_فارس_
مررت على الشركة المتواضعة , لم ابتسم بتاتا و لم اعر زملائي اهتماما ., قبعت في مكتبي مع كومة من الورق تتكوم على الطاولة , آه .. لا يوجد راحة مطلقا , اخذت افحص الاوراق و عصافير بطني تزقزق , اتصلت للموظف ليأتي بشاي و شطيرة ., اسندت راسي على يدي المسندة هي بدروها على الطاولة .. أنا انسان متعب بالفعل , لربما يسألني الكثير من الاشخاص عن سبب زواجي .. و لكن كما قلت لزهراء فهذا هو الجواب , اعجبت بها و بي اخواها , و انا انسان ابحث عن ما ينسيني عن ورقة الماضي الممزوجة في دمي , اريد ترياق يذيب التكتلات و الثلوج العارمة بشمس الحب ., الامر يبدو صعبا علي ان اتقبله خاصة و ان الزهراء تبذل قصار جهدها لإسعادي .. اشعر بالخيبة الشديدة و اني غير جدير بها .. لا انفعها بشئ بل بالعكس اضرها في الحقيقة ., و كما تعلمون فأن الرجل الذي يشعر كما اشعر به رجل بائس من الدرجة الاولى .. , ابي صارم علي جدا .. و لكنه خفف علي الوطء اذ انه مسافر لغرض العمل .. الشركة بسيطة و اموالها ليست مقبولة .. و انا لا اعرف كيف اتصرف , لان جيبي خفيف لقيت الجحيم الذي راح يستعر قلبي بجنون .. , تبا للحب.. تبا للعشق .. اهلا و مرحبا للكره ., دخل الموظف و بيديه صينيه محملة بشاي و الشطيرة , وضعها على الطاولة , شكرته ., فلاذ بالخروج بلا عفوا او حمدا او حتى ابتسامة ., بعد فترة من ساعات الانهاك , تحرك يدي بقلم رصاص على ورقة فارغة , اخذت يدي تخط على الورقة .. شفتان .. عينان .. أنف جميل .. شعر حرير .. و اكتمل الوجه , ياه كم هي جميلة ؟ .. من هي ؟ .. المتعجرفة ؟ .. لا. . لا أنها كائن جميل .. و فجأة ادركت انها الزهراء .
_زهراء_
فتحت عيناي .. كان سناك نافذ من الشباك مطبوع على وجهي , ظهري يؤلمني فقد نمت على الكنبة , نظرت الى الساعة لقد شارفت على الحادية عشرة صباحا .. الحمد لله لم تفتني صلاة الظهر , اخذ شريط ذكرى العرس يتراقص في مخيلتي , كم كان محزن بالفعل ! .. انتبهت على ان فارس جاوبني حينما سألته لماذا تبكي .. على انه قال انت بكيت كذلك .. كيف عرف أني بكيت ؟ .. لربما حدسه قوي .
هاتفي بدأ يهتز رنا , كان اخي ..
السلام عليك حبيبتي ..
و عليك السلام ..
لماذا لم تخبريني انه اغشي عليك؟.. لقد قلقت عليك كثيرا ..
أنا .. آسفة .. كان الامر بسيطا
كيف ؟ .. زهراء ماذا بك ؟ هل آذاك فارس بشئ اخبريني ارجوك .. أنا خائف عليك .
لا تخف يا عمر فكل شئ بخير ..
زهراء سأجن لا تخفي علي حبيبتي ..
زهراء الحمد لله أنا بخير عزيزي .. ما اخبارك ؟ لقد اشتقت اليك..
أنا بخير الحمد لله أمل تسلم عليك و تعاتبك لأنك لم تسبرينا عن غشيانك ..
الله يسلمها .. أنا آسفة .. لم القي للأمر بالا لأنه بسيط .. لن أكررها مرة أخرى ..
لا بأس حبيبتي فأنا اخاف عليك لأني أحبك كثيرا .. سنزورك غدا لأطمئن عليك و لنتحدث عن موضوع السكن .. أخبري فارس .
حسنا اخي أتوق ان يقضي اليوم بسرعة .. لأراك ..احضر أمل معك .. اشتاق للحديث معها ..
حسنا حبيبتي مع السلامة .. احبك
في أمان الله .. و أنا احبك
انقطع الخط .. وضعت هاتفي تحت الوسادة .. استشعرت و حدثت نفسي .. آه يا أخي الحديث معك جميل .. اتمنى ان يكون فارس و لو قليل منك ..
ذهبت لأصلي .. كم هو مذهل الشعور ! .. كم هي الراحة كبيرة ! .. حينما تؤدي الشعائر و قلبك يعيشها .. خاشع .. خاضع .. متذلل لربك .
ثم تابعت قراءة الكتاب الاسطوري ,
.. يحكى عن فتى يبحث عن الشمس .. كتاب غريب جدا فالشمس تقبع على رؤوسنا طوال النهار .. كان يعتقد ان الشمس تعرف مكان حبيبته التي سمع انها قتلت في الصحراء في مكان بعيد عنه , كان يطارد شمس من مكان الى مكان ..
الخيال جميل جدا ينتشلنا من الواقع ويرمينا في دهاليز أحلامه ..
أنا أحمل شهادة في الادب الانجليزي و استطيع ان اعمل في معظم الاماكن في بلدة و لكنني قلقة اذ ما حدثت فارس برغبتي للعمل .. لأؤجل الامر لفترة الى اجل غير مسمى ., كل فتاة تريد الزواج لا تريده بهذه الطريقة .. اريد رجل يحترمني و يحبني .. اريد ان انجب اطفالا رائعين .. ان اشعر بالأمومة ..
فارس يحب امرأة أخرى .. لماذا تزوجني ؟ .. أنه يعذبني بهذه الطريقة .. انا افكر في الطلاق ثم يختفي هذا الشعور لأني أؤمن انه سيتغير اذ انه قال اصبري علي .. اتوق لان اسأل اخي كيف طلبني فارس منه ؟ .. كيف وافق أخي ؟ كيف أنا وافقت ؟ ..
أنت تقرأ
ثري بقلبي
Romanceعندما تتركه زوجته و تتزوج رجلاً غيره يضيع في الألم فيحاول انقاذ نفسه بزواج مرة أخرى .. فهل سينسى حبه ؟ .. و هل سيتقبلها في قلبه ؟ الشخصيات التي تتحدث بضمير متكلم .. فارس زهراء اَحدثتُ تعديلاً على القصة . اذ أني لم انقلها سابقاً بشكل صحيح.. و أنا...