز كتفيه "هي تحبه على الفطور ، ماذا عساي أفعل ؟"
ابتسم له مجدداً وقال "هل يمكنني أن أشارككم الطعام ؟ لم أتناول فطوري أيضاً والمقهى فارغٌ من الزبائن ."
"بالطبع ، سأكون عند طاولتي يا صاح ."
غادر ناثان وأعد راندي طلبهم ، مضيفاً إليه شطيرة برغر له ، أنهى ما بيديه وجلس معهم وهو يقول "مرحباً آنسة إيريكا ، أدعى راندي وأنا صديق ناثان ."
ابتسمت بعذوبة وأجابت "أهلاً سيد راندي ، أنا إيريكا ، أنا وناثان أصدقاء منذ الطفولة ."
تبادلا أطراف الحديث معرفاً كل شخصٍ عن نفسه ودراسته واهتماماته ، كان ناثان في عالمٍ آخر تماماً ، يرتشف قهوته ببطءٍ لا مثيل له ، ويتمتم بكلماتٍ غير مفهومة ، في النهاية هو نهض من مكانه وقال "سأغسل وجهي وأعود ."
نظر كلاهما له باستغراب وغادر نحو الحمام ، هو لم يغسل وجهه فعلياً بل وضع رأسه تحت المغسلة وفرغ الكثير من المياه على رأسه قبل أن يغلقها أحدهم ويسمع صوته يقول له "أنت تحب أن تؤذي نفسك ؟ أم تحاول أن تمرض ولا تجد طريقةً سوى تعريض نفسك للبرد ؟"
أنت تقرأ
Gardenia | غاردينيا
Romansaرغم كونه على حافة الموت، لكنه لم يتخلص من هوسه بزهرة الغاردينيا المشوهة.. "أحبك.. بعدد الأيام التي تمنيت أن أكون فيها بقربك!" غاردينيا.. "ناثان ستارز" R.M