"كيف حالك سيد لوكال.. "
صافحته بهدوء فابتسم لي وقال وهو يشير على رجل خلفه "أعرفك ناثان ، محامي شركتنا.. "
كان علي أن آخذ نفساً وأعد حتى الثلاثة قبل أن أنظر له ، ربما لأني أملك شعوراً قوياً أن مصير حبيبتي بيد هذا الرجل..
تفاجأت من شكله ، توقعته كبيراً بالعمر ، أو على الأقل أكبر مما يبدو عليه ، كان بأول الثلاثينات بشعرٍ أسود قاتم وبشرة بيضاء ووجه جميل..
بدا وكأن بيننا طبقات اجتماعية كبيرة إن نظرت لبدلته وشعره المصفف بعناية وأنا أجلس أمامه بشعري الطويل مرتدياً جينز.. هذا كان نظرياً فقط ، عملياً.. الأمر مختلف والمظاهر تخدع!
صافحته وجلسنا ثم جاء النادل ليطلب كلاهما قهوة ، وأخذت أنا القهوة البيضاء المفضلة لدي.
ابتسم لوكال وقال "لقد كبرت ، أصبحت أطول وأكثر رجولية.. "
"وأنت أيضاً شاب شعرك.. "
قلت ساخرا فابتسم وسأل "متى سنراك مديرا لشركتنا ، باقي سنة وتتخرج.. "
"ليس قريباَ ، أنا لا أفكر بهذا الآن. "
"شابٌ بمثل قدراتك من السيء أن يبقى دون عمل.. "
وضع النادل القهوة على الطاولة فشكرته وأجبت "أعمل بعمل جزئي كمنسق نشاطات في مرصد فلكي ، وكمسجل حسابات في متجر صغير.. "
"هذا لا يليق بابن صاحب سلسلة شركات.. "
قال المحامي الذي تحدث أخيراً فأجبت وأنا أهز كتفي بغير اكتراث "على الأقل يليق بطالب جامعة.."
ابتسم وقال "دعنا نناقش قضيتك فلدى كل شخصٍ منا عمله ، من بعد إذن السيد لوكال.. "
أومأ لوكال فتنهدت وقلت "منذ أربع سنوات كنت أملك صديقاً غالياً جداً علي يدعى آرثر ، كان يشاركني حياتي بتفاصيلها يدعمني بالمشاريع التي أقوم بها ، ونتيجة لاحتكاكي الشديد به أنا تعرفت على عائلته كلها ، أمه وأبيه وأخته الصغرى إيريكا."
شربت من قهوتي البيضاء مانعاً اختناق صوتي ، أنا لا أتحدث عنه أبداً ، ولا ألفظ اسمه أبداً ..
كان صديقي الوحيد ومات قبل أربع سنوات ولم أتخذ غيره إلا ديفيد ، وراندي ربما..تنهدت وتابعت "حدث حريقٌ في منزله ، أدى لموته وموت والديه ، الأخت الصغرى نجت بأعجوبة.. "
"أنت أنقذتها.. "
قال لوكال ليعيد لي ذلك اليوم حين كنت في التاسعة عشر اخترقت النيران بجنونٍ شبابي وبحثت كالمجنون عن آرثر وإيريكا ، شاهدته يحترق أمامي ويبكي طالباً مني إنقاذ أخته فقد فات الأوان بالنسبة له..
صديقي الوحيد مات محترقاً أمام عيني ، تركته لألسنة اللهب تقتله ببطء ، وذهبت أنفذ وصيته الأخيرة !

أنت تقرأ
Gardenia | غاردينيا
Romanceرغم كونه على حافة الموت، لكنه لم يتخلص من هوسه بزهرة الغاردينيا المشوهة.. "أحبك.. بعدد الأيام التي تمنيت أن أكون فيها بقربك!" غاردينيا.. "ناثان ستارز" R.M