ثري بقلبي 21

654 23 9
                                    

فارس_

قمت بصعوبة و جسدي منهك من الوضعية السيئة التي نمت بها , اشعر بالضعف مرة أخرى ماذا سأفعل الان ؟ , كيف يا ترى ؟ ., لا اعلم , رأسي يجرف ألما في جوفه , اشتاق لزهراء كثيرا و لكن غادة مريضة لا يمكنني ان اتركها مع الصغير هنا و هي في هذا الوضع , بحثت عن هاتفي في جيبي , يا للهول أنه مفقود لابد اني نسيته على الطاولة حيث البحر ., اخذت هاتف المشفى و اتصلت لبيت ام الزهراء و لكن ما من مجيب .. اتصلت على هاتفها .. لا يجيب هو الآخر ., ماذا سأفعل الان ؟ , رحت لأطمئن على الصغير.. كان احمد نائما كالملاك على السرير , جلست بجانبه و رحت اداعبه , حتى لو كان ابني لن ارجع لغادة .. انا أتأسف لها لأني لست من يرجع مرتين ذليلا لوالدها .. ما هذا ؟ هل سأتزوجه ام سأتزوج ابنته ؟ , اذ اني غير مرحب بعائلته المشهورة و الغنية فلا بأس أنا افتخر بأصلي و فصلي كذلك و اهم من ذلك بنفسي و ما قد حصل ., اعلم ان هذا ظلم .. كنت اهيم حبا لغادة و كثيرا ما كنت اعشقها حتى تزوجتها سرا اذ ان والدها لم يوافق على الزيجة منذ البداية جعلني حقيرا و صغيرا امام الناس , على الاقل لست مثل الاغنياء الذين يزنون في بلاد الكفار .. أنا رجل بمعنى الكلمة لست منافقا ., و اذا احببت اخلص حبا لا افكر بما يفكر به البعض .. و هم يعلمون ما اقصد الجسد .., انا احب بقلبي و احب الفتاة لشخصها و اخلاقها و طيبتها .. احب ان انتمي لشخص .. ان ارسخ كل حبي له ., قمت مرة اخرى كالمجنون متذكرا رقم عمر اخو زهراء ., اتصلت به , اجابني بصوت صعق قلبي : اين انت يا فارس ؟ ... اختي تحتاجك .. ان لله و انا اليه راجعون ماتت امي و الجنين .., شعرت اني سأسقط .. , ركضت بسرعة الى الجهة المقابلة للمشفى و انا اجر صدري الملتهب جرا ., احتضنت عمر و دموعي اجتمعت مع دموعه فغرقت من الالم , كانت زوجته بحالة فظيعة بشهرها الاخير من الحمل ., قلت : اين هي ؟ ., قال: نائمة بالداخل ., دخلت عليها , احتضنت اناملها بأناملي و قبلتها ., لن اترك زوجتي ابدا .. ابدا .. ابدا ..

_زهراء_

عانقت عيناي النور مرة أخرى لتبصر فارس متشبث بأناملي و كأنه يقول : سأبقى معك للابد ., هززت يدي ليفيق , فاق و نظر الي باسى و قال: حبيبتي زهراء لا تحزني هذا قضاء و قدر ., قلت : صحيح يا فارس و لكن ليس بيدي .. انا منهكة بسبب الحزن امي و ابني في نفس اليوم .. لقد حلمت انهم سعداء امي و ابي و لكن الرحيل اتعبني , فارس لا تتركني ارجوك انا احبك , حاول ان تجبر آلامي بأناملك و قلبك الحنون ., قال : بالطبع يا حبي فانتي جبرتي قلبي من قبل ., قلت : فأنت ابي و امي و ابني و عائلتي الان ., شعر بالفرح و قالت مازحا : ماذا تركتي لآخوك ؟., ابتسمت بحزن و قلت : هو كذلك و لكن مهمتك اكبر من ذلك هل فهمت ., هززت رأسه بالإيجاب ., نهضت من قيود البياض و احتضنته و بكيت على كتفه حتى نمت مستشعرة بالأمان .

ثري بقلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن