فتاة اليوم الممطر

25 1 0
                                    


المشهد السادس

فتاة اليوم الممطر

مرداس يركض بسرعة بصحبة يرد توقف "يرد" وبقى مرداس فصرخ يرد..

- توقف مرداس لقد اصبحنا بعيدين عنهم .

توقف مرداس ونظر نحو السماء وقال ..

- الغيوم تجمعت !

نظر يرد نحو السماء وقال ...

- غيم أسود .

- أنظر "يرد" هناك قرية صغيرة.

- حسناً لنذهب نحتمي من المطر هناك.

الظلام قد حل من سواد الغيوم بدأت السماء ترعد والمطر يهطل ...

القرية متكونة من بعض الجحور التي تم حفرها ببعض التلال اتجه يرد ومرداس يركضون نحو تلك الجحور يطلبون مأوة ... وكلما اقتربوا من تلك القرية الصغيرة ازداد ارتطام شيء ما بأقدامهم توقف يرد لينظر ماذا يوجد تحت أقدامهم وتبعه بذلك مرداس .. نظر يرد أسفل قدمه وجد كتلة من الشعر حملها وجده رأس بشري أضاء ضوء الرعد المكان من حولهم ..

كان المنظر بشع جداً جثث ممزقة ارباً في كل مكان ... ثم عاود الرعد إضاءة تلك الجحور التي تغطي فوهاتها الدماء .. فقال مرداس متعجباً..

- هل تسمع !!

فقال "يرد" وقد عقد حاجبييه ..

- انه صوت بكاء.

ركض الاثنان نحو الجحور لمصدر الصوت .. فخرجت فتاة في الثالثة عشر من العمر عارية دون ملابس تبكي وتصرخ .. ركض نحوها مرداس فسقطت في حضنه وبسرعة "يرد" حمل من الارض جلد كالذي يكسون به بعض مناطق جسدهم أنتزعه من أحد الجثث وغطى به جسد الفتاة العاري ..

نظرت نحوى يرد ومرداس وقالت ..

- لقد قتلوا كل عائلتي.

المطر اشتد مع غضب "يرد" فقال ..

- من فعل ذلك ؟

كان سؤال بلا جدوى فقد فقدت الفتاة وعيها مسبقاً...

فقال يرد والغضب والحسرة تعتريه وهو ينظر إلى جثث بني جنسه من حوله وهم ممزقين إلى اشلاء ..

- هذه الحرب لن تجلب لنا سوى الدمار والألم .. نظر نحو مرداس .. وفقدان الاشخاص الذين نحبهم.

وضع مرداس الفتاة في أحد الجحور لتنام بهدوء .. وخرج يجمع بأشلاء الجثث التي تفترش الارض ..

وبكل غضب وحسرة بدأ يحفر "يرد" بيديه الارض  ((فإكرام الميت دفنه)) .

هرمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن