ثري بقلبي

ثري بقلبي 5

من يجمعنا على ما لا تريده ., تزوج من تريد و انا اتمنى لك السعادة ., مشيت من حبل المشنقة و انا امشي بتثاقل , أردت لو ان اغمض عيني فيختفي هذا الكابوس ثم شعرت ان جسدي منهار و الحالك يرتشف عيني تدريجيا الى الضباب الاسود ثم العتمة ., حلمت بكابوس كان اضغاث احلام و لكن فارس كان فيه ., فتحت عيني و أذ بياض المستشفى يغطيني و سائل المغذي يتذبذب في يدي ., أمي جالسة بجانبي و دموعها منهمرة و فارس يقبع امامي و عيناه تفحصان الارض ., قالت امي : الحمد لله على سلامتك فلذة كبدي ., صارت تحتضني و تقبلني ., قلت لها مع تغير في صوتي : ماذا حدث ؟ , لماذا انا هنا ؟ ., اخذ فارس يلتفت يمنة و يسرة حتى استقرت عيناه علي ردد بصوت مبحوح : انا اسف ., قالت امي و هي تنظر تارة لي و تارة لفارس : لقد اخبرني فارس عن الامر يا زهراء ., قلت لها : كنت متعبة ., رددت : لا باس حبيبتي الحمد لله على سلامتك ., قلت لها : الله يسلمك ., وقف فارس ثم جلس على سريري فمد يده بهاتفي : خذي ., تناولته و قلت : شكرا ., قال : لقد قرأت مفكرتك أنا آسف لتطفلي و لكن كلماتك رائعة ., أحسست بالحياء الشديد .. سكرة دائخة فلم انبس ببنت شفة ., افرغت امي الهدوء بسؤالها : هل انت جائعة ؟,ارخيت ساعدي و قلت : نعم ., وقفت امي و قالت : ظل يا فارس و حلا المشكلة سأذهب لإحضار الطعام ., و بالطبع هي لم تترك له مجال لرد و خرجت ., نظر الي بمظهره مرهق و قال : أنا آسف , لم اكن بوعيي أنا آسف كثيرا لم أكن اقصد أبدا فأنا انسان مجروح كثيرا في الماضي ., قلت : و ما ذنبي أنا ؟ أنت تزوجتني من دون خطوبة و لا شهر عسل حرمتني أروع لحظات التي تعيشها المرأة و رغم ذلك فأنت تهوي بسياطك على جرحي ., زاد من نبرته و قال : بالعكس تماما أنا الضحية .. ارجوك افهميني أنا اتمنى الموت لنفسي على ان لا تفهميني ., قلت له مفرغة عناني : سأتفهمك لا بأس و لكن لا تقسو علي فأنا عالية لست رخيصة و أنت قتلت قلبي في المرة الاخيرة ., مسك رجلي و قال : أنا آسف حقا ., قلت : أخبرني عن ماضيك كي أتفهمك ., قال و هو ينظر الى الافق : تريدين أن تفتحي جراحي التي لم توصد بعد.. , بلع ريقه و كأن سيجارة أم كهرباء صعقته و حرقته ., .... .. , قاطعته : فارس لا تقول لا اريد ان اعرف , الزمن سيكشف نقابه بالحقيقة., قال : سأحاول ان أنسى و اني أعلم ان بالزمن شفاء على الرغم من أنين قلبي و الحنين يمزقني أربا أربا ., لماذا تزوجتني ؟ سألته ., قال و الضحكة جميلة تنطلق من فاه : رأيت اخوك مع زوجته فتذكراني بنفسي و انت جميلة جدا و مثقفة., خجلت فأطرقت رأسي و قلت : ارجوك حاول أن تنسى و أبدأ معي لن أبتعد عنك ابدا سأصبر عليك ., قال لي بصوت حشرجة : سأحاول و لكن أحتاج لوقت كثير .. أصبري فقط , لا أطلب منك ألا أن تصبري ., قلت : سأتعذب أذا و لكن أرغب بنتيجة في النهاية ., قال : أجل ., دخلت أمي محملة بأكياس الغداء قالت ممازحة : ازدحام شديد هناك و لكن هنا لا أعرف ., رتبت شعري الطويل لحظة , فأحسست أنه ينظر الي , حاولت ان لا أنظر لعينيه و لكنني لم أقاوم , كان ينظر الي بدفء فشعرت بالحياء و أخذت أعبث بالبطانية البيضاء ., أستمع لتعرجات الاكياس , و اشم الرائحة اللذيذة تتقارب رائحتها ., رددت أمي أسمه فلم يجبها كان محدقا في ., وضعت علبة طعامه في جحره فأنتبه لها ., فقالت له ممازحة : أين الفارس سارح ؟ ., أخذت امي بعدها تناولني الطعام بالملعقة احسست بالخجل و أخذت الملعقة منها و أكلت و بالي مشغول به , أحاول ان استرق النظر و لكني أخاف من قطع الايادي ., بعد لحظات ثقيلة قلت : الحمد لله ., سالت امي: متى يمكن ان أخرج من المستشفى ؟ ., قالت : عندما ينتهي المغذي , نظرت اليه كان على وشك الانتهاء ., هم فارس بالنهوض و قال: الحمد لله ... أنا سأذهب الى السيارة ..