ضياع عباس 31

9.7K 754 69
                                    

لطفا تابعوا صفحتنا وصوتوا لرواياتنا كي ناتيكم بالمزيد .. مودتي

زمـــــن الضيـــــــــــاع
الجزء الثاني
الحلقة - 16 -
انصدمت من سمعت حچي ابو كريم .. عم عباس .. حتى تفكير ما عاد بيَّ افكر .. وچماله عفت فطم بالبيت .. من تذكرتها سمعت صدى صوتها يضرب باذاناتي . تهيأ لي كانت تبچي .. جوعانة تريد رضاعة .. راسي گام يوش وعيوني غوشن وحتى صدري گام يوجعني .. خليت راسي بين ايدي وگعدت بالگاع بنص الحوش .. بدن رجلي  يتراجفن وما عاد يشيلني .. بقيت مغمضة عيوني وصافنة لدقايق .. سديت اذاناتي بايدي وسندت راسي بيناتهم .. حسيت براسي صار اثگل واكبر من حجمه ..
رجع ابو كريم يسأل بعمي ابو شهاي باي ساعة طلعوا للنجف ..؟ وباي ساعة رجعوا ..؟ حسبالك ديشكك بحچيه ويحقق ويا ..
ما استحملت الگعدة بالگاع ..

حچي عمي ما كان موزون .. كل ساع يحچي شكل .. ضجت من حچيه وما عاد اعرف شسوي .. بقيت احوص بمكاني .. صوت فاطمة بقى يتردد باذاني .. اريد انهزم من المكان ..
استندت على ايدي وگمت ..
من وگفت حسيت الدنيا تلف وتدور بيَّ .. تحاملت على فسي وانتچيت على الحايط وتوجهت لباب الحوش ..
ولا واحد منهم اهتم لحالي .. شلون طلعت من البيت ..؟!! وشلون وصلت لراس الشارع ؟!! وشلون اجرت تكسي ..؟!! وشگلت لابو التكسي ..؟؟ ما اتذكر .. !!
حتى الطريق .. رغم طوله ما حسيت بي .. ولا عرفت منين فاتت السيارة ومنين طلعت ... لحظات احس وكأنه مضى على وجودي بالسيارة ساعات .. ولحظات اخرى انسى نفسي ويتلاشى الوقت والزمن من ذهني ..
من دوختي وخوفي على عباس نزلت من السيارة بلا ما انطي السايق اجرته .. صاح لي ورجعت تعذرت من عنده وانطيته دينارين بلا ما انتبه للعداد .. ومشيت وخليته ..
رجليَّ كانت تتطاخخ ابعضها . ما صدگت اوصل البيت .!!
قبل لا اوصل الباب سمعت صوت فاطمة تبچي .. من سمعتها تنشطت واحتييت بي عاطفة الامومة ونسيت كل شي .. ركضت ودفعت الباب ودخلت للغرفة, واخذتها بحضني وانطيتها صدري وبديت ارضع بيها و ابچي ..
تفاجأت امي فضيلة من شافتني منهارة وابچي ..
سألتني عن عباس .. كانت خايفة ليكون جرى له حادث .. اندعم ومات ..!! وله دعم واحد وانسجن !! ومن هالشغلات .. !!
كفكفت دموعي ومسحتهن باذيال عباتي .. وسولفت لامي فضيلة على اللي صار .. سمع ابوي بالسالفة وبدا يسب ويغلط على عباس وعلى غازي .. حمَّل غازي كل المسؤولية عن كل اللي صار بينا من ورا مرته واخوها .. ورجع سألني عن السيارة .. ومن عرف بيها موجودة اباب بيت اهل عباس .. بدى يلوم بيَّ چيف ما جبتها وياي ..
بقيت ساكته ما ردت اجادلة .. ما كان على بالي لا سيارة ولا غيرها .. اهم شي يطلع عباس من الحبس ويرجع لي ..
اما ابوي فكان كل همه .. بقايا الاربعمية دينار اللي تديَّناهن منه .. واللي رجعنا له منهن خمسين او مية دينار ..
$$$$
چتفتني البنية ... كل يوم بودي اروح لبيت اهل عباس حتى اعرف شصار من تطورات القضية .. من ورا فطومة ما تمكنت .. لا بيَّ حيل اخذها وياي .. ولا گلبي ينطيني اعوفها عند امي فضيلة واروح لوحدي ..
اربعة ايام بقيت انتظر يجيني عباس او يجيني احد من اهله يطمني عن اخبارة .. ولا احد وصلني منهم ولا عرفت خبر عنه ..
يوم الخامس .. الصبح .. شلت بنتي على صدري .. ومن شافني ابوي دا اروح لوحدي .. رفگ وياي ..
ما كنت اريد اتعب ابوي .. اعرف بي عصبي ومريض وخفت لا يسمعونه حچاية .. ويرد عليهم باكبر منها .. وتكبر السالفة ونقع باشكال ثاني ..
ترجيته يبقى .. واصر يجي وياي ..
من وصلنا لهم .. تلگونا ابو عباس وابو كريم بالباب .. نافخين نفسهم .. همَّ اصحاب الراهي .. كأنه احنا اللي گلنا لعباس يروح وي اخو رضا للنجف ...
ما كان هامهم عباس .. كل اللي كان هامهم رضا .. لان كان متزوج من بنت عمَّه ابو كريم قبل اسبوعين .. وخايفين لتكون تهمته چبيرة وثابته عليه .. ويتاذون منها ابو كريم وولده اللي يداومون بالامن ..
ما اعرف شلون صبر ابوي على حچيهم وتحمل غثاثتهم .. ما راد يطول وياهم ويجادلهم .. گال لهم:- عمي .. حقكم علينا ... ولو احنا ما النا ذنب .. ولا نعرف ليش سجنوا ابنكم الامن .. بس نعذركم .. اللي بدر منكم ... استغفر الله يا ربي .. – تافف ابوي واخذ صفنه ورجع كال - :- ابو شهاب .. هذا حچيكم مردود عليكم .. مع هذا ما جيناكم ندور مشاكل ولا طلايب .. انتو بيا حال واحنا بيا حال .. وان كان تريدون تذبوها براسنا .. فيا دار ما دخلج شر ... بنتنا يمنا وبنتكم يمكم .. ومنا وهيچ لا تقربون علينا ولا نقرب عليكم ..
كان ابوي يحچي بكل هداوة .. وادري بي من جوه لجوه يغلي غلي .. بس ابو عباس حسبالك متحمل علينا .. دار وجهه ومن ورا خشمه گال لابوي:- ما دام طلعت منك .. لعد اخذ بنتك وراوينا عرض اچتافك ..
ابوي تعرفون كبر وما عاد بي حيل الاول .. تأوه واستغفر ربه وگال له :- لا تنسى ابو شهاب اني جايك لبيتك .. وهاي عليها حشم .. ومع هذا راح امسحها بلحيتي واتجاوزها .. حق النسبة اللي بينا وبينك .. بس قبل ما اروح اريدك تنطينا سويچ السيارة .. السيارة تعود ليَّ .. ما روح الا اخذها ..
شو ذاك بيانه ينراد له حجة صار عصبي وصاح بابوي:- هاي العرفناها .. عرفت بيكم ما جايين من اجل تطمنون على عباس ورضا .. كل اللي هامكم السيارة ... عمي سويج السيارة ذااااك عند الامن .. اذا بيك زود روح جيبه وتعال اخذ السيارة وتگشر بيها وخلصنا من شرها ..
منين ما يجيبهم ابوي بالعيني والاغاتي يطلعون له بسالفة عوجه ..
باوعت على وجه ابوي بدا ينطي الوان .. يصفر ويحمر ويچبد ويزرگ .. وشفت ايديناته يتراجفن وخفت عليه لا يتخربط .. چلبت بايدنه وبديت ابوس بيهن واتوسل بي حتى يعوف بيت ابو عباس والسيارة ونعود لبيتنا ..
طاوعني وعفنا بيت ابو عباس .. من ورا حچيهم گلبي امتله غيض منهم .. وبقيت ساكته وكاتمه حقدي .. خفت لا من احچي ينفعل ابوي ويصير علي فد شي ..
هو هماتين كل الطريق بقى ساكت ويتافف .. ويستغفر ربه ..
حتى ابرد على خاطره .. وعدته ارجع لهم غير يوم .. واطلع السيارة من عيونهم .. مكاتبة السيارة باسمي .. فما لهم حق يعصون بيها .. وبعدين شنو دخل الامن بالسيارة ..؟!! وشنو دخل السيارة بالامن ..!!؟
بقيت اردد وي نفسي .. هينه .. يطلع عباس واني اعرف تدبيري وياكم ..!! الا احچي له كل اللي سويتوا بيّ بغيابة .. واحرّم عليه شوفتكم .. واحرمكم من شوفته ..
&&&
خليتها تمر كم يوم واني گلبي على نار .. انتظر طلعة عباس من السجن .. بس ولا بين ولا جاني منه خبر .. غافلت ابوي وبحجة اروح اراجع المؤسسة .. لان الناس اكلت وجهي وثبرتني على الطحين ..
من يوم اختفى عباس ما رحت قطعت حصتنا بالوكالة ..!!
عفت فطم عند امي فضيلة ورحت لهم لمدينة الحرية .. من باوعت من راس الشارع وما شفت السيارة اباب البيت گلبي لسبني ... هاي صدگ بس لا جايين الامن ماخذينها ..!!
من طبيت البيت ما لگيت احد غير هناء وامها .. من سألت عن عباس جاوبوني من ورا خشومهن .. ولا افتهمت شي من حچيهن .. ومن سالتهن عن السيارة .. گالن لي اخذوها الامن .. فسالتهن عن مكان مركز الامن حتى اروح لهم واعرف منهم شي عن سالفة عباس وعن السيارة .. لان مكاتبة السيارة باسمي .. حذرني ونصحني حتى لا اروح اطالب بيها .. وخوفنّي لا يسجنوني اذا عرفوا بي اني المشترية السيارة .. فبقيت الح عليهن بالسؤال حتى اعرف اللي مسوي عباس .. ولا جاوبنّي .. !!
ما كان بامكاني ابقى هوايه عدهم .. وبعدين شنتظر .. !! شو اي شي اسالهن عنه ما ينطني جواب .. !! ما گدرت احصل منهن لا حق ولا باطل ..
لبست عباتي وطلعت .. اجرت تكسي من راس الشارع للمؤسسة حتى اگطع الحصة ..
من صرت بالساحة الچبيرة اللي عند معمل طحين الچلبي .. اللي بركن مدخل مدينة الحرية من جهة الكاظمية .. اضطر السايق يصعد بسيارته فوگ الرصيف من ورا الازدحام والهوسة والتربان .. لان كانن الشفلات دا يشتغلن بالساحة ويحورونها ويخلون بمكانها اشارات مرور ضوئية ..
حتى لا اختنگ من التراب .. خليت اردان عباتي على خشمي وبقن بس عيوني طالعات .. كانن يدمعن من ورا التربان ومن ورا قهر عباس .. من دا امسحهن .. تهيأ لي شفت السيارة البعيرة بالجهة الثانية دا تمشي عكس اتجاه سيرنا .. وتهيأ لي صاعد ديسوقها شهاب .. على ما كفيت رداني ودرت راسي حتى اتاكد من اللي شافته عيني .. توارت بين السيارات .. فلا تمكنت من شوفة رقمها .. ولا عاد بي اشوف سايقها ..
هوايه كانن بالشارع سيارات يشبهنها .. گلت وي نفسي يجوز اني متوهمه .. هوايه سيارات بالشارع مثلها ..!!
ما الله هداني وطلبت من السايق يستدير و يرجعني لبيت ابو شهاب .. لا .. !!
خليت وطلعت للمؤسسة .. مع هذا ما فارگت عيوني صورة السيارة وسايقها .. وبقيت بين الشك واليقين ليكون كذبوا علي حتى يطمعون على السيارة ..
خلصت شغل بالمؤسسة وارجعت للبيت ..
شغلت نفسي بالدكان وبتوزيع الطحين وببقية الشغلات .. ما ردت احد يعرف بسالفة عباس من خارج بيتنا.. حاولت اتصرف بشكل طبيعي وي الناس ..
رحت لنببيهة ووصيتها بالمحل ومريت لصالون الحلاقة ورتبت اموري .. وكأنه الامور عادية وطبيعية .. حتى لنبيهة ما حچيت لها رغم الحاحها علي بالسؤال .. بعد ما شكت بتغير لوني وتشتت فكري .. بس كان كل ظنها ليكون عباس متعارك وياي .. خصوصا بعد ما شافني متشيكة وتمكيجة باخر يوم حضر دا ياخذني من الصالون .. ليلة اللي من رجعنا وتعاركت هناء وي غازي من غيرتها من عدنا ..
عبَّرت لي كم يوم .. ورجعت لبيت اهل عباس .. رحت لهم العصر .. وكنت متعمدة بروحتي العصر .. بعدني بالتكسي وتلگاني شهاب بالسيارة الفولكا طالع من الدربونة ومحمل فوك سيبايتها كومة غراض - .. اي تذكرت اسم السيارة... اسمها فولكا وكانوا يسمونها بعيره .. – فاشرت له وسوه نفسه ما يشوفني ..
طلبت من سايق التكسي يستدير ويلحگه .. بين ما استدار السايق وطلعنا للشارع العام ابتعد عنا شهاب بالسيارة هوايه وما عاد نشوفه .. الى ان وصلنا لنفس الساحة اللي شفته بيها قبل كم يوم .. وكان يمشي بمسافة طويلة گدامنا ..
سايق التكسي اللي كنت صاعدة بيها رجال شايب چبير بالعمر ويمشي على كيفه .. من كثر ما لحيت عليه حتى يسرع ويلحگ بالسيارة الفولگا ضاج وبدا يتعمد ويعاندني ويبطا بالمشي .. الى ان اختفت السيارة من جديد من گدام عيوني .. فبقيت حايرة .. بين ارجع لبيت عيالي وواجهم بالحقيقة واشوف ليش ضمو علي سالفة السيارة .. وبين اتبع السيارة اللي ما اعرف وين متوجه بيها شهاب ..
مرات اگول الحگه لبيتهم بالصدرية .. اكيد يروح لمرته .. ومن عنده يمكن اعرف الحقيقة .. اعرف بي يصلي وما يكذب .. ومرات اگول اعوفه وارجع للحرية .. واعرف من اهله الحقيقة .
من حيرتي وحيرة السايق بي .. طبگ السيارة على صفحة بصف الرصيف وطلب من عندي الاجرة .. او ابين له وين اريده يوديني .. ولاي وجهة ياخذني ..
ضجت من سياقته .. انطيته اجرته ونزلت من سيارته واجرت سيارة ثانية ورجعت للثورة .. بعد ما اخذت لي صفنه بالشارع وبقيت حايرة وين اتوجه ..
من رجعت للبيت حچيت لامي فضيلة بكل اللي صار .. فشارت علي اروح لمركز الامن بالحرية واسالهم عن سالفة عباس وعن السيارة .. وخلينا الامر سر بيناتنا حتى لا يعرف ابويه ..
فعلا ثاني يوم عفت فطم بالبيت ورحت للحرية .. بوجهي رحت لمركز الامن .. وبعد ترجي وتوسلات طبيت للضابط .. ومن سالته عن عباس وعرف بي مرته طوى گصته .. ورفض يجاوبني ويفهمني شي عن تهمته .. من ردت اطلع من الباب سالته عن السيارة .. فتفاجأ گال:- يا سيارة ..
گلت له:- السيارة الفولگا .. الليييي ..!!
وما عرفت شگول .. خفت لا اگول له مالتي .. لو اگول له مال عباس .. لو احچي لي غير حچاية واوگع بورطة .. من شافني متردده گال :- مامه شنو دخلنا احنا بالسيارة .. لو نريدها كان اخذناها من يوم اعتقلناهم لزوجك واخو .. السيارة عفناها على حطتها اباب بيت اهل زوجچ المجرم .. وبعد لا تجين تراجعينا .. القضية طلعت من ايدينا وصارت بايدين الجهات العليا .. وروحي اسالي اهله شنو اللي مسوي .. – غير نبرة صوته ودگ الجرس حتى ينبه الشرطي اللي كان واگف بالباب حتى يطلعني من غرفته .. وصاح بيَّ - يله .. بعد لا تخطين لهنانه ..
طلعت اخط برجليه واتعثر باذيال عباتي .. واتساءل وي نفسي .. هاي شني الجريمة اللي مرتكبها عباس .. واللي خلتهم يحيلوا للجهات العليا ؟!! ومني هاي الجهات العليا .. ؟ وليش اهله ادّعو بان الامن اخذو السيارة ..؟؟ شنو ..!! فوگ الضيم يريدون يطمعون عليها .. ؟!! عجيب امرهم ... ذولي شنو من ناس .. !! حتى ما يريدوني اعرف شي عن ابنهم .
من الارهاق والتعب انتچيت على عمود كهرباء قريب من باب مركز الامن .. وبدت دموعي تتسايل على خدودي ..
تقرب مني ولد شاب .. سلم علي واظهر تعاطفه وياي بعد ما شافني دا ابچي .. وسألني :- شنو قصتچ اختي .. احچي لي بلكت اگدر اساعدچ ..
من بين دموعي گلت له:- شحچي لك خويه .. والله ما اعرف شحچي ..؟!!
لح علي بالسؤال .. كان خايف ويتلفت لا احد يشوفه ويسمعه يحچي وياي .. كل ما يسألني يدير وجهه على صفحة بين ما ينتظر مني الاجابة ..
اختصرت له السالفة وحچيت له بكلمتين قصة عباس .. وشلون جا لاهله وبعدها ما رجع لي .. وعرفت من اهله الامن معتقلينه قبل كم يوم .. بلا ما اعرف السبب .. من سمع بالسالفة .. تلفت حواليه اكثر من مرة .. ونصه صوته .. گال لي:- شوفي بعد لا تجين لهنا .. زوجچ حالوا اوراقه للامن العامة .. وما اريد احد يشوفني واگف عندچ .. ولا اريد احدي يعرف اني الحچيت لچ .. بيني وبينچ .. زوجچ بحزب الدعوة هو واخوه .. واكيد مسوولهم مكسورة چبيرة .. يله مع السلامة .
على السريع حچاهن للكم كلمة وانصرف .. كان داير وجهه عني من يحچي .. ومن خلصهن .. عافني وراح .. تركني بدوامه اكبر من الدوامة اللي كنت عايشة بيها ..
بقيت اباوع عليه الى ان اختفه داخل مركز الامن ..
جرّيت رجلي وابتعدت عن المكان وضربتها مشي من مركز الامن لبيت ابو عباس ..
كنت اتأمل الگا السيارة .. بعد عباس راح .. !! على الاقل احضى بسيارتي ..
من طليت على الدربونه وما شفت السيارة .. درت وجهي ردت ارجع .. ما اريد اشوف وجه هناء ولا وجه امها .. ولا وجه عمي ابو عباس .. شنو ذولي من ناس .. فوگ هاي المصيبة كلها ويريدون يطمعون بالسيارة ..
بقيت متردده بين اروح لهم للبيت واسألهم عن السيارة .. وبين اعوفهم واتوجه لبيت شهاب ..
ما كان باقي بيني وبين بيتهم غير خطوات .. تقربت من بيتهم .. من وصلت الباب لگيته مقفول بزنجيل وقفل من بره .. وگفت بنص الدربونة وصفنت .. حتى استوعب الموضوع .. خفت ليكونون الامن جايين معتقليهم كلهم .. وديراقبون البيت وياهو اللي يتتقرب له يعتقلونه .. بعدين فكرت .. لو معتقلين اهلهم وديراقبون منو يخصهم كان من رحت لمركز الامن اعتقلوني ..
دگيت باب الجيران اللي بصفهم .. ومن سألت عنهم تبين شايلين من البيت بليلة سودة .. بلا ما يگولون لاحد عن مكان سكنهم .واظن كانت شيلتهم بنفس اليوم اللي تلكاني بيها شهاب شايل فوك سيباية السيارة الغراض .
عفتهم وقررت اروح للصدرية .. لبيت شهاب .. اكيد السيارة عنده .. اذا ما طلع شايل وياهم ومغير سكنه ..
من وصلت راس الدربونة من جهة باب الشيخ شفت السيارة مركونة بصف الرصيف .. باوعت على رقمها وتاكدت من عدها .. وي نفسي گلت .. زين .. يعني شهاب ما معتقلينه والسيارة على حطتها ..
من يوم تعارك شهاب وي عباس ولا وصلت المنطقة .. كل ما يخطر على بالي يوم العركة .. لو اتذكر الصدرية اللي مابقيت ساكنه بيها هوايه .. اتذكر المرية اللي تلگتني الصبح شايله صمون وگيمر براس الدربونه .. واتمنى وي نفسي لو اتذكر وين شايفتها .. ؟!! لو بس اعرف ليش من شفتها گلبي انفتح لها ..؟ وتساءل .. ليش بيومها سلمت عليّ وبقت تراقبني بنظرها .. ؟!!
هوايه اسئله تخطر على بالي من اتذكرها .. !! ولان ما شفتها غير مرة وحدة وبعدها اختفت مثل الحلم .. بديت اشك لتكون شوفتي لها مجرد وهم ..!!
صورتها واطلالتها بخيالي بقت تخطر بذهني مثل لمح البصر .. وذكرى ابتسامتها وهي تباوع علي من بعيد .. تخلي گلبي يرجف لذكرها ..
من وصلت للمكان اللي شفتها بي بذيچ الصبحية وگفت شويه .. صفنت وتمنيت ينعاد نفس المشهد واشوفها من جديد ..
سرحت بخيالي للحظات .. وبعد ان تأكدت بأني فعلا شفتها وبانها ذكرى حقيقية وليست وهم .. صحيت على نفسي وتوجهت لبيت شهاب .. تلگتني ام وهاب بالباب ..
بعدها على گعدتها ورا الچنبر .. وشايله بيدها مقشتها وتهفي بيها وتنش الذبان ..
سلمت عليها وقبل لا ادخل البيت چلبت بذيالي وبدت تتسأل بي .. لان ما عرفتني .. من ورا ضعف بصرها ..
لهتني بالسؤال والجواب .. بين ما اريد افوت للبيت .. لاحت لي على بعد كم بيت نفس المره اللي شفتعا بذيچ الصبحية .. اي هيَّ .. نازله گذلتها على گصتها .. عدلت عباتها بالباب ونفضتها ولبستها .. طلعت من باب بيت قريب .. ما انتبهت على وگفتي اباب بيت ام وهاب .. استدارت وانطتني ظهرها واتوجهت للجهة الثانية ..
من شفتها نسيت بيت عباس .. ونسيت السيارة .. ونسيت شكانت تسألني ام وهاب ..
ردت اركض وراها واسألها .. ليش باوعت علي بالمرة السابقة ..؟!! وشنو المغزى من ابتسامتها ..؟!! ووين شايفتها ..؟!! بقيت صافنه عليها لحظات .. ابتعدت عن ام وهاب خطوات وتراجعت لنص الدربونه ..
ردت الحگها .. وترردت .. تتبعتها بنظري الى ان استدارت بنهاية الدربونة وتوارت عن نظري وبقى گلبي يتتبع اثرها ..
جريت نفس طويل وابعدتها عن خاطري ورجعت على ام وهاب .. وبعد ما عرفتها بنفسي دخلت لبيت شهاب ..
من شافني شهاب تفاجأ ..!! ما كان متصور اجي له للبيت .. هاي صار بحدود سنة ما واصلتهم ومتصور تيهت البت وما ممكن اندله ..
الشهادة لله تلگاني هو ومرته ملگا زين .. وبعد السلام والعتاب .. استفسرت منه عن الاسباب الحقيقية لحبس عباس بالامن .. وبين لي .. بعد ان خفض صوته حتى لا احد يسمعه وتلفت على صفاحه .. بان الامن متهمين عباس ورضا .. بالمشاركة باحداث الاعتداء على مشيعي ضحايا الجامعة المستنصرية .. بقيت بس فاكه حلگي .. من الخوف تجمدت بمكاني .. حمدت ربي لان ما حبسوني ويا .. !!
حسب ما سمعت بوقتها الحكومة عدمت اللي شمر القنبلة على الطلاب هو وعائلته .. وگالوا عنه ايراني وطلعوا صورته بالتلفزيون مقتول اباب الجامعة ..
اتذكرت بيوم اللي طلعوا صورة سمير غلام اللي فجر القنبلة بالجامعة المستنصرية .. كان عباس يتفرج على التلفزيون .. وبدا يسب بصدام حسين من طلع يحچي على الايرانيين ويتهمهم بالتفجير .. وقسم بالله ثلاث مرات ياخذ بحق الضحايا اللي سالت دمائهم بالجامعة المستنصرية .. اتذكره لذاك اليوم كلش زين لان بقوا يعيدون بخطاب صدام حسين مية مرة .. بس ما اعرف بذاك اليوم صار الهجوم على المشيعين وله بالايام اللي وراه .. هاي صار فوك الشهر على الحادثة فما تمكنت اتذكر بيا يوم شيعوا الطلاب ولا اتذكر بيومها وين كان عباس ..
من ورا هاي السلفة خفت لا افتح موضوع السيارة وي شهاب .. گلت خلي ابقيها عنده الى ان نشوف تاليها .. خاف من وراها يجونا الامن لمدينة الثورة ياخذونه ..
كل اللي عرفته بيومها بان اهله شالوا لاحدى المحافظات الجنوبية .. حتى يتخلصون من الامن ومتابعاتهم .. ومن خوفهم لا يجون يعتقلون بقية اخوانه .. وحذرني حتى لا اروح بعد للدربونة .. و ما صرح لي بعنوان اهله الجديد .
وللحكاية بقية ..

زمــــــــــن الضيــــــــــــــــاعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن