38 «عن الحياة»

2.6K 338 23
                                    

"معدل شفائك في تناقص .."

قالها الطبيب بصراحة وهو ينظر لي ، تنهد وأردف "أنا أبذل جهدي ، لكن لا يوجد أي تحسن ، الورم ينتشر بجسدك بشكلٍ كبير .." 

"أنا أفكر أن أتوقف عن أخذ العلاج .." 

قلت بصراحة فنظر لي وقال "لم ؟ لم تفقد الأمل ناثان ؟" 

"أنا لا أفقد الأمل ، ولكني واقعي ربما ، لم سأستمر بأخذ علاج لمرضٍ لن أشفى منه ، طالما حالتي تتدهور على أي حال .." 

تنهد وقال "ناثان .. أنت لا يمكنك أن تتوقف هكذا .." 

"العلاج يتعبني جداً ، أنا أدخل سموماً قاتلة لجسدي ، وفي النهاية أنا لن أستفيد ." 

"ناثان .. من فضلك ، إن كنت تظن أنك ستموت بأي حال فلم لا تتمسك بخيط الأمل الذي لديك ؟" 

"لأني سأموت على أي حال ، فلم أزيد من جسدي تعباً ؟" 

تنهد وجلس على مكتبه وقال "أنا أعلم أن آثار العلاج السلبية تؤثر عليك ، لكن عليك أن تكون قوياً ، ألا تفقد الأمل ، رأيت أناساً مثلك وتعالجوا ، وأنا أقسم بأمانتي كطبيب أن هذا ليس مستحيل .." 

"لا أعلم حقاً ، أشعر فقط أني لا أستطيع تحمل تعب آخر .." 

قلت باستسلام فتنهد وقال "فكر بالأمر جيداً ، واتصل بي مساءً .." 

أومأت له وعدت نحو منزلي ، مرت عدة أيام على جرعتي الأولى ، توقفت للحظات بسيارتي أمام المقهى في منتصف البلدة لأرى حبيبتي بوجهها المشوه تعمل كنادلة هناك وتبتسم للناس ، ابتسمت لضحكتها ، هي قادرة أخيراً على الاعتناء بنفسها ، قادرةٌ على أن تكون أفضل ..  

هي الآن تسكن بشقة لوحدها ، تعمل وتكسب مالاً ، أصبحت أفضل في الدراسة كونها تخلصت من الضغوط النفسية حولها ، كونها تخلصت من جورج وشبح عائلته للأبد ، تعلمت القيادة جيداً وإن لم تملك سيارة حتى الآن.. 

هي فقط حققت معظم أحلامها ، وأستطيع أن أكون مطمئناً عليها !

... 

"مرحباً بعودتك سيدي الصغير .." 

"لقد عدت سيدة روز .. أين والداي ؟" 

"أمك بزيارة لصديقاتها ، ووالدك في العمل ، وأخوك في عنايتي ، هو نائمٌ بالغرفة .." 

قالت لأتنهد ، حتى اليوم أنا لم أرَ أخي ، لم أحمله ، لم أعانقه ، ولم أقترب منه ، لا يمكنني تفسير ذلك ، ولا أعلم لم أفعله .. 

توجهت نحو غرفة والداي وفتحت الباب لأجد ذلك الطفل نائماً بسلام ، اقتربت منه واستلقيت بجانبه على السرير ، أنظر له بشفقة ربما ، أخاف أن يعيش حياته كما عشت حياتي بعيداً عن عائلته .. هذا سبب لي أزمةً نفسية قوية .. 

كنت أريد حمله ، لكني كنت خائفاً ، كما أني لم أرد أن يستيقظ ويبكي لأني غير قادر على تحمل الأصوات أبداً .. 

Gardenia | غاردينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن