سأنتظركم . , حمل بقايا طعامه و افرغها بالقمامة ., قالت امي : فارس ابني لا ترمي الطعام في القمامة مرة اخرى , أعطه لي و انا سأتصرف به ., اجاب ببرود : حسنا ., غادر فارس , فأخذت امي تحدثني : انا اخجل ان احدثك بهذا الخصوص و لكن عندما غبتي عن الوعي حسبتك حامل , و لكن هذا هراء فأنتي حديثة الزواج , و لكني أنتظر حفيدي بفارغ الصبر ., قلت لها بصدق : ماما لا تتأملي كثيرا فالموضوع يحتاج لوقت ., قالت لي بسئم : تفائلي ., دخلت الممرضة علينا فأزالت الابرة القابعة على يدي ووضعت على الموضع قطنة و لاصقة ثم أمرتني أن اضغطت على الجرح لمدة خمس دقائق كي يتخثر الدم ., قالت لي الممرضة : تغذي جيدا فأنت لديك نقص في الدم ., رددت عليها : ان شاء الله ., قالت امي ممازحة : آكلت الحب و نست الطعام ., قلت في نفسي : آه أنا اتوق للحب لم أحصل عليه بعد الا من الحضن بعد العاصفة ., دخلنا السيارة ., احسست بثقل فوضعت رأسي على كتف أمي مستلقية ., في المرآة الأمامية استرقت النظر الى عينيه الحزينتين , وجه المغمور بالاسى , تمنيت أن أعانقه فأنسيه تعب جبال الهموم التي قطعها ., عند أشاره المرور رأيته ينظر لعيني في المرآه , كانت عينيه مرهقة بالحزن , يكاد ان يبكي ., خجلت و انتابني أحساس بالكره و البغض و الذنب ., لقد شعرت بالذنب الذي لم أقترف أسمه , و لكن هو من اشعرني بذلك بواسطة عينيه ., أغلقت عيني الى أن وصلنا ., نزلت امي مخلفة وراها قبلة حنونة و وصية لفارس ليدير باله علي ., و بالطبع بما ان امي قد خرجت بدأ بالبكاء و هو يقود على عجل ., سأصبر عليه على رغم النيران التي تتأجج فيني بكلمات مهزوزة و قلبي الذي أراد الاحساس بالحب ., شعرت بالحزن الشديد , كأنه عاداني بهذا المرض أو أكيد ., ترجلت من السيارة , ووقفت عند الباب أنتظره ., لم يعرني أنتابه , و بعد ثوان كنت استطيع ان ارى سيارته تبتعد بعيدا عني , قلبه المريض أخذ يلعن حبه الماضي و يرفض الحاضر ., دلفت الى الداخل , اعددت لنفسي شيئا و جلست على الكنبة أشاهد التلفاز ., و ما زاد حزني ذلك الفيلم الرومنسي الكئيب يألم الافئدة حيث الموت يخدش القلوب ., أغلقت التلفاز ففتحت الهاتف , كتبت :
انا احبك و لا ادري لماذا ؟
اشعر روحي مجثمه بروحك
و قلبي يهتز لنبضك
فينحصر صدري خواطر
تروي آهات و مجازر
و انا أسبح في عينيك
أجوب قارات العالم اليك
ترأف بحالي فأنا أريدك
احبك بلا سبب وجيه
لأنك تؤامي الذي لا استغنى عليه
شعرت بالرغبة بالبكاء , بكيت حتى احسست ان عيني جفت من فرط الدموع ., اصبحت منهكة , اشعر بالوحدة والوحشة ., ألا يخجل من نفسه أنه يتركني وحدي فلا اشعر بالأمان ., اضطجعت على سريري قليلا ثم ذهبت لتلاوة القرآن ., شعرت بالأمان الحمد لله ., لا أعلم ماذا حصل لي , قمت و انا اتضور جوعا ., خرجت الى الصالة , ممدت يدي الى الهاتف ( اتصل لخدمة الغرف ) ., طلبت طعاما ., نظرت لساعة كانت العاشرة , لقد فاتتني صلاة العشاء ذهبت لتأديتها ., اشعر الان بدوار لازمني في هذه الفترة ., فتحت الدولاب افحص اغراضي , عيناي وقعتا على ثياب فارس ., أخرجتها و استنشقتها لا اراديا ., اردت ان تعيش داخلي رائحة فارس ., انني اشتاق اليه جدا , دائما ما يغادر عني , احببت ذلك اليوم الذي على الرغم من ضرباته الموجعة ألا انه احتضني أدخلني لجحره الدافئ ., المرأة حينما تحب تغار كثيرا .. تتعب كثيرا ..ينفد صبرها اشتياقا, اعلم تلك الامور , كيف للمرء ان يحب شخصا هكذا , و هذا الشخص يؤذيه بكل ما أؤتي من قوة ., انني متفائلة بخصوص فارس , انا أامل ان يحبني عميقا مثلما احب سابقا سأحاول ان انسيه معاناته ., انه مخلص لزوجته السابقة حتى على حسابي .. هو يبتعد عني أعواما و غابات , امتارا و فصولا .
و لكن اين هو يا ترى ؟
أنت تقرأ
ثري بقلبي
Romanceعندما تتركه زوجته و تتزوج رجلاً غيره يضيع في الألم فيحاول انقاذ نفسه بزواج مرة أخرى .. فهل سينسى حبه ؟ .. و هل سيتقبلها في قلبه ؟ الشخصيات التي تتحدث بضمير متكلم .. فارس زهراء اَحدثتُ تعديلاً على القصة . اذ أني لم انقلها سابقاً بشكل صحيح.. و أنا...